الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رابطة العالم الإسلامي تطلق وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية

شعار رابطة العالم
شعار رابطة العالم الإسلامي

أصدرت رابطة العالم الإسلامي بحضور كبار العلماء والمفتين من مختلف المذاهب والطوائف الإسلامية، "وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية"،  في ختام أعمال المؤتمر الدولي "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" الذي نظَّمته رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود،  في  شهر رمضان الحالي  بمشاركة واسعة من ممثلي المذاهب والطوائف الإسلامية من مختلف أنحاء العالم.
وتأتي الوثيقة امتدادًا لمضامين "وثيقة مكة المكرمة" التي أمضاها مفتو الأمَّة وعلماؤها في الرابع والعشرين من شهر رمضان المبارك لعام 1440هـ، الموافق للتاسع والعشرين من شهر مايو لعام 2019م، كما تأتي لتعكس تعبير العلماء المشاركين في مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" عن اعتزازهم بدينهم شِرْعةً ومنهاجًا، وإيمانهم بالله تعالى ربًّا ومعبودًا، وبمحمّدٍ ﷺ نبيًّا خاتمًا ورسولًا، مُمتثلِين قولَه جلَّ وعلا: "إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ".

وشارك بالمؤتمر فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية والذي أكد أن الاختلاف في الجهاد لا يمنع استمرار اأواصر المحيطبة الثابتة في الإسلام بين مختلف المذاهب .

كما شارك به الاستاذ الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة والذي أشار إلى أنه من أكبر الأخطاء المميتة لعلم العقائد، تحول التنوع معه إلى تنوع مميت مهلك قائم على التكفير والإقصاء، والفشل فشلًا ذريعًا في الوصول إلى تنوع خلاق، وكيف يمكنه أن يصل لهذا وهو يقوم على التكفير للمخالف.

وتؤكّد "وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" إدراكَ علماءِ الأمَّةِ وممثلي مذاهبها وطوائفها لواجب الوقت في التذكير بمفهوم الأمّة الواحدة، وأنهم اليوم أحوجُ ما يكونون إلى رصِّ صُفوفهم، وانسجام أمرهم على مشتركاتهم الجامعة التي تلُمُّ شَعَثهم، وتُوَحِّدُ شتاتَهُم، وتؤلِّفُ قلوبَهم، وتَجْمَعُ اختلافَ مذاهبهم وطوائفهم حول أصول الإسلام وكُلياته، وثوابت أحكامه وتشريعاته، التي بها يَنتظمُ كيانُهم، وتُصان حقوقهم، وتُحفظ كرامتهم؛ لتتجاوز الأمّة براسخ وعْيها، وعُلُوِّ همّتها ما يفرِّق جَمْعها، ويُذهب رِيحَها؛ سمعًا وطاعةً لأمْر ربّها جل وعلا: "وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ".

وشدَّد المؤتمرون في إعلانهم للوثيقة على أنَّه في ظل التداعيات المؤسفة التي تشكو منها أمتهم الواحدة، فإنَّ الملاذ، بعون الله، في تحقيق أخوّتهم الإسلامية، هو الوعيُ التام بأدب الاختلاف وحُسن الوصال، مع الحذر والتصدي لمخاطر التصنيف والإقصاء، وسلبيات التجريح والإسقاط، ورفْض مجازفات التضليل والتكفير، وما أفضت إليه من شَتاتٍ وفُرقةٍ وعداواتٍ وفسادٍ كبير .