EN 
تعمل الحكومة المصرية وبتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي على توفير احتياجات الدولة من السلع الاستراتيجية، خاصة القمح، واضعة نصب أعينها الأزمة العالمية الراهنة التي خلفتها الحرب الروسية الأوكرانية، حيث تعطلت سلاسل الإمداد والتوريد مما إثر على أسعار السلع.
وصل شحنة القمح الروسي
وتسعى الدولة جاهدة لتأمين مخزون استراتيجي من كل السلع الغذائية يكفي لفترات طويلة ونجحت بالفعل الحكومة ممثلة في وزارة التموين والتجارة الداخلية بقيادة الدكتور الوزير على المصيلحي في تأمين احتياجات المواطنين من كل السلع الأساسية.
وأفاد المركز الإعلامي لهيئة ميناء دمياط بوصول سفينة شحن قادمة من روسيا وعلى متنها حمولة من القمح.
وقال المركز في بيان نشره على صفحته في فيسبوك إن السفينة (LUNE B ) والتي ترفع علم بالو تحمل على متنها 42 ألف طن من القمح.
وأوضح أن حمولة القمح ستذهب لصالح هيئة السلع التموينية المصرية، وأن توريد حمولة القمح الروسي إلى مصر في إطار جهود الدولة لضمان توافر السلع الاستراتيجية وتلبية احتياجات البلاد من القمح.
وأكد على جاهزية مرافق ميناء دمياط لاستقبال ناقلات القمح، حيث أشار المركز الإعلامي لهيئة ميناء دمياط في بيانه إلى أن الميناء استقبل خلال الـ 24 ساعة الماضية 10 سفن، فيما وصل إجمالي عدد السفن الموجودة بالميناء 34 سفينة.
توفر السلع الغذائية بكثرة
وأكد وزير التموين والتجارة الداخلية علي المصيلحي، أن مصر في مأمن تام من تواجد السلع الغذائية والتموينية خلال الفترة المقبلة.
وقال المصيلحي - في تصريحات له، إن احتياطيات مصر الاستراتيجية من القمح تكفي 6 أشهر، إضافة لاحتياطي الزيوت النباتية الذي وصل إلى 4 أشهر، موضحا أن مصر اشترت 3.6 مليون طن من القمح المحلي حتى الآن، وأن احتياطيات مصر الاستراتيجية من الأرز تكفي 3.3 أشهر.
وبشأن سعر الخراف الحية، بيّن المصيلحي أن سعر الخراف الحية يبلغ 170 جنيها للكيلو جرام القائم داخل مجمعات التموين، لافتا أن سعر منتجات اللحوم الطازجة السودانية 195 جنيها للكيلو، وأن سعر اللحوم المجمدة البرازيلية والهندية يصل إلى 160 جنيها للكيلو، وسعر اللحوم البلدي 370 جنيها في منافذ وزارة التموين.
وأفاد بأن هناك ضخ كميات كبيرة من اللحوم الطازجة والمبردة بمنافذ المجمعات الاستهلاكية، في إطار استعدادات الوزارة لعيد الأضحى.
كما لفت وزير التموين إلى أن فتح الاعتماد المالي بقيمة 10 ملايين دولار ساهم في زيادة كميات رءوس الماشية المتعاقد عليها من جيبوتي إلى 12 ألف رأس.
شحنات القمح لا تتوقف
وفي وقت سابق، قال الدكتور أحمد العطار، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي، إنه لا توجد أي مشاكل فنية في توفير الاحتياطي الاستراتيجي من القمح، نظرا لتعدد المنشآت المعتمدة من الحجر الزراعي.
وأوضح العطار ـ في تصريحات خاصة له، أن شحنات القمح تتوالى بشكل مستمر لتغطية الاحتياجات طوال العام، وهناك لجان تفتيش خاصة بالحجر الزراعي تفحص الشحنات في بلد المنشأ قبل قدومها إلى مصر، للتأكد من سلامتها ومطابقتها للاشتراطات الحجرية.
وتابع: "اعتمدنا 22 منشأ لاستيراد القمح حتى الآن، من بينها روسيا وأوكرانيا وفرنسا وبلغاريا وأمريكا والهند ورومانيا، وباستطاعتنا أن نستورد من هذه الدول بأي كميات نريدها وفي أي وقت من العام وفقا للقواعد الخاصة بالاستيراد، كما أن هناك طلبات لاعتماد بلدان جديدة".
وأكد أن روسيا تحتل المركز الأول في تصدير القمح لمصر، حيث "يتمتع القمح الروسي بالمواصفات الفنية اللازمة، علاوة على أنه الأقل سعرا".
وأضاف أن استيراد القمح يخضع للقانون وفقا للمناقصات والأسعار، حيث يتم اعتماد الأقل سعرا والأعلى جودة.
تحقيق الأمن الغذائي لمصر
وواصل: ينفذ الحجر الزراعي الإجراءات الحجرية "منتهى الصرامة والشدة، حيث تقبل فقط الشحنات المطابقة للمواصفات واشتراطات الحجر الزراعي ا، وغير ذلك يتم رفضها.
ومن جانبه، قال الدكتور أشرف كمال، أستاذ الاقتصاد الزراعي، إن الدولة تقوم بجهود كبيرة لتحقيق الأمن الغذائي في مصر.
وأوضح كمال، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الأزمات المتلاحقة التي حدثت في العالم بدءا من أزمة كورونا وحتى الحرب الروسية الأوكرانية ستؤدي إلى تعديلات في الفكر الاقتصادي والأهمية الزراعية على مستوى العالم، والحكومة المصرية تبذل جهود حثيثة في هذا السياق منذ عام 2014.
وأكد أن ملف الأمن الغذائي في أولويات الدولة المصرية، لافتا إلى ما تقوم به الدولة من جهود نتيجة الأزمات التي مر بها العالم، وتمكنت مصر من رفع المخزون الاستراتيجي لها لزيادة اطمئنان المواطنين.
وأصدرت الإدارة المركزية للحجر الزراعي بيان يرصد كمية وارادت مصر من القمح خلال العام الجاري (من 1 يناير إلى 15 مارس)، التي قدرت بأكثر من مليوني طن (2.107.067 طن)، حيث بلغ عدد الشحنات 58 شحنة.
القمح وتغطية الاحتياجات
وتصدرت روسيا قائمة أعلى الدول التي استوردت مصر منها القمح، مقارنة بدول أخرى، وجاء الإحصاء تفصيلا كالتالي:
• روسيا 1910763 طن، في 42 شحنة.
• أوكرانيا 151488 طن، في 14 شحنة.
• رومانيا 34062 طن، في شحنة واحدة.
• مولدوفا 10754 طن، في شحنة واحدة.
وتوسعت الدولة خلال الفترة الماضية في شراء القمح من الأسواق الخارجية، إضافة إلى زيادة الإنتاج المحلي، من أجل تغطية الاحتياجات.
وتستحوذ واردات القمح والذرة على أكثر من 87,4% من إجمالي قيمة فاتورة استيراد السلع الزراعية خلال الربع الأول من العام الحالي، بنحو 1,626 مليار دولار في مقابل 2,757 مليار دولار بتراجع 41%.
