نيويورك تايمز: لإعطاء أوكرانيا فرصة يجب أن يستمر الضغط على بوتين

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الرئيس الأوكراني، بترو بوروشينكو، برهن على الشجاعة والواقعية في التعامل مع روسيا، حيث أنه لا يزال مصراً على هدفه وهو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وإذا وجب على أوكرانيا القتال، لابد ألا يتردد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في دعم كييف أو فرض أي عقوبات على روسيا.
وقالت الصحيفة - في افتتاحية التي أوردتها على موقعها الإلكتروني اليوم /السبت/ - إن المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، تعرف القليل عن التعامل مع روسيا ، على الرغم من إنها تحدثت مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أكثر من أي زعيم غربي آخر ، وترعرعت ميركل تحت تأثير موسكو على ألمانيا الشرقية ، لذلك عندما تقول أنه من المبكر جدا رفع العقوبات المفروضة على روسيا ، ينبغي على العواصم الغربية أن تستجيب.
وأوضحت الافتتاحية إلى إن البعض يتساءل هل يجب استمرار تقليص التعاملات الاقتصادية المربحة مع روسيا بعد أن تم الاتفاق على وقف إطلاق النار مع أوكرانيا في يوم 5 سبتمبر الماضي وبعد أن انحسرت الازمة؟
وقالت الصحيفة إن روسيا سحبت معظم قواتها من أوكرانيا، على الرغم من أنها نفت في السابق وجود أي قوات هناك ، مضيفة أن المفاوضات جارية بشأن إقامة منطقة عازلة على الحدود أوكرانيا وروسيا، وحول استئناف إرسال شحنات الغاز إلى أوكرانيا.
وقالت الصحيفة إنه لهذا السبب حتى وبغض الطرف عن ضم القرم غير القانوني استمرار القتال في دونيتسك ، فهناك حقيقة واحدة وهي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ظل غياب الضغوط من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لم يكن ليقدم أي تنازلات إلى أوكرانيا.
وقالت "نيويورك تايمز" إن أحد المزايا التي يتمتع بوتين بها في الصراع هو أنه لن يزيح يديه أبداً، حيث أنه كان يعلم أن ضم شبه جزيرة القرم لروسيا لم يلق استحسانا لدى العواصم الغربية حتى حدث ما حدث، أما بشأن منطقة "دونباس" التي تقع جنوب شرق أوكرانيا، قد نفى بوتين ببساطة أن روسيا قدمت دعما للموالين لها متمثلاً في الأسلحة والجنود، وعندما سيطرت القوات الأوكرانية على المتمردين، أرسلت روسيا مزيدا من القوات والأسلحة، مما أجبر بوروشينكو، على إعلان تسوية لوقف إطلاق النار، التي كانت في الأساس نصرا تكتيكيا لبوتين.
ويبدو الآن أن خطة بوتين للاحتفاظ بأوكرانيا بعيداً عن "الناتو" والاتحاد الأوروبي ، هي الاعتراف بالأمر الواقع وضم شبه جزيرة القرم والإبقاء على أوكرانيا ضعيفة، وأشارت الصحيفة إلى أن المدخل الوحيد للسيطرة على جنوب شرق أوكرانيا هو إمدادات الغاز والتجارة والديون الأوكرانية ، ويأمل السيد بوروشينكو التقاط أنفاسه للبدء في النهوض بالاقتصاد الأوكراني الهزيل حتى يتمكن من التحرك ببلاده نحو أوروبا.
وأضافت أنه مع احتمالية انحسار القتال سيستمر الكفاح لفترة طويلة قادمة، موضحة أن العقوبات الغربية تلحق الضرر بالاقتصاد الروسي غير أن ذلك لم يضعف بعد الدعم الشعبي للسيد بوتين، وفي الوقت ذاته، لا يزال الاقتصاد الأوكراني آخذ في التفكك.