تحديد ساعات سير "النقل الثقيل "يثير الجدل ..عاصم : يقلل الحوادث ..والشاهد: غير فعال ..وخبيرة نفسية تشيد به

جدل حول قرار تحديد ساعات سير "النقل الثقيل " داخل المدن
"عاصم": يخفض الآثار التدميرية على الطبقة الأسفلتية
"الشاهد": ليس فعالا وفارغ المضمون
ثريا عبد الجواد: يريح أعصاب المصريين
أثار قرار مجلس الوزراء الخاص بتحديد ساعات سير سيارات النقل الثقيل داخل المدن، جدلا بين خبراء الأمن ، حيث اعتبره البعض ، كافيا لوقف نزيف الدماء على الأسفلت، بينما رأى آخرون أن هناك قرارات أكثر فاعلية كان من الممكن اللجوء إليها.
وحول هذا الشأن قال اللواء أحمد عاصم، المنسق العام للإعلام المروري، إن قرار مجلس الوزراء الأخير الخاص بتحديد ساعات سير "النقل الثقيل " داخل المدن، يحد ويخفض من الآثار التخريبية والتدميرية للطبقة الأسفلتية على شبكة الطرق ، بالإضافة إلى مساهمته في تحجيم الحوادث.
وأضاف عاصم في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن المشكلة ليست في القانون أو تغليظ العقوبات ولكن في تطبيق وتفعيل القوانين الموجودة فعلا.
وأكد أنه لابد من تعزيز الإدارات المرورية وشرطة التدخل السريع، بالقوات الثابتة والمتحركة ، وتطبيق القانون على الجميع دون استثناء، مشيرا في هذا السياق إلى دور وزارة العدل من خلال نيابات المرور وتطبيق القانون بشقه المغلظ دون النظر لأي اعتبارات أخرى.
وتابع " نحن الآن في حالة تحد ومواجهة من نوع آخر مع إرهاب من نوع جديد اسمه حوادث الطرق".
كما قال اللواء مجدي الشاهد الخبير المروري، إن تسيير قرار مجلس الوزراء الخاص بحظر سير عربات النقل الثقيل من الساعة 6 صباحًا حتى 11 مساء، داخل المدن فقط، يجعل هذا القرار غير فعال في منع حوادث الطرق، لافتا إلى أنه كان المفترض أن يطبق على الطرق السريعة والتي تقع بها نسب عالية من الوفيات والحوادث.
وأوضح الشاهد في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أن سيارات النقل الثقيل تسير بسرعة أقل داخل المدن من الطرق السريعة، لذا فهذا القرار يساهم في تقليل الإزدحام داخل المدن ، لكنه على الجانب الآخر لن يسهم في تقليل الحوادث.
ووصف الشاهد قرار مجلس الوزراء بفارغ المضمون، لأن 90% من سيارات النقل الثقيل ستكون مستثناة منه كالسيارات التي تحمل مواد بترولية أو غذائية أو نفطية وكذلك المواد الملحة والحياتية.
وشدد الشاهد على ان هذا القرار سيدفع سيارات النقل على السير بسرعة أكبر على الطرق داخل المدن مما يعني حوادث أكثر.
وأشار الخبير المروري إلى وجود استراتيجيات اخرى يمكن للدولة أن تتبعها لتقليل الحوداث، كإلغاء قرار رئيس الوزراء رقم 28 لسنة 2000 والذي ينص على عدم الإعتياد بالحمولة المقررة بعد دفع 20 جنيها على كل طن زيادة، مؤكدا ان الالتزام بالحمولات المقررة يعني قتلى أقل.
أما عن الأثر النفسي للقرار فأكدت الدكتورة ثريا عبد الجواد أستاذ علم النفس ووكيل كلية الآداب جامعة المنوفية، أن التكدس المروري والإزدحام، اللذي تتسبب فيه عربات النقل الثقيل بشكل كبير يؤثر بشكل سلبي في سلوكيات المواطن والتي تظهر في تعاملاته يتضح فيها العنف والعصبية.
وأشارت عبد الجواد في تصريح خاص لـ"صدى البلد" أن قيادة السيارات تحتاج لحضور ذهني كامل غير قلق ومتوتر ، وأي شئ يخل بهذا سيكبد خسائر في المرور وتشتتا ذهنيا لقائدي المركبات بأنواعها.
وطالبت بأن تقوم الدولة بدورها في الإنضباط بالثوابت المرورية، وضبط السائقين المخالفين، موضحة أن قرار الحكومة بمنع سير النقل الثقيل لفترة معينة باليوم سيجنبنا العديد من الحوادث التي جعلت مصر الأولى في وقوع أبشع الحوادث بها، كما سيخف من حدة التوتر النفسي والقلق.