12 مليون ناخب يختارون رئيسا جديدا لأفغانستان غدا.. "رسول" أبرز المرشحين.. و"طالبان" تتوعد بهجمات واغتيالات

"كرزاي" يحكم البلاد منذ 2001 عقب الإطاحة بنظام طالبان
نشر 352 ألف عنصر من قوات الأمن الأفغانية لتأمين الانتخابات
إصدار 3.5 مليون بطاقة انتخابية جديدة حصة النساء منها 35 %
المرة الأولى التي تجري فيها أفغانستان انتخابات من دون مساعدة أجنبية مباشرة
رئيس وزراء بريطانيا: انتخابات أفغانستان تحول "تاريخى"
يتوجه نحو 12 مليون ناخب غدا السبت للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية الأفغانية، لاختيار رئيس جديد للبلاد خلفا للرئيس الحالى حامد كرزاى، ومنذ الإطاحة بنظام طالبان في عملية عسكرية قادتها الولايات المتحدة عام 2001، ظل الرئيس كرزاي حاكما للبلاد، أولا رئيس للحكومة المؤقتة، ثم رئيسا للبلاد لفترتين، حيث انتخب عام 2004 ثم 2009.
ووفقا للدستور، يحظر على "كرزاي" الترشح لولاية ثالثة، وقد تقدم 8 مرشحين بأوراقهم لخوض السباق الرئاسي، لاختيار خليفة لكرزاي.
وكان 3 مرشحين انسحبوا من السباق، بينهم اثنان أعلنا مساندتهما للمرشح الرئاسي، زلماي رسول، الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية، وينظر إليه حاليا على أنه من بين أوائل المرشحين المؤهلين للفوز.
وانسحب المرشح الرئاسي السابق قيوم وهو شقيق الرئيس كرزاي من السباق، ليدعم المرشح رسول، الأمر الذي أثار تكهنات بأن رسول هو الاختيار المفضل لدى الرئيس الحالي المنتهية ولايته.
ومن بين المرشحين الآخرين الذين يحتلون مكانة بارزة في قائمة المتنافسين، أشرف غاني، الخبير السابق بالبنك الدولي، وزعيم المعارضة، عبد الله عبد الله، الذي نافس في انتخابات الرئاسة السابقة.
وهناك مرشح آخر هو عبد الرب رسول سياف الزعيم صاحب النفوذ المتوسط، والذي يصنف على أنه جهادي وعالم إسلامي متشدد شهير، وأحد نوابه هو إسماعيل خان الرجل القوي بإقليم حيرات الغربي.
وواصل المرشحون الثمانية، طوال الشهرين الأخيرين، خطب ود شيوخ القبائل والزعماء الدينيين والشخصيات المحلية القوية، وهم يسيطرون جميعا على كتل تصويتية كبيرة.
وأعلنت جماعة طالبان، التي تشن عمليات تمرد منذ عام 2001، أنها تعتزم شن هجمات ضد المرشحين والناخبين والعاملين بمراكز الاقتراع.
وتزايدت معدلات أعمال العنف في أنحاء البلاد، خاصة في العاصمة كابول، إلى حد كبير منذ بدء الحملة الانتخابية، ولقي 15 شخصا، على الأقل، حتفهم في أعمال عنف مرتبطة بالانتخابات، وفقا لما أعلنته اللجنة الانتخابية المستقلة التي تعرضت هي نفسها لهجومين في غضون أسبوع.
وقالت اللجنة، إنه سيتم نشر 352 ألف عنصر من قوات الأمن الأفغانية يوم الانتخابات، يدعمهم 50 ألفا من المجندين المؤقتين، في حين أعلنت القوات الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي "الناتو" في أفغانستان أنها ستدعم القوات المحلية إذا طلب منها ذلك.
ورغم أن عدد المقيدين في الجداول الانتخابية يصل إلى حوالي 12 مليونا، إلا أنه تم توزيع أكثر من 18 مليون بطاقة انتخابية حتى الآن وفقا لما ذكره المسؤولون، مما يعرض العملية الانتخابية للتزوير.
وتم حتى العام الماضي إصدار 3.5 مليون بطاقة انتخابية جديدة، بلغت حصة النساء منها 35 %.
وقال نور محمد نور، المتحدث باسم اللجنة الانتخابية المستقلة، إنه تم نقل المواد والأدوات المتعلقة بالانتخابات من 34 عاصمة إقليمية إلى 398 مركزا، بينها بعض المناطق غير الآمنة تماما.
وأضاف، إن السلطات استأجرت 3200 من البغال والحمير لنقل صناديق الاقتراع والمواد الأخرى الخاصة بالانتخابات إلى بعض المناطق النائية.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي تجري فيها أفغانستان انتخابات من دون مساعدة أجنبية مباشرة للعملية الانتخابية، ويمكن أن تتعرض مليارات الدولارات من المعونة الأجنبية للخطر حال عدم إجراء انتخابات حرة ونزيهة.
وأعلن المسؤولون، أن 6423 مركزا انتخابيا "ستظل مفتوحة وتعمل" يوم الانتخابات، في حين سيغلق أكثر من 700 مركز أبوابهم أمام الناخبين لأسباب أمنية.
وسيكون بوسع الناخبين الإدلاء بأصواتهم في أي مركز للاقتراع في أنحاء أفغانستان، ولتجنب التزوير سيغمس كل ناخب أدلى بصوته إصبعه في نوع من الحبر لا يمكن إزالته.
وسيتم نشر نحو 13 ألف حارسة أمن لتفتيش الناخبات يوم الانتخابات.
ومن المقرر، أن تبدأ عملية فرز الأصوات في اليوم التالي للاقتراع وتستمر حتى 20 إبريل الحالي.
وتخضع انتخابات الغد لإشراف دولى لضمان نزاهتها ورصد أى أعمال انتهاكات تؤثر على نتيجتها النهائية، فقد أعلنت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية فى الاتحاد الأوروبى كاثرين آشتون أن الاتحاد قرر إرسال فريق يتألف من 15 مراقباً إلى أفغانستان للإشراف على الانتخابات.
ومن جانبه، دعا رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون اليوم الجمعة المواطنين الأفغان للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية التى ستطلق يوم غد السبت، واصفا الحدث بالتحول التاريخي.
وقال رئيس الوزراء البريطانى "غدا هو يوم الانتخابات فى أفغانستان، أدعو جميع الأفغانيين رجالا ونساء للمشاركة فى هذا التحول التاريخي".
وتشكل هذه الانتخابات أول عملية انتقالية ديمقراطية، فى وقت يسوده التوتر بسبب عودة أعمال العنف التى تشنها حركة طالبان قبل أشهر من انسحاب القوات الأجنبية من البلاد بنهاية العام الجاري.