بين الأسوانى .. وأبو البلابل فضل !!

المتطرف مثل الثوري علي ماتفرج، التطرف خروج بالسلوك الي دائرة الشذوذ، والثورة الدائمة استمرار في الدعوة للتغيير حتي دائرة اللا عودة.
التطرف ضرر للمتطرف والمحيطين،و الثائر علي ما تفرج ضرر لأفكار التغيير والمحيطين ايضا .
عند اصحاب الذوق السليم او السواء العقلي ، لا تطرح الأفكار لذاتها، مدارس المنطق تعتبر الافكار "كوبري " تعبر فوقه النظريات من العقول الي الواقع، فإذا نقلتك من سيئ الي افضل تحكم مدارس الفلسفة علي افكارك بالسواء أو الامتياز .
مخالفة الأفكار لآليات الواقع تطرف.. عدم انطباق النظريات علي الواقع تطرف أيضا.
والثائر علي ما تفرج متطرف، لا أفكاره يمكن تطبيقها في الواقع، ولا هو يؤمن بسلبيات نظرياته عندما يختبرها الواقع.

يصل الأمر إلي الجنوح العقلي . بعدما تتحول الأفكار والنظريات إلي غاية لا كوبري بين التفكير والسلوك .
هنا المشكلة والأزمة.. وسوء العاقبة.

بلال فضل ثائر علي ما تفرج، وعمرو حمزاوي ثائر علي ماتفرج ايضا، والدكتور زياد بهاء الدين هو الاخر، من قبلهم كان علاء الأسواني لكن شفاه الله وعافاه، كرم ربنا كبير، لحقه بعدما كادت افكاره تصطدم بأساسيات المنطق.. وطرق قياس البني دمين الأسوياء.
للآن يتغزل الثوريين علي ما تفرج في مصطلحات " الثورة "و"المصالحة " بصرف النظر عن ارتباط ما ينادون به في الواقع.. سيبك من أن بعضهم ليسوا أهلا للتفكير ولا التدبير.
لكن النايبة ان ظروفا جعلت من هؤلاء محل تأثير وتاثر من اخرين، فاصبح فضل حالة ، مثلما كان الاسواني من قبل، ولازال الدكتور زياد بهاء الدين.
يتغزل الثوري علي ما تفرج في " الثورة".. بصرف النظر عن معناها أو احتمالات إساءة استخدامها أو تطبيقها.
قبل سنوات كان الاسواني يزبد في الكلام عن "ثوار يناير " بأكبر من تبجيلاته للبرادعي، ولما ربنا كرمه، شفاه وعافاه ، لعن الاسواني وسب البرادعي بما هو أهل له، استشاط الأسواني مما ادخلنا فيه البرادعي. وما كان يمكن أن يدخلنا فيه البرادعي.
فطن الاسواني.. صحيح بعد خراب مالطة، لكن المهم فطن والسلام، عرف ان ما ردده "الثوريين والبرادعي" من نظريات وتهويمات واي كلام بعد يناير، كله فشل عندما اختبره المصريون في الواقع.
علم أن لدي هؤلاء كانت فجوة بين ما يقولون ، وما يمكن ان يحدث، عرف انهم تكلموا من وسع . وقالوا كلاما كثيرا ، اسقطهم من حسابات الجماهير لما علمت الجماهير انهم ثوار علي ما تفرج .
الاسواني نموذج للثوري علي نفسه تخطاه بلال فضل .
فالاخير لم يفطن ، ولا يريد الاقتناع بان اخرين فطنوا وفهموا وعادوا ادراجهم وعرفوا ان الله حق.
قبل سنوات قدم بلال نفسه كاتب افلام "سوق " ، معه توكيل بإرادة الشعب وطموحات الجماهير . وبالتوكيل الذي انطلي علي كثيرين ، سوق نفسه في محلات الكلام وعلي موائد اللئام، نحت صورة لنفسه ، ساعده عليها ستر ربنا والظروف.
وقتها التزم سطوح عم احمد فؤائد نجم . سماه "قمة" المهمشين والكادحين والمطحونين في الارض.
قالك لو عاوزين راي .. اسمعوا هؤلاء . ولو عايزين حاكم .. خذوا فاله من هؤلاء.. رسم ، ونظر ، وفلسف وتفلسف . وكان كلاما في الهواء.
لانه لما اختار " البسطاء " انزعج ابو البلابل . ولما رفع المصريون صور السيسي علي الأشجار وفي مقاهي القري . عاد ابوالبلالبل للتشكيك في البسطاء وارادة الناس علي مقاهى القرى.
لما غلب حماره رمي نفسه علي اول سيارة في الطريق وعمل نفسه شهيد . قالك ذبحوني وقفلوا الاجزخانات .
قالك منعولي المقال، مع انه سعي واراد له ما سعي، ألمح اليهم بالمنع ، ثم جري يولول من المنع.

طيب نفرض، ما الذي يرغم جريدة خاصة علي نشر ما لا يتوافق مع سياساتها ؟
لا شئ، فليست حرية ان تنشر تروهات عبد الرحمن يوسف او بذاءات علاء صادق، او عقد ابوالبلالبل النفسية، تبقي حرية حليمة.
لما تزايدت حملات السب واللعن، أغلق بلال مواقع التواصل الاجتماعي ، ووضع اصابعه في اذنيه.
لما زاد الضغط . انفجر ابو البلابل وهاتك يا شتيمة فيمن اله وناصر . وهاتك يا سب فيمن دعم وازر، جنون العظمة، جعل من بعضهم آفة.

كثير من الآفات كما لو كانوا يحملون سلاحا لإرغام الشعب علي ما يجب أن يريده الشعب، ربما يطلقون الرصاص، لو لم يرد الشعب ما يرون أنه يجب أن يريد.
اتجنن بلال فضل من شعبية السيسي في الشارع.. لكن ما شأن بلال بشعبية السيسي ؟ ما شأنه بما يريده المصريون، أو الطرق التي يفكر بها المصريون.
من نصب ابو البلابل " خوجة " في كتاب المحروسة ؟.. لا المحروسة طلبت . ولا المصريين ارتضوا .
لو اراد له رايه . لكن ما الذي يجعله يدخل نفسه في خصومة مع الجميع ، رغبة منه في اصلاح الجميع ؟
بعضهم خدع نفسه واخرين بافكار لما اختبرناها في الواقع سقطت . ولما سقطت الافكار وتهاوت التروهات، رفعوا جلابيبهم في اسنانهم.. جريا وراء سراب، قالوا اننا الذين سقطنا، وان الشعب فشل في الامتحان!
لم يكن صحيحا . فهم الذين كالانعام .. واضل !