قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بالصور.. "زهرة العلا": رفضها يوسف وهبي فزورت شهادة ميلادها لدخول التمثيل.. وتركها خطيبها فى أول أدوارها لقص شعرها


خافت من القطار فى "دعاء الكراون" فضحكوا عليها
رفضت العلاج علي نفقة الدولة لتاريخها الكبير
رفضت منحة الماجستير فى أوربا
مشهد المحاكمة فى "جميلة بو حريد" أرهقها
شبهوها بـ"خليفة أمينة رزق" فتصدت لها
فنانة مصرية، شقت طريقها بصعوبة إلى عالم الفن لكنها أثبتت امتلاكها موهبة فنية من نوع خاص حتى أصبحت من أبرز نجوم الكلاسيكيات في مصر والوطن العربي.. هى الفنانة القديرة زهرة العلا الذى يوافق اليوم الذكرى الأولى لرحيلها.
ولدت زهرة العلا محمد بكر رسمي يوم 10 يونيو عام 1934م في حي محرم بك بمحافظة الإسكندرية لعائلة متوسطة الحال مكونة من 6 أبناء، وقضت طفولتها متنقلة بسبب ظروف عمل والدها غير المستقرة، وقبل أن تصل سن العاشرة، كانت ال‘سكندرية فى ذلك الوقت مقراَ للألمان والإيطاليين ومركز لدول التحالف أيضاَ، مما جعل غارات الطائرات ترتكز فيها حتي دمرت.
تركوا الإسكندرية وذهبوا إلى القاهرة، وفى القاهرة عاشت فى حى "السيدة زينب" حيث بدأت تشعر بالاستقرار، كان والدها يصحبها دائماَ لسينما الشرق، مما جعلها تحب الفن وتحرص على متابعة الجديد فيه فى تلك المرحلة، بدأت تشعر بحبها الزائد للتمثيل وهى فى الـ13 من عمرها، وقامت بتكوين فريق التمثيل بالمدرسة ونال إعجاب الجميع.
عرض والدها على يوسف وهبي، حيث كانت تربطهما صداقة حميمة، انضمامها لفرقته المسرحية، إلا أنه رفض ذلك بشدة لصغر سنها ولشعوره بحقها في ممارسة طفولتها بعيدا عن أعباء الفن الثقيلة، وسمعت زهرة ذلك وانهارت باكية وراء الكواليس، فلمحت أمينة رزق الطفلة الباكية واكتشفت سر بكائها، فأعطتها خطابا للفنان زكي طليمات لكي يضمها للفرقة المسرحية التي يسعى إلى تكوينها من طلبة المعهد العالي للمسرح، ورغم عدم استيفائها الشروط من حيث السن، إلا أنه خالف لوائح المعهد ووافق بسبب خطاب التزكية وزورت شهادة ميلادها لأن المعهد يرفض الطلبة تحت سن السادسة عشر، وشاركت زهرة في عروض هامة وكبيرة أثقلتها فنيا للغاية مثل: "البخيل"، "المتزحلقات"، و"بجماليون".
ومن مفارقات القدر أنه خلال سنوات قليلة استطاعت موهبة العلا الخروج للنور وأن تقدم نخبة مميزة من أعمالها السينمائية، وانحصرت غالبية أعمالها في الطابع الدرامي حتى شبّهها البعض بـ"خليفة أمينة رزق"، وقد فرحت زهرة كثيرًا بهذا التشبيه وعلّقت عليه بقولها: "يا ريت"، وأضافت أن "التمثيل موهبة طبيعية لا يمكن للصناعة أن تفلح في خلق مِثلها، ولو أفلحت فسيكون التمثيل صناعيًا والممثل الصناعي لا ينجح، وهى تحفظ لمعهد التمثيل جميله عليها ولكنها تنكر أن مجال التعليم هو خشبة المسرح".
لكن أمينة رزق قالت لمجلة "الجيل" عام 1956، إنها أعظم ممثلة ظهرت على المسرح وهى لا تستطيع أن تحكم إن كانت تصلح لأداء أدوارها أم لا، وإن كانت تتمنى ذلك، لكنها اعترفت بموهبة زهرة الفنية وتنبأت لها بنجاح عظيم "ولكن على تفوقها لا تستطيع أن تحل محلي في جميع أدواري؛ فمن الصعب إيجاد خليفة لي في الوقت الحاضر"، وإن كانت تعجب بسميحة أيوب بشدة.
