الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة: الإنسان مركب متشابك شديد التغير والتقلب وما سمي بذلك إلا لنسيانه

علي جمعة مفتي الجمهورية
علي جمعة مفتي الجمهورية السابق

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن الإنسان مركب متشابك شديد التغير والتقلب وما سُمّيَ الإنسانُ إلّا لنَسْيِه ولا القلبُ إلّا أنّه يتقلَّبُ.

سيدنا النبي ﷺ يصف هذه الحقيقة ويربطها بربنا سبحانه وتعالي ويقول : « إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أَصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ »  القلب يتقلب ويتغير ، والإنسان يتقلب ويتغير وينبغي عليه أن يتغير إلي الأحسن ؛ هو قادر إلي أن يتغير إلي الأسوء وقادر إلي أن يتغير إلي الأحسن ، وسيدنا النبي ﷺ وضع منهج التغيير وقال : (أبدأ بنفسك ثم بمن تعول) فوضع لنا منهجاً عظيماً وهو أن الإنسان لا يتكل علي الآخرين ولا ينتظر تغير الآخرين بل عليه أن يبدأ بنفسه.

وكيف يبدأ بنفسه ؟ عليه بكل سهولة أن يلتزم بالعبادات ؛ وهذه العبادات أنشأها الله سبحانه وتعالي علي هذه الحقيقة أن الإنسان يتغير ، وأنه في حاجة دائمة لتصحيح مساره ، وأنه ينبغي عليه إذا ما اتغير وقرر التغير عليه أن يتغير إلي الأحسن ، ومن هنا جعل لنا محطات ونقاط إنطلاق ؛ فهناك محطة نغسل فيها ذنوبنا ونجدد فيها إيماننا كل يوم خمس مرات وهي "الصلاة"، وهناك محطة نغسل فيها همومنا ونسمع فيها إلى الموعظة كل أسبوع وهي "صلاة الجمعة"، وهناك محطة نقف فيها مع أنفسنا وهي "رمضان" وذلك في العام مرة، وهناك محطة نقف فيها أيضًا مع أنفسنا وقد نُغير فيها مناهج حياتنا ونُعدّل فيها مسار معيشتنا وهو "الحج والعمرة".

وسيدنا رسول الله ﷺ يقول : « جَدِّدُوا إِيْمَانَكُمْ » هو ليس تجديداً بمعني الهدم والبناء بل هو بمعني الاستمرار، يقول ربنا سبحانه وتعالي : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا} أي استمروا وأحسنوا إيمانكم .