سطر المصريون مجددًا فصلاً جديدًا في كتابة تاريخهم الوطني، ضاربين أروع الأمثلة في تلبية نداء الوطن، بعد أن شهد العالم إدلاء عشرات الملايين من المصريين بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، مُعلنين للعالم أجمع، أنهم مستمرون في حلم بناء جمهوريتهم التي تليق بأقدم شعب عرفهُ التاريخ البشري.
الانتخابات الرئاسية
وعلى الرغم من الصعوبات الاقتصادية التي تواجه المصريين وانعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية، والتداعيات السلبية للحرب في قطاع غزة على الاقتصاد المصري، إلا أن وعي المصريين كان خير رد على مواجهة تلك التحديات، وأمام مرأى ومسمع من العالم أجمع، رفع المصريون شعار "لا صوت يعلو فوق صوت الوطن" في الانتخابات الرئاسية المصرية.
مراقبة على الانتخابات الرئاسية
وتأكيداً على شفافية الدولة المصرية في التعامل مع استحقاقاتها الدستورية، اعتمدت الهيئة الوطنية للانتخابات 220 متابعًا من 14 منظمة دولية إلى جانب 22 ألفا و340 متابعا من 62 منظمة مجتمع مدنى محلية من أجل المشاركة في أعمال المراقبة على الانتخابات الرئاسية المصرية.
تناول إعلامي دولي للانتخابات الرئاسية المصرية
من جهتها، نشرت وسائل الإعلام العالمية عدداً هائلاً من التقارير المصورة والمنشورة بعدد كبير من اللغات، حيث كان هناك وجود شبه إجماع في الإعلام الدولي على رصد الكثافة الكبيرة لحضور الناخبين للجان الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المصرية.
قام 528 مراسلاً من المقيمين والوافدين من الخارج، بجولات على مقار اللجان الانتخابية المختلفة لرصد أجواء التصويت وإجراءات الانتخابات في كافة محافظات الجمهورية، وذلك بحرية تامة دون أية عوائق أو شكاوى من أية مضايقات لأداء دورهم في الاطلاع على سير الانتخابات، كما قامت الهيئة العامة للاستعلامات بتنظيم جولات جماعية لبعض المراسلين الأجانب على اللجان في نطاق محافظات القاهرة الكبرى، وفي شمال سيناء، خاصة في مدينتي رفح والعريش.
ولم يرصد أي من هؤلاء المراقبين والمراسلين، وكذلك لم تنشر أية وسيلة إعلامية في أنحاء العالم، أي تجاوزات أو مخالفات تمس سلامة ونزاهة العملية الانتخابية داخل اللجان أو خارجها، مع إشارات واضحة لعدم تدخل سلطات الدولة في التأثير على حرية الناخبين في الاختيار، بل على العكس من ذلك، كان هناك اهتمام بتصوير ومتابعة أجواء الفرح والبهجة التي يقوم بها بعض المواطنين أمام بعض اللجان.
وعي المصريين
منذ عام 2011 وحتى الآن، مرت مصر بالعديد من التحديات والصعاب، تكالبت عليها الأزمات وحاصرتها المخاطر، فلم يحمها من الانحناء أو السقوط سوى إرادة هذا الشعب الأبي والتزامه الأبدي بحفظ أمانة الوطن والذود عن استقرار واستقلال دولته مهما كان الثمن.
لقد ضرب المصريون بوعيهم أروع الأمثة في حفظ أمانة الوطن، ولولا ثقة الناخبين في قضائهم العادل والمنظومة التي تقود العملية الانتخابية في كل استحقاق دستوري، ما تمكن الشعب من أداء هذه الأمانة على أكمل وجه، وما رأي العالم ذلك التكاتف والالتفاف حول الصندوق، وما انتقلت بلادنا بسلاسة من محطة لأخرى في طريق الديمقراطية والاستقرار.