"التجربة الصينية" أذهلت العالم.. تعرف على خطوات الصينيين للاستفادة من كل مواردهم

استطاع الصينيون استغلال كل مواردهم الطبيعية وغير الطبيعية فى حياتهم اليومية ليتمكنوا من أن قيادة العالم فى المجال الإقتصادى وتطور الأمر لينافسوا على المركز الأول فى المجال التكنولوجي.
وحينما تطأ قدمك الأراضى الصينية تشعر أنهم يحاولون إستغلال كل شئ محيط بهم للإستفادة منه والتقدم للأمام، ومثالا على ذلك نأخذ مقاطعة كوانزوا الصينية والتى تعتبر من أهم واجهات التجارة للمصريين والأجانب عامة، حيث تشتهر بصناعة الملابس الجاهزة بجميع أنواعها وكذلك الهواتف المحمولة ومنتجات إلكترونية كثيرة، كما تبعد عنها مدينة "شوندا" بحوالى 100 كيلو متر وهى مدينة الأثاث فى الصين مما يجعل كوانزوا قبلة أغلب التجار من دول العالم.
وعندما تقترب بك الطائرة من مطار كوانزو والذى يبعد حوالى 30 كيلو متر عن مركز المدينة تفاجأ بأن الطرق الرئيسية أسفلك مكتوب عليها أسم المنطقة التى ستتجه إليها بالصينية إذا إتبعت السير فى تلك الحارة وهو الأمر الذى يسهل السير على قائدى السيارات هناك بكل سهولة.
وعند وصولك إلى مدينة كوانزو تجد عدد من الكبارى التى تستقلها وبعضها مكون من 3 أدوار فى بعض المناطق حيث تعتمد الصين بطريقة كبيرة على الكبارى لمحاولة تقليل الزحام مع وجود أعداد سكانية كبيرة.
وتعمل هذه الكبارى بنظرية المسافات حيث أن من يريد إستقلال الكوبرى للوصول إلى مكان قريب عليه أن ينتظر فى المستوى الأول حيث أن منازل ومصاعد هذا المستوى كثيرة بينما إذا كانت المسافة متوسطة وتصل إلى 20 كيلو متر يصعد من المستوى الأول للثانى وبعد ذلك يهبط مرة أخرى حيث أن منازل ومصاعد هذا المستوى أقل بكثير من المستوى الأول، بينما مستقلى المستوى الثالث لمن يريد قطع مسافات طويلة وتصل إلى 50 كيلو متر، حيث أنك تجد منزل أو مصعد لسيارتك كل مسافة 5 كيلومتر.
وترتبط أغلب الكبارى فى كل مقاطعة ببعضها فى نقاط مختلفة حتى تقلل من الزحام، وتعتبر الميادين الرئيسية أكبر ملتقى للكبارى فى الصين حيث تجد ثلاثة ميادين فوق بعض أثنان من الكبارى والثالث على الأرض، كما يستخدم الصينيون الدراجات النارية بشكل كبير لتقليل الزحام، رغم العدد الكبير فى الشوارع.
ومن الملاحظ الإلتزام الشديد بين الصينيين بقواعد المرور حتى ولو كان سائق تاكسى يمر بأحد الشوارع فى الرابعة فجرا فعندما يجد الإشارة حمرا ينتظر أمامها رغم تأكده من عدم وجود أحد غيره فى الشارع ولكنهم تعلموا الإلتزام.
وعند حلول الساعة الثالثة عصرا وهو ميعاد خروج المدارس تجد جميع السيارات والأتوبيسات وحتى الدراجات النارية توقفت عن العمل لمدة 5 دقائق خوفا على الأطفال الصغار الذين يخرجون من المدرسة رغم أن هؤلاء الأطفال يتعلمون من اليوم الأول النظام فى الخروج وكيفية الإلتزام بالقواعد ولكن يتم عمل حساب أى خطأ قد يسفر عن حادث للأجيال الصغيره التى يهتم بها الجميع.
ولأن مدينة كوانزوا من أكبر المدن التجارية وعليها إقبال تجارى قوى جدا، مما جعل الأسواق التجارية سواء لبيع التجزئة أو بيع الجملة المتواجدة لا تكفى المصانع التى لا تعد ولا تحصى فى الملابس، الأمر الذى جعلهم يبتكرون أسواقا كبرى تحت الأرض، حيث تم إقامة أسواق تجارية بعمق 3 أدوار تحت الشوارع الرئيسية وتصل أطوال تلك الأسواق إلى أكثر من 3 كيلومترات طوليا تحت الشوارع الرئيسية بينما يتواجد على جوانب تلك الشوارع أسواق فوقا سطح الأرض بإرتفاع 5 طوابق.
وكما فى أى مدينة صينية يوجد عدد من الحدائق الكبرى وتقع بمدينة كوانزو منتزه من أكبر المنتزهات فى الصين ويسمى "يوزيو او غونغ يوان" كما يوجد حديقة بحيرة ليوهايو والتى تبلغ مساحتها 540000 متر مربع "حوالى مرتين ونصف مساحة الحديقة الدولية بمدينة نصر"، وتوفر تلك الحدائق الأماكن الطبيعية الخضراء داخل المدينة كما تتيح للفرد الإستمتاع.
وترى الصينيون داخل تلك الحدائق والمتنزهات خاصة كبار السن وهم يمارسون الرياضة فمنهم من يمارس اليوجا والأخر يلعب الكونغ فو، كما تتواجد فى البحيرة مراكب لقضاء وقت داخل البحيرة، وكعادة جميع المتنزهات يتم زرع أندر النباتات على جانبيه مع وضع لوحات إرشادية، والملفت للنظر أنه رغم الأعداد الكبيرة التى تتواجد بالمنتزهات إلا أنه لا يمكن لأحد أن يجلس على النباتات النادرة أو قطعها، بينما تتوافر بعض الأماكن الخضراء والكثير من المقاعد ليتمكن زائرى المتنزهات من الجلوس فيها، والأمر المبهر أنه مع حلول موعد إغلاق تلك الحدائق تجدها بنفس نظافتها عند موعد فتحها وكأن أحد لم يدخل فيها.