مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، خاصة في البحر الأحمر، تسلك الولايات المتحدة طريقًا دقيقًا، وتنشر أصولًا عسكرية في المنطقة بينما تسعى جاهدة لتجنب حرب واسعة النطاق مع الحوثيين في اليمن.
ووفقا لما نشرته صنداي تايمز، فإن إرسال البنتاجون مؤخراً حاملات طائرات ومدمرات وطائرات مقاتلة وصواريخ كروز توماهوك إلى الشرق الأوسط يؤكد استعداده للرد على استفزازات المسلحين الحوثيين في اليمن.
وعلى الرغم من القوة النارية الكبيرة المتراكمة في المنطقة، لم يمنح الرئيس جو بايدن السلطة لتوجيه ضربات واسعة النطاق ضد الحوثيين. وبدلاً من ذلك، فإن التوجيه الأساسي هو اعتراض وتحييد الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز، حيث تبلغ تكلفة كل اعتراض أكثر من مليون دولار. ويهدف هذا النهج الحذر إلى منع تفاقم الصراع اليمني إلى أزمة إقليمية أوسع تشمل إيران وحزب الله وأطراف أخرى محتملة.
إن نشر القوات البحرية الأمريكية، بما في ذلك مجموعتين قتاليتين من حاملات الطائرات، في شرق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، يعد بمثابة رادع للحوثيين وإيران. ومع ذلك، فإن هذا الوجود الهائل لم يوقف الهجمات المستمرة على السفن التجارية والهجمات الصاروخية التي تشنها القوات المدعومة من إيران على مواقع القوات الأمريكية في العراق وسوريا.
بينما يستمر الاشتباك الدفاعي بين الولايات المتحدة والحوثيين، وإلى حد محدود مع إيران، امتنع البنتاجون عن شن ضربات هجومية. وعلى الرغم من إعداد قوائم الأهداف لهجمات محتملة على المنشآت العسكرية للحوثيين، فإن أي قرار بالذهاب إلى الحرب يتطلب موافقة سياسية من البيت الأبيض.
إن اتخاذ الخطوة التالية، مثل ضرب أهداف الحوثيين في اليمن أو المنشآت العسكرية في إيران، من شأنه أن يحمل مخاطر كبيرة، وربما يؤدي إلى تأجيج التوترات في جميع أنحاء الشرق الأوسط. تعطي الاستراتيجية الأمريكية الحالية الأولوية لحماية الشحن التجاري واعتراض التهديدات القادمة من اليمن مع ممارسة ضبط النفس في تصعيد الأعمال العدائية.
يعد السياق الدولي بالغ الأهمية، حيث تشارك 19 دولة في مهمة الدوريات البحرية لحماية الشحن في البحر الأحمر. ومع ذلك، لا يبدو أن أياً من هذه الدول يميل إلى الانضمام إلى الولايات المتحدة في مواجهة عسكرية مباشرة مع الحوثيين.