الإيكونوميست: أوكرانيا ساحة حرب وروسيا تستغل الموقف لعرقلة انضمامها للناتو

وصفت صحيفة (الإيكونوميست) البريطانية الوضع في أوكرانيا بأن "هذا البلد في حالة حرب حتى وإن لم يصل القتال في البلاد إلى هذا الوصف لانخفاض كثافته، ولكن الناس يموتون.. بل وهناك عناصر تمرد وحرب أهلية وتدخل أجنبي وحرب معلومات في أوكرانيا".
وأضافت الصحيفة - في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت - أنه "على الرغم من أن روسيا لم تحرك قواتها عبر الحدود كما يخشى الكثيرون ولكنها تحارب من خلال وكلائها وهم: قدامى محاربو الجيش السوفيتي والمخربين والميليشيات غير النظامية في شبه جزيرة القرم والمرتزقة بالإضافة إلى المجرمين السافرين الذين استولوا على المباني الحكومية في شرق أوكرانيا واستفزوا حكومة كييف للقيام بعملية لـ"مكافحة الإرهاب".
وأشارت إلى أن العديد من المدنيين حملوا السلاح، تحت تأثير حرب المعلومات الروسية، للتصدي لما يعتقدونه بأنه نظام فاشي استولى على السلطة في كييف، حيث تجري معظم الاشتباكات بين رجال مسلحين ومثال على ذلك: ما حدث في يوم 13 من شهر مايو الجاري حيث نصب متمردون مسلحون كمينا لسبعة من الجنود الأوكرانيين واردوهم قتلى بالقرب من مدينة سلوفيانسك.
وأوضحت الصحيفة أن لا أحد يعلم عدد المتمردين هناك، ولكن 8 ملايين شخص محتجزون كرهائن في واقع الأمر في منطقة دونباس، التي تكاد تنعدم فيها سيطرة كييف.
وقالت إن "التحدث باللغة الأوكرانية أو رفع علم أوكرانيا يعرض للخطر من يقوم بذلك لدرجة تهدد حياته، ويخشى البعض في الحكومة الأوكرانية من زيارة المنطقة ويصل الخطر لدرجة أن الشرطة المحلية والأجهزة الأمنية تدعم المتمردين في صمت حيث تحرص السلطات المحلية على عدم معارضتهم، هذا بالإضافة إلى اختطاف الصحفيين ولاسيما الأوكرانيين منهم حتى وصلت كراهية اللغة والرموز الأوكرانية إلى مستويات تنذر بالخطر".
وأضافت أنه "في يوم 11 مايو الجاري، نظم المتمردون استفتاء مزيفا ادعوا فيه استقلالهم وطالبوا بالانضمام إلى روسيا، ومع ذلك يبدو أن أهداف روسيا تختلف عن أهدافها في القرم، حيث أنها لا تهتم بضم هذه المنطقة التي قد تحملها تكاليف مالية وبشرية باهظة، وعلى الرغم من إدعاء المتمردين أن 90% من السكان يدعمون اختيار جمهورية دونيتسك الشعبية ، إلا أنه الاستفتاء وجد أن 5% فقط يريدون أن تصبح دونيتسك دولة مستقلة فيما يريد 27% الانضمام لروسيا".
وتابعت أن "هدف روسيا يتمثل في زعزعة استقرار أوكرانيا وتحويل المناطق الجنوبية الشرقية فيها إلى منطقة عازلة لاستغلالها في عرقلة أي خطوات اوكرانية أخرى نحو الغرب سواء عبر إبرام اتفاقية تجارة مع الاتحاد الأوروبي أو الارتباط بحلف شمال الأطلسي"، مرجحة أن يفقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السيطرة على هذه القوة التي أطلق عنانها بنفسه.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن أوكرانيا مع ذلك قد تتمكن من الحفاظ على حدودها الحالية (رغم خسارتها للقرم)، ولكن السؤال هنا: أي نوع من البلاد ستقبع خلف هذه الحدود .. حيث يريد بوتين أن تتحول اوكرانيا إلى اتحاد فيدرالي، ويشير إلى اﻻنفصاليين بأنهم "أنصار الفدرلة ".. ويقول فلاديمير جرويسمان نائب رئيس وزراء اوكرانيا إن "هذا المصطلح يعني ضمنا تقطيع أوصال أوكرانيا إلى وحدات ثم إقامة نوع من الاتحاد الفيدرالي بينها".