قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

مراد عبدالسلام يكتب: اتق شر من أحسنت إليه


أعطت لنفسها حجما أكثر من اللازم بعد تناميها في أحضان دول الخليج حتى قررت أن تتمرد عليهم بافتعال العديد من الأزمات التي جعلت المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين يقررون سحب سفرائهم منها بعدما فاض بهم الكيل من تصرفاتها الصبيانية تجاه القضايا العربية المهمة.
ففي عام 1913 ضمتها السعودية إلى إقليم الأحساء باعتبارها جزءا منها في وقت كانت مهددة فيه باللاسيادة ولكن بريطانيا ألحت في الاعتراف بحدود قطر بعدها بعامين، وبالطبع استمر الدعم البريطاني اللامحدود بعد ظهور النفط في الدويلة الصغيرة، لتحصل على أحقية التنقيب عنه بمساعدة الشركات الأجنبية، ومن ثم توقيع اتفاق يقضي بترسيم الحدود بين السعودية وقطر في 1965، ومن هذه اللحظة ساءت العلاقات بين قطر والسعودية وتفاقمت الأمور منذ حادث "الخفوس" عام 1992، حين زعمت الحكومة القطرية بأن قبيلة آل مرة ساندت القوات السعودية، وقامت بمواجهة القوة القطرية.
ومن جانبها احتوت السلطات السعودية هذه الأزمة باسترضاء بعض رجال قبيلة آل مرة واستمالة بعضهم الموجودين في قطر ولكن الرواية القطرية جاءت مخالفة لذلك فقالت إن السعودية عمدت إلى استغلال بعض أفراد القبيلة في عملية الانقلاب عام 1995 ضد الحكومة القطرية الحالية، بالتعاون مع الأمير الأسبق خليفة آل ثانٍ، وتبقى مشكلة قبيلة آل مرة جزءًا من الخلاف القطري- السعودي ضمن ملفات أخرى لم يتم حسمها حتى اليوم.
وفى ديسمبر 1996 كانت هناك أزمة جديدة بعدما اختارت القمة الخليجية التي عقدت في مسقط الشيخ جميل الحجيلان أمينًا عامًا لمجلس التعاون الخليجي، مقابل المرشح القطري عبد الرحمن العطية، الأمين العام السابق، فاحتج أمير قطر حمد بن خليفة على ذلك، وقاطع الجلسة الختامية لقمة مسقط الخليجية في ذلك الوقت.
وفى 2002 أزمة جديدة بقيادة "قناة الجزيرة " بعدما تطاول برنامج تليفزيوني بثته تلك القناة لمؤسس المملكة الراحل الملك عبدالعزيز آل سعود، وأدى هذا البرنامج لسحب السعودية سفيرها صالح الطعيمي من الدوحة دون إعلان، لكن أمير قطر تراجع بعد الأزمة وأرسل رئيس الوزراء ووزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثان، إلى السعودية عارضًا فتح صفحة جديدة في العلاقات مع المملكة بشرط أن تكف وسائل الإعلام القطرية عن التدخل في الشئون الداخلية، كما قام أمير قطر بزيارة السعودية رغبة منه في عدم مقاطعة العاهل السعودي الملك عبد الله للقمة الخليجية التي استضافتها الدوحة.
أما "البحرين" فبدأت أزمتها مع قطر في عام 1860 بنزاعات صغيرة بين البلدين وبعد أن مرت 7 سنوات ألقى الجيش البحريني القبض على مجموعة من بدو قطر في بر البحرين وأبعدهم عن جزيرة البحرين، وقامت بعض القبائل القطرية بالهجوم على الجيش البحريني الذي كان متمركزًا في شبه الجزيرة القطرية ونجحوا في طردهم، وفي نهاية العام نفسه أرسل حاكم البحرين 2000 جندي في هجوم أدى إلى تدمير أجزاء واسعة من الدوحة والوكرة، وردت قوات آل ثان على الهجوم الأول عام 1868 ما أسفر عن تدمير 600 سفينة بحرينية ومقتل 1000 شخص.
واستمر الصراع القطري البحريني طوال القرن الماضي حتى أصدرت محكمة العدل الدولية في لاهاي في عام 1992 حكمًا ملزمًا وغير قابل للاستئناف، بشأن النزاع الحدودي بين قطر والبحرين، حيث أعلنت المحكمة بأن دولة قطر لها السيادة على الزبارة وجزيرة جنان وحد جنان وفشت الدبل، كما حكمت للبحرين بالسيادة على جزر حوار وجزيرة قطعة جرادة، وحكمت بأن يكون لسفن قطر التجارية حق المرور السلمي في المياه الإقليمية للبحرين الواقعة بين جزر حوار والبر البحريني، واستمر تداول المحكمة للقضية 9 سنوات فيما يعد أطول نزاع إقليمي ورد إليها.
أما الإمارات فحديثة النزاع مع الجانب القطري ولم تتوجه أعين قطر إلى الإمارات إلا بعد دعم النظام القطري لتنظيم الجماعة الإرهابية وبالتحديد في عامي 2013 و2014 إذ دعمت قطر النظام الإرهابي والأكثر من ذلك أنها لم تألو جهدا في دعمهم، وازدادت الأمور سوءا عقب تصريحات يوسف القرضاوي في خطبته الأسبوعية التي بُثت على التليفزيون القطري الرسمي، والتي قال فيها إن "الإمارات تقف ضد أي حكم إسلامي، وتسجن المتعاطفين معه" ما تسبب في أزمة غير مسبوقة بين دولتيّ الإمارات وقطر، واستدعت الإمارات على إثرها سفيرها من قطر في الثاني من فبراير الماضي.