الوقوع في الذنب أو ارتكاب المعاصي من الأمور الفطرية التي خلق الإنسان بها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائون التوابون " ، االمهم في هذا الأمر هي تأخر التوبة والاستمرار في ارتكاب الذنب لذلك يجب الإقلاع عن الذنوب قدر المستطاع وعدم الاستسلام للشيطان.
وفي هذا الصدد ورد سؤال الى الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى الشفوية بدار الإفتاء خلال لقائه بأحد البرامج الفضائية ، يقول صاحبه : " أنا غير قادر على الزواج وبيتفتح ليا طريق للحرام.. ماذا أفعل لكي أتجنب هذا الطريق؟
وأجاب الشيخ عويضة قائلا: المعصية تهدم الإنسان و البيوت، وكل من يستهين بالفضيلة، وكل من يستسهل الرذيلة عليه أن يعلم ان مصيره الندم.
و طالب الشيخ عويضة الانسان ان يكون حريصا على عدم معصية الله حتى وإن كان لم يطعه، قائلا: لو مش هتصلي لا تفعل الحرام ولا ترتكب الزنا ولا تشرب الخمر والمخدرات.
وتابع: المعصية تجعل في القلب سوادا، وتصعب رجوعه إلى الطريق السليم بعد ذلك، وحتى لو رجع من الممكن ان ينتكس ويرجع مرة ثانية إلى الحرام.
واستدل أمين الفتوى بحديث روى عن أبي هريرة -رضي الله عنه-أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -قال:" سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله تعالى ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ورجل كان قلبه معلق في المسجد ورجلان تحابا في الله: اجتمعا عليه وتفرقا ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها فقال: إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه"، صحيح ابن حيان.
وأوضح عثمان أن جهاد النفس شيء جميل فلو ان غنسان دعاك إلى ارتكاب الحرام وتجاهد نفسك فهذا من أجمل الأشياء ، لافتا الى أن أعظم الذكر أن تذكر الله في موطن المعصية، وهذا لأن الإنسان إذا ما تذكر ربه ترك المعصية .
علاج إدمان المعاصي والذنوب
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق : إن مدمن المعصية شخص مريض يحتاج إلى برنامج علاج كما يفعل الطبيب مع أي مريض، أما مكرر المعصية فهو شخص عادي يحتاج إلى 4 أشياء تعتبر طوق نجاة له، وهو المقصود في قوله تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم".
وقال جمعة أن الشخص المكرر للمعصية يحتاج الى التذكرة وتكون كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بزيارة القبور فهي تذكر بالآخرة وكذلك اتباع الجنائز تهذب النفس وتذكر بالموت إلى جانب أجرها العظيم، أيضا زيارة المريض فكل هذه تذكر بالآخرة ولهم أثر تربوي ونفسي للمكرر للمعاصي.
وأوضح المفتي السابق أن الأمر الثاني الذي يحتاجه مكرر المعاصي المكفرات وتشمل الصلاة والحج والعمرة والصيام والصدقة، أما الأمر الثالث: المذكرات وهي ذكر الله وخاصة ترديد الصلاة على النبي فهو الذكر الوحيد الذي لا يرد وتنقذ مرتكب المعاصي.
أما الأمر الرابع فهو التغيير أي تغيير الصحبة وتغيير المكان والأحوال.
الأمر الخامس المداومة على الفرائض والمأمورات، وخاصة الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة؛ فإنها تمنع من الوقوع فيما لا يرضي الله؛ حيث قال سبحانه وتعالى: (اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر).
كيفية التغلب على النفس الأمارة بالسوء
سؤال أجاب عنه الشيخ عبدالله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال فيديو مسجل له عبر قناة اليوتيوب.
وأجاب العجمي، قائلا: على الإنسان أن يستعيذ بالله وان يدعو بصرف عنه وساوس الشيطان وشر الإنس والجن وأن يأخذ بالأسباب التى تضمن له الراحة من هذا، وعليه ان يجتهد فى الطاعة والعبادة لأن هذه الأذكار تطرد الشيطان.
وقال الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إن النفس الأمارة بالسوء تأمر صاحبها بالمعصية والمخالفة والمعاندة.
وأضاف "جمعة"، خلال أحد الدروس الدينية عبر فضائية «سي بي سي»، أن النفس الأمارة بالسوء يسمونها النفس الناطقة أى النفس الخلقية التى خلقها الله سبحانه وتعالى وأنزلها فى الإنسان، لكنه بعد ذلك علمها الخير والشر، وليست صفحة بيضاء ولكن بها فطرة تدعو إلى الخير وتميل إليه وتبعد عن الشر، فالنفس الأمارة محلها القلب وذكرها "لا إله إلا الله".