رئيس البرلمان التونسي: سأكون رجل الوفاق بين الفرقاء السياسيين

أكد محمد الناصر رئيس مجلس النواب التونسي أنه سيكون "رجل الوفاق " في المرحلة المقبلة ، وسيعمل على تقريب وجهات النظر وإذابة الثلج بين مختلف الفرقاء السياسيين.
وقال الناصر في تصريح لصحيفة "السفير" اللبنانية إن أولويته المطلقة تتمثل في إخراج البلاد من المطبات الاقتصادية الخانقة ، والسير بها تدريجيًّا نحو الانتعاش الاقتصادي والمالي ، بالإضافة إلى العمل على إرساء الأمن وإخراج البلاد من مربع الارهاب ، بتسريع المصادقة على قانون مكافحة الإرهاب ، وتعزيز إمكانيات المؤسسة الأمنية والعسكرية لمحاصرة الإرهاب في مغاوره واجتثاثه من منابعه.
وتعهّد أن يكون البرلمان "صوت جميع التونسيين" ، ويعمل على تحقيق خير البلاد ، وأن يكون التواصل مع المواطنين حبلًا لا ينقطع ، مشيرًا إلى أن أولوياته في الفترة المقبلة هي تشكيل لجنة للنظام الداخلي ترتب هياكل البرلمان ، وأن التحدي الأكبر هو المصادقة على ميزانية الدولة قبل 10 ديسمبر حتى لا تضطر البلاد إلى اتباع إجراءات استثنائية تكون نتائجها سلبية على الاقتصاد الوطني .
وأوضح الناصر أن انطلاق البرلمان يعد عهدًا جديدًا في بناء الجمهورية الثانية ، ولا يقل أهمية عن لحظة بناء الجمهورية الأولى مع الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة في العام 1957 ، مؤكدًا أنه سيعمل على احترام الدستور وإعادة الهيبة للمؤسسة التشريعية ، وسيعمل وفق وفاق برلماني بما تمليه عليه روح المسؤولية الوطنية.
وأشارت الصحيفة إلى أن توافق حزب "نداء تونس " و" حركة النهضة " أمس ، على توليفة برلمانية تقاسَمَا بمقتضاها رئاسة مجلس النواب الجديد، ليقع انتخاب محمد الناصر (83 عامًا) عن "النداء" رئيسًا للبرلمان ، وعبد الفتاح مورو (66 عامًا) نائبًا أوَّلَ له ، فيما أسندت النيابة الثانية إلى النائبة عن "حزب الاتحاد الوطني الحر فوزية بن فضة.
ولفتت إلى أن الاتفاقٌ ، أخرج قوى اليسار ممثلة في ائتلاف "الجبهة الشعبية " خاوية الوفاض ، ويمكن اعتباره بداية اصطفاف اليسار في المعارضة البرلمانية ، وشرارة تنافر مع "نداء تونس" الذي اختار التقارب مع منافسه التاريخي "النهضة ".
وقال الدكتور فتحي الشامخي ، المتحدث باسم "الجبهة الشعبية " إن عدم صعود مرشحة " الجبهة " مباركة عواينية ، زوجة الشهيد النائب في المجلس التأسيسي محمد البراهمي الذي اغتيل في العام 2013 ، يعد "خسارةً لتونس" ، مشيرًا إلى أن المرأة لا تمثل الجبهة بل تمثل كل التونسيين وانتخابها هو انتصار لشهداء الوطن .
وعن علاقة "الجبهة" بـ "نداء تونس " ، أكد الشامخي أنه لا يمكن اعتبار نتيجة التصويت قطعًا للعلاقة بين الجبهة والنداء ، فلم تحسم المشاورات بعد ، فالمفاوضات الحكومية على الأبواب وعليها يمكن توزيع الأدوار بين أطراف حكومية وأخرى معارِضة لها .
من جهته ، أكد الوزير السابق النائب عن "النهضة" سمير ديلو في تصريح للسفير أن النهضة تدعم ترشح محمد الناصر لاعتبارات عدة ، مشيرًا إلى أن هذا لا يعني وجود تحالف بين الحزبَين ، ولكنه خيار لتعبيد أرضية توافقية تخدم المصلحة الوطنية وتؤسس لأجواء عمل برلماني بعيدًا عن التجاذبات والضغوطات ، نافيًا أي صفقة بين القطبَين الأكبرين، ولكن النتيجة التي أفرزها التصويت تبشر باستقرار برلماني في المستقبل.