هل أخطأ سيدنا آدم في الجنة؟ سؤال أجاب عنه الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، من خلال برنامج “لعلهم يفقهون” على شاشة دي ام سي، موضحًا في جواب سائلة: هل ما فعله سيدنا آدم غريزة إنسانية أم لحكمة إلهية؟
هل أخطأ سيدنا آدم في الجنة؟
وقال خالد الجندي: إننا في جوابنا لا ننفي الطبيعة البشرية عن آدم عليه السلام، متسائلًا: آدم عليه السلام فعلها أكان نبيًا أم لم يبعث؟، مبينًا قبل النبوة فلا تثريب، كما أنه قد بدأ التكليف الإلهي لآدم هل فعله ناسيًا أم متذكرًا، مشيرًا النسيان يرفع الحكم، فهذا ليس بخطأ وإن كان الفعل مخالف، ففي حادث العربية القتل الخطأ لا نسمي السائق قاتل، فالحادث وقت النسيان لا لوم ولا تثريب.
حكم نزع القداسة عن الأنبياء والعشرة المبشرين بالجنة وآل البيت الكرام
وقالت دار الإفتاء فكرة نزع القداسة هذه مرفوضة تمامًا في الإسلام؛ سواء في منطلقاتها الفكرية أو في تطبيقاتها العملية، تلك الفكرة التي أدت بأصحابها إلى نقد النص الديني المقدس، وانتهت بهم إلى نقد الأنبياء والإساءة إليهم، واعتبارهم مجرد نماذج بشرية قابلة للنقد والتقويم.
ومن هذا المنطلق: فإنه يحرم شرعًا تمثيل الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين؛ مراعاة لعصمتهم ومكانتهم، علاوة على ما ينطوي عليه هذا الفعل من المفاسد؛ ككونه ليس مطابقًا لواقعهم مِن أنَّ أفعالَهُم تشريعٌ، وأن التمثيل يعتمد على الحبكة الدرامية مما يُدخل في سيرتهم ما ليس منها.
وأما تمثيل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم: فالمختار للفتوى أنه إذا رُوعِيَت السياقات التاريخية الصحيحة، وعُرِفت لهم سابقتهم في الإسلام، وأُظهِرُوا بشكلٍ يناسب مقامهم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأنهم خِيرَةُ الخلق بعد الأنبياء والمرسلين؛ فإنه لا مانع من تمثيلهم إذا كان الهدف نبيلًا؛ كتقديم صورة حسنةٍ للمُشاهد، واستحضار المعاني التي عاشوها، وتعميق مفهوم القدوة الحسنة من خلالهم.
ويُستَثْنَى من هذا الحكم: العشرة المبشرون بالجنة، وأمهات المؤمنين وبنات المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وآل البيت الكرام؛ كالسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، وولديها سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين عليهما السلام، وبنتها السيدة زينب عليها السلام؛ فلا يجوز تمثيلهم بحال؛ لما لهم من مكانةٍ عظيمةٍ في الإسلام؛ فهم قادة الصحابة وأكابرهم، وخيرتهم وأفاضلهم.