ملك الأردن ورئيس وزراء اليابان يؤكدان ضرورة العمل المشترك لمحاربة الإرهاب والتطرف

أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، اليوم الأحد، على ضرورة العمل المشترك لمحاربة الإرهاب والتطرف الذي يعد التحدي الماثل أمام الجيل الحالي والجميع في هذه المرحلة والذي يسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار العالمي.
جاء ذلك خلال المباحثات التي أجراها العاهل الأردني اليوم مع آبي في قصر الحسينية بعمان، والتي تناولت تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية وسبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين وآليات تفعيلها في مختلف المجالات خصوصًا الاقتصادية والاستثمارية.
ووفقًا لبيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي..قال العاهل الأردني - خلال المباحثات - "إن هناك تحديات جديدة وإضافية تواجه الإقليم وأعتقد أن المستوى الجديد من الشراكة التي تربط بين الأردن واليابان ستزيد من الروابط التي تجمعنا في مواجهتها".
وأضاف الملك عبدالله الثاني "ما يوحدنا اليوم هو الخطر العالمي للإرهاب الدولي، وأنا أؤمن بأن العمل معًا يدًا بيد سيقوي علاقتنا ، فهذا التحدي يواجه الجيل الحالي ، وهناك الكثير من العمل الذي ينتظر بلدينا وبلدان العالم الأخرى، وهذا الأمر سيكون في غاية الأهمية".
وتابع "إن الشراكة الاستراتيجية بين الأردن واليابان تعد نموذجًا متميزًا وهناك الكثير من القضايا المشتركة التي تجمع بين البلدين والتي تعزز العلاقات بينهما إضافة إلى الفهم المشترك تجاه ضرورة محاربة الإرهاب والتطرف".
وتناولت المباحثات جهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط ، حيث أكد الملك عبد الله الثاني في هذا الإطار على مركزية القضية الفلسطينية التي تشكل جوهر الصراع في المنطقة وضرورة مواصلة العمل على دعم جهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين استنادًا إلى حل الدولتين..معتبرًا أن بقاء هذه القضية دون حل عادل ودائم سيبقي المنطقة عرضة لمزيد من التوتر وتصاعد حدة التطرف والعنف.
وفيما يتعلق بتطورات الأزمة في سوريا ، جدد العاهل الأردني تأكيده على ضرورة إيجاد حل سياسي شامل للأزمة يضمن الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة شعبها..مستعرضًا ما تتحمله المملكة من أعباء اللجوء السوري على أراضيها ما يستدعي تعزيز وقوف المجتمع الدولي إلى جانبها، لتمكينها من قيامها بواجبها الإنساني والإغاثي.
وعبر الملك عبد الله الثاني عن تقديره للدعم الذي تقدمه اليابان للأردن خصوصًا في التعامل مع أعباء استضافة اللاجئين السوريين على أراضيه ولجهود اليابان في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة..قائلا "إن الإقليم في وقت أحوج ما نكون فيه لدور لليابان في الشرق الأوسط".
وبدوره..قال آبي "إن الأردن يحظى بمكانة كبيرة في العالم لجهوده في تعزيز الأمن والاستقرار ودوره في التصدي للتنظيمات الإرهابية وتقديم الخدمات للاجئين السوريين" ، مؤكدًا استمرار بلاده في دعم الأردن في هذا المجال وجهود تحقيق السلام في المنطقة.
وأكد التزام بلاده بالعمل من أجل إحلال السلام والازدهار في الإقليم والعمل المشترك للتصدي بحزم لخطر التطرف والإرهاب ، قائلا "إنه في ظل الوضع الراهن أؤكد أهمية أن نتصدى لإيقاف ظاهرة التطرف المنتشرة في العالم حاليًا وسأعمل من أجل نشر مبدأ خير الأمور أوسطها لضمان السلام والاستقرار في الإقليم".
وأبدى رئيس وزراء اليابان قلق بلاده إزاء الجمود الراهن الذي تشهده عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، قائلا "إنه سيحث الجانبين على المضي قدمًا في عملية السلام".
ونوه بعمق العلاقات التي تربط الأردن واليابان وحرص بلاده على إدامتها وتعزيزها في المجالات كافة إضافة إلى إدامة التشاور مع الأردن تجاه القضايا الراهنة في المنطقة .. معربا عن تقديره للأردن لمساهمته في قوات حفظ السلام الدولية في مناطق مختلفة في العالم.
وأعرب آبي عن تقدير بلاده لمساعي الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني وسياسته المعتدلة حيال قضايا المنطقة وجهوده في تعزيز السلم والأمن والعالميين، عبر مشاركته في جميع الجهود الدولية الهادفة إلى التصدي لخطر الإرهاب.
ونوه بما تمثله المملكة من نموذج للعيش المشترك وقبول الآخر وانتهاجها سياسة الحوار والوسطية ، الأمر الذي يجعلها الأقدر على المساهمة بشكل فاعل ومؤثر في تحقيق السلام وبناء مستقبل أفضل لشعوب المنطقة.
وقد حضر المباحثات عن الجانب الأردني الأمير غازي بن محمد كبير مستشاري الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي له ، ورئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور ، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي فايز الطراونة ، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة ، ومدير مكتب الملك جعفر حسان ، ومستشار الملك مقرر مجلس السياسات الوطني عبد الله وريكات ، ووزير التخطيط والتعاون الدولي إبراهيم سيف والسفير الأردني في طوكيو فيما حضرها عن الجانب الياباني الوفد الاقتصادي المرافق لرئيس الوزراء وسفير اليابان بعمان.
وقد غادر رئيس الوزراء الياباني والوفد المرافق له عمان بعد زيارة رسمية للمملكة استمرت يومين ، حيث كان في وداعه بمطار الملكة علياء الدولي عدد من المسئولين الأردنيين.