قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الزكاة في اللغة تعني : النماء، والزيادة، والطهر، والصلاح، وصفوة الشيء, وما أخرجته من مالك لتطهره به، وقد استعملها القرآن الكريم بمعنى الإنفاق في سبيل الله من المال، ومعنى الصلاح قال الله تعالى : (فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا) [الكهف :81]. قال الفراء : أي صلاحا, وقال تعالى : وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا) أي ما صلح منكم (وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّى مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [النور :21] أي يصلح من يشاء.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن الزكاة شرعا : اسم لمال مخصوص يؤخذ من مال مخصوص على وجه مخصوص يصرف لطائفة مخصوصة.
يعلمنا سيدنا رسول الله ﷺ هذه العبادة في ثلاثة أحاديث الأول قوله ﷺ : « وَلاَ في أَقَلِّ مِنْ عِشْرِينَ مِثْقَالاً مِنَ الذَّهَبِ شَىْءٌ ». [رواه الدارقطني]
والثاني : ما حكته لنا السيدة عائشة رضي الله عنها أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ «كَانَ يَأْخُذُ مِنْ كُلِّ عِشْرِينَ دِينَاراً فَصَاعِداً نِصْفَ دِينَارٍ وَمِنَ الأَرْبَعِينَ دِينَاراً دِينَاراً ». [رواه ابن ماجة].
والثالث ما رواه سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنه حيث قال : « فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ صَدَقَةَ الْفِطْرِ صَاعاً مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعاً مِنْ تَمْرٍ عَلَى الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ وَالْحُرِّ وَالْمَمْلُوكِ.» [رواه البخاري].
نتعلم من الأحاديث فقه الزكاة وكيف نعبد الله بهذه العبادة العظيمة :
زكاة المال : إذا بلغ مال المسلم المدخر المقدار الذي يجب فيه الزكاة، ومر عليه سنة هجرية وجب إخراج الزكاة، ومقدار الزكاة 85 جراماً من الذهب فإن كان الجرام ثمنه 90 جنيها مصريا مثلا، فيكون المبلغ الذي إذا مر عليه الحول أخرج المسلم زكاته هو 7650 جنيها مصريا، وقيمة الزكاة التي يخرجها المسلم، إذا تحقق الشرطان (المقدار ومرور السنة الهجرية) ربع العشر أي نسبة 2.5% من هذا المبلغ.
زكاة الفطر : وهذه الزكاة لا يشترط فيها بلوغ مقدار معين من الثروة أو المال، وهي واجبة على كل فرد من المسلمين، يخرجها المسلم عن نفسه وعن من يتولى أمرهم من أبناء قصر وزوجات وأقارب تلزمه نفقتهم، ويخرج المسلم ما يساوي 2.5 كيلو ونصف من الأطعمة المهمة التي يحيى بها الناس وتصلح للتخزين كالأرز، والأفضل أن يخرج المسلم، قيمة هذه الأطعمة لما فيه النفع للفقير.