في السنة الأولى من دراستها أسند إليها أحد المخرجين دوراَ اعتبرته فرصة عمرها لأنه سيجعلها نجمة سينمائية، وقالت: "وهذا الدور جعلني أقص شعري ليكون قصيراَ، لأن المخرج أرادني أن أكون على الموضة المنتشرة في ذلك الوقت بعد الحرب العالمية الثانية، وأمام إصراره خضعت للأمر الواقع وقصصت شعري، مما جعل خطيبي وقتها يتركني لأنه كره شعري القصير، ومع كل التضحيات التي قدمتها لهذا الدور إلا أنه لم ير النور بسبب خلافات المنتج والمخرج التي أوقفت تصوير الفيلم".
عندما تخرجت من المعهد، فرحت كثيراَ بالمرتبة الأولى التي حصلت عليها على دفعتها، مما جعلها تترشح لدورة دراسية في أوروبا للحصول على درجة الماجيستير، على أن تعود لتقوم بالتدريس في المعهد، لكنها تعاقدت على أدوار مع الفنانين إسماعيل ياسين وعبد المنعم إبراهيم وشكري سرحان ومحمود المليجي، وبعدها انهالت عليها العروض، ومنها أدوار بطولة للعديد من الأفلام، علماَ بأن الجمهور عرفها في أدوار بطولة ثانية مع شادية وفاتن حمامة.
انضمت لفرقة "إسماعيل ياسين" وشاركت معه في بعض بطولات أفلامه، كما شاركت بعد حل الفرقة في مسرحية "حواء الساعة 12"، ومن المسرح إلى السينما، حيث قدمت العلا أول أدوارها السينمائية في فيلم "خدعني أبي" مع الفنانة "عزيزة أمير" التي تعرفت عليها بالصدفة في مسرح زكي طليمات، وفي نفس العام شاركت في فيلم "أنا بنت ناس" الذي تعرف عليها الجمهور من خلاله ليكون بمثابة محطة جديدة في مشوارها الفني لتنطلق نحو النجومية والشهرة من خلال مجموعة من الأعمال المتميزة.
بلغ الرصيد الفني لزهرة العلا حوالي 120 فيلماً و50 مسلسلاً تليفزيونيا على مدار تاريخها الفني الممتد لأكثر من 55 عاما، ومن أبرز أعمالها "جميلة بوحريد" الذى أكدت العلا فى حوار لها قبل وفاتها أنها بذلت مجهوداَ كبيراَ فيه، وأثر في نفسها كثيراَ، وكذلك مشاهد الثورة في فيلم "رد قلبي"، فرغم مرور سنوات عديدة إلا أنها تشعر وكأنها تسمع الحوار بأذنها، إضافة إلى موقف طريف في فيلم "دعاء الكروان" مع الفنانة فاتن حمامة، نتيجة خوفها الشديد من القطار، فكلما كان يقترب منهم كانت تصرخ من الفزع كالأطفال الصغار مما جعل الجميع يضحكون عليها.
وأهم أعمالها "الوسادة الخالية" و"أيامنا الحلوة" و"سر طاقية الإخفاء" و"العرضحالجي" و"في بيتنا رجل"، بالإضافة إلى مسلسل "الزوجة آخر من يعلم" فى فترة الثمانينيات.
وكان فيلم "أرض أرض" عام 1991م مع الفنان فاروق الفيشاوي والفنانة إلهام شاهين هو آخر أعمالها السينمائية، حيث انقطعت بعد ذلك عن عالم الفن وامتنعت عن الظهور في وسائل الإعلام والمهرجانات والاحتفالات الرسمية حتى تحافظ على صورتها في أذهان الجمهور.
وبرغم تكاليف علاجها الباهظة، إلا أنها رفضت العلاج علي نفقة الدولة باعتبارها فنانة لها تاريخها الكبير وأعطت للفن الكثير، وتكفلت بنفسها بكل مصاريف العلاج.
تزوجت أربع مرات، مرتين من أقرباء في العائلة، ثم من الفنان صلاح ذو الفقار، ثم من الفنان حسن الصيفي الذى عاشت معه أكثر من 45 عاماَ، لأن حسن أشعرها بالحب والأمان وأنجبت منه أمل ومنال، ولديها حفيدها محمود الذي يحب التمثيل جداَ لأن عمته إلهام شاهين تصطحبه معها إلي أماكن التصوير دائماَ.
تفرغت للعبادة فى نهاية حياتها ولم تخرج من منزلها إلا لزيارة شادية، ولكن مع تغير أرقام التليفونات إنقطعت العلاقة بينهما، ولكن بمجرد أن رأتها في عيادة أحد الأطباء أحست بشعور غريب لا تستطيع وصفه، وكأنها أعادت لها ذكرياتها كلها.
يذكر أن الفنانة زهرة العلا خالة الفنان أحمد سعيد عبد الغني، حيث تزوج الفنان سعيد عبد الغني أخت الفنانة زهرة العلا وأنجب منها الفنان الشاب أحمد سعيد عبد الغني.