الحلاج.. زاهد قتله التصوف.. جاهد ضد الظلم والطغيان وأعدمه السلطان

ارتبط اسمه بالقصيدة الصوفية الشهيرة التي لحنها الموسيقار عمر خيرت للمسلسل الشهير الخواجة عبد القادر الذي تم اذاعته في رمضان قبل الماضي " والله ما طلعت شمس ولا غربت .. الا وحبك مقرون بأنفاسي".
ويعتبر الحلاج من أكثر الرجال الذين اختلف في أمرهم، فجماهير علماء السنة اجمعوا على تكفيره وتبديعه ورميه بالسحر والشعوذة ، وهناك من وافقوه وفسروا مفاهيمه.
فلسفته التي عبّر عنها الحلاج بالممارسة لم ترض الفقيه محمد بن داود قاضي بغداد، فقد رآها متعارضة مع تعاليم الإسلام حسب رؤيته لها، فرفع أمر الحلاج إلى القضاء طالباً محاكمته أمام الناس والفقهاء. فلقي مصرعه مصلوباُ بباب خراسان المطل على دجلة على يد الوزير حامد ابن العباس، تنفيذاً لأمر الخليفة في القرن الرابع الهجري.
وكان التصوف عند الحلاج جهاداً في سبيل إحقاق الحق، وليس مسلكاً فردياً بين المتصوف والخالق فقط. لقد طور الحلاج النظرة العامة إلى التصوف، فجعله جهاداً ضد الظلم والطغيان في النفس والمجتمع ونظراً لما لتلك الدعوة من تأثير على السلطة السياسية الحاكمة في حينه.
وقد ذاعت شهرته وأخباره وراج أمره عند كثير من الناس، حتى وصلت لوزير المقتدر بالله الخليفة العباسي.
وفي يوم الثلاثاء 24 من ذي القعدة سنة 309هـ تم تنفيذ حكم الخليفة، وعند إخراجه لتنفيذ الحكم فيه ازدحم الناس لرؤيته. ويقال إن سبب مقتله يكمن في اجابته على سؤال أحد الاعراب الذي سأل الحلاج عن ما في جبته، فرد عليه الحلاج (مافي جبتي إلا الله) فاتهم بالزندقة واقيم عليه الحد.