الثلاثاء.. ندوة حول الحقوق الصحية للأيتام بقصر ثقافة مصر الجديدة

تحتفل مصر يوم الجمعة القادم بيوم اليتيم الذى يشهد تضامنا من المجتمع لأبناء فرض عليهم القدر أن يصبحوا أيتاما، حيث أصبحت ظاهرة اليتم واقعا يوميا يدفع الأطفال خلالها فواتير السياسة وتقسيم الشرق الأوسط، حيث يفقد الأبناء آباءهم الذين يستشهدون دفاعا عن الوطن، وأخرون يتم الزج بهم فى آتون اليتم لا لسبب سوى أن آبائهم يعتنقون أفكارا متشددة، فيما تستمر مصانع السلاح فى الانتاج قتل الأباء وتيتيم الأبناء، فكل طلقة تخرج من ترسانات الدول الكبرى ترمى بعباءة اليتم على طفل لا ذنب له مقابل انتفاخ جيوب الأثرياء الذين يشعلون الحروب فى العالم النامى تحت شعارات ديمقراطية زائفة.
وحول الحقوق الصحية للأيتام، يلقى الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس محاضرة بعد غد بقصر ثقافة مصر الجديدة، فى إطار ندوة تتضمن حق الأيتام فى الحياة والتعليم والثقافة والحماية من الإدمان والتنشئة الصحية السليمة لهم وسلامة الغذاء فى دور الأيتام، وأثر الإهمال العاطفى لهم وسبل حمايتهم من الوقوع فريسة الاتجار بالبشر أو استغلالهم فى سوق العمالة.
وقال الدكتور بدران - فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم /الأحد/ - "إن ظاهرة اليتم أصبحت ظاهرة كونية فى الألفية الجديدة التى يمكن وصفها ب"ألفية الأيتام"، فطبقا للاحصائيات الصادرة عن منظمة اليونسيف فإن هناك 153 مليون طفل يتيم على كوكب الأرض، نصفهم فقد أحد الوالدين، و7 ملايين فقط يعيشون فى ملاجىء، بالإضافة إلى بليون طفل يعيش فى مناطق النزاعات والصراعات المسلحة التى تهددهم باليتم فى كل لحظة، وذلك حيث قتلت هذه النزاعات 2 مليون طفل، ورمت بعباءة الإعاقة على 5 ملايين طفل، وشردت 20 مليون، وصعقت نفسيا 10 ملايين طفل".
وأشار إلى أن الإحصاءات كشفت أنه خلال العقد الأول من الألفية الجديدة تيتم مليون طفل بسبب النزاعات المسلحة التى قتلت أيضا مليوني طفل فى نفس الفترة، لافتا إلى بزوغ ظاهرة جديدة ليتم فريد من نوعه غير مسبوق، والمتمثل فى فقد ملايين من الأسر لأبنائهم، موضحا أن هذا النوع المجازى من اليتم يؤدى إلى حرمان الأباء والأمهات من فلذات أكبادهم فيصعب عليهم العيش ويموت بعضهم كل يوم من الأسى.
وأكد بدران وجود صور عصرية من اليتم تحتل فيها مصر موقعا متقدما حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، تتمثل فى فقد الوالدين أو أحدهما بسبب حوادث السيارات "نزيف الأسفلت"، وحوادث المرور التى يصل فيها معدل الوفيات إلى 42 شخصا لكل 100 ألف من السكان.
وشدد على أن اليتم الأدبى هو أسوأ أنواع اليتم، حيث يحرم الطفل من أحد أبويه أو كليهما وهو على قيد الحياة، وذلك فى حالات الطلاق والإهمال العاطفى للطفل، وظاهرة الأب المجهول الناتجة عن الزواج العرفى أو العلاقات غير الشرعية أو إنكار النسب، موضحا أن التنشئة السوية للأجيال تحتاج إلى مثلث أسرى مكون من 3 أضلاع (أب، وأم، وأبناء)، مما يشير إلى ضرورة أن ينشأ الطفل فى جو أسرى سليم فى رحاب الدين وفى بيئة مشبعة بالحب والعطف والأمان بما ينعكس إيجابيا على تطوره الإنمائى وإتزانه النفسى.
وأكد بدران أهمية توفير تلك العناصر للطفل اليتيم لكى لا يتحول إلى شخص ناقم على مجتمعه عندما يشب ويصبح رجلا أو تصبح إمرأة، كاشفا عن ارتفاع معدلات الطلاق فى مصر إلى 16 حالة طلاق كل ساعة مقابل 87 حالة زواج، وذلك طبقا لتقرير الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، مما يهدد بعواقب وخيمة على الصحة النفسية والبدنية للأطفال.
كما أكد على تضاعف معدلات الحساسية الجلدية والصدرية لدى الأطفال وزيادة التوتر والكبت العاطفى والأزمات التنفسية وزيادة معدلات تكرار الإصابة بنوبات الربو، وذلك نتيجة التوتر الذى يعانى منه الأطفال حال طلاق والديهم.
وأضاف بدران أنه فى ظل تهاتف الفضائيات والبرامج على جذب انتباه المشاهدين من خلال بثها لقطات مرعبة لمشاهد الاستشهاد والقتل، فإن ذلك يترك أثرا سلبيا على النمو النفسى للطفال، خاصة الأيتام منهم الذين يشاهدون آباءهم يموتون أمام أعينهم مرارا وتكرار عند مشاهدة تلك اللقطات.