بالصور.. أسوان أقل محافظات مصر في معدل الجريمة.. والعقل ومساعي الخير وراء إنهاء الخصومات الثأرية

أسوان أقل محافظات الجمهورية في الثأر.
العقاد كل شيء ثابت ومستقر بأسوان إلا الزمن يتغير.
إنهاء الخصومات الثأرية بأسوان بالاحتكام لصوت العقل.
في 3 شهور أكبر خصومة ثأرية بين الدابودية وبني هلال محافظ أسوان يشهد العديد من مؤتمرات الصلح بين العائلات.
مدير الأمن يتم التعامل مع الخصومات الثأرية والتنسيق بين العمد والمشايخ.
أسوان محافظة هادئة تتميز باستقرار عجيب وصفه الكاتب العملاق عباس العقاد بأن كل شيء ثابت ومستقر في أسوان إلا الزمن، الزمن هو المتغير الوحيد في هذه المحافظة، فهي مستقرة اجتماعياً وأمنياً، حيث تؤكد دفاتر أحوال وزارة الداخلية ومديرية أمن أسوان أن المحافظة تتمتع بأقل معدلات الجريمة على مستوى الجمهورية.
حتى ان عادة الثأر التي تتصف بها أغلب محافظات الصعيد تكاد تكون منعدمة في أسوان والدليل علي ذلك أن أي مشاجرات بين أي أفراد أو عائلات ويسقط فيها ضحايا أو مصرع شخص ما ، فإن الذي يتم في هذه الحالات أن أسرة القتيل لا تتجه مباشرة إلي الآخذ بالثأر بل تتدخل كافة القيادات الشعبية والطبيعية والتنفيذية داخل محافظة أسوان وأيضاً المحافظات المجاورة وعليه فإن الجميع من الطرفين سواء أسرة القتيل أو القاتل يصغون لصوت العقل ويتم تحديد موعد لعقد مؤتمر صلح ويتم إنجاح هذه المؤتمرات التي يشهدها الآلاف من المواطنين والذي يتجاوز في بعض المؤتمرات الـ 5 آلاف شخص وذلك كله بهدف حقن الدماء ولا يتم التفكير إطلاقاً في الآخذ بالثأر بعد ذلك حتى أنه في كثير من هذه المؤتمرات يقوم أحد أفراد أسرة القاتل بتقديم الكفن نيابة عن الجاني الفعلي الذي يكون داخل السجن ليؤدي العقوبة الموقعة عليه بعد ارتكابه لجريمة القتل .
وهذا ما يؤكده الشيخ السيد الإدريسي الشريف وأيضاً الشيخ كمال تقادم ، والشيخ عبد السلام مصطفي والذين يمثلون رؤساء للجان الصلح في أكثر من صلح وينجحون في إقناع العائلات المتنازعة في إقامة الصلح وإنهاء الخصومات الثأرية ، وجميعهم يؤكدون أيضاً على ضرورة نشر روح المحبة والتسامح والتعاون بين جموع المواطنين بمختلف قبائلهم وعائلتهم لما يعود بالنفع علي كل فرد ويحقق معه التكاتف والتصدي لأي قوة معادية من الخارج وخاصة أن ما يؤدي لحدوث ذلك هو مشاجرة بين طرفين علي قطعة أرض أو أطفال ويؤدي معه إلي وقوع ضحايا .
كما أكد محافظ أسوان مصطفى يسري خلال حضوره العديد من مؤتمرات صلح بين عائلات متنازعة خلال العامين الماضيين في مدن أسوان وكوم امبو ودراو وادفو علي أهمية إنهاء مثل هذه الخصومات ونبذ الخلافات وردم بؤر الدم تطبيقاً للمعاني السمحة للدين الإسلامي لإرساء دعائم الاستقرار والسلام والأمان من أجل تحقيق أمال وطموحات كافة فئات المجتمع والوصول إلى التنمية الشاملة في كافة المجالات الحياتية، ومراراً وتكراراً يشيد بالجهود المتميزة لرجال الدين والقيادات الأمنية والشعبية ومساعي الصلح بالمحافظة في التوفيق بين العائلتين لوقف إراقة الدماء وتحقيق التسامح بين أبناء المجتمع الواحد .
وأضاف المحافظ أن السرعة التى يتم بها عقد الصلح إنما تدل على المجهودات المتميزة للجان الصلح والقيادات الأمنية بالمحافظة ويدعو خلال هذه المؤتمرات جميع الأطراف المتخاصمة بالمحافظة إلى الالتفاف إلى صوت العقل والتفرغ إلى العمل المثمر فقط .
ومن جانب أخر يشير الشيخ محمد عبد العزيز مدير مديرية الأوقاف بأسوان إلى أن أهل أسوان أهل خير ولا يهتمون بالعادات السيئة ومنها عادة الأخذ الثأر لأنهم يفضلون حقن الدماء وذلك في سبيل تأمين الحياة ، ونشر التسامح والصفح مصداقاً لقول الله تعالي " فمن عفا وأصلح فأجره علي الله " والدليل علي ذلك أن ما حدث في الرابع من إبريل من العام الحالي من حدوث مجزرة دامية بين قبيلتي الدابودية وبني هلال راح ضحيتها 26 شخصا من أبناء القبيلتين ، بجانب إصابة العشرات .
لكن تعاملت كافة أجهزة الدولة بايجابية سريعة مع هذا الحادث العارض الذي شهدته محافظة أسوان التي تشتهر بالهدوء المستمر وكان هناك تدخل مباشر وقت ذاك من كافة أجهزة الدولة والقوات المسلحة ومن قبل رئيس الجمهورية ، ورئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب الذي قام علي الفور بزيارة محافظة أسوان وموقع الأحداث وكان برفقته عدد من الوزراء من بينهم وزير الداخلية والتنمية المحلية وقام بتشكيل لجنة للمصالحة ، والتي بدأت علي الفور في وضع الحلول الفورية لانهاء الأزمة ووقف نزيف الدماء .
وتعاقباً للأحداث قام فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أيضاً برفقة وزير الأوقاف بزيارة لمحافظة أسوان والتقي مع أهالي القبيلتين وقام أيضاً بتشكيل لجنة مصالحة بإشراف من محافظ أسوان مصطفي يسري وبرئاسة الدكتور منصور كباش رئيس جامعة أسوان وعضوية 20 من أبناء المحافظة ، وقد أخذت هذه اللجنة علي عاتقها إنهاء الأزمة وتحقيق المصالحة بين أبناء القبيلتين وواصلت الليل بالنهار من أجل وقف نزيف الدماء وعودة الاستقرار لأسوان وتقريب وجهات النظر بينهم حيث شكلت لجان مصغرة واستطاعت لجنة الصمالحة في غضون شهور قليلة إنهاء الأزمة ، وقد شهد يوم 28 يونيو بداية ذلك بعقد لقاء موسع برئاسة محافظ أسوان ليشهد يوم 30 يونيو ثاني أيام شهر رمضان المبارك الصلح بين قبيلتي الدابودية وبني هلال وإنهاء فتيل الأزمة بينهم بحضور محافظ أسوان والدكتور عباس شومان وكيل مشيخة الأزهر الشريف بالصالة المغطاة بمدينة أسوان .
وفي 11 فبراير 2014 شهد محافظ أسوان مراسم مؤتمر الصلح الشعبي بين آل عبد الباسط السلواوي و آل الحضري بالسمطا بقرية سلوي قبلي بمركز كوم امبو وذلك لإنهاء خصومة ثأرية استمرت قرابة عام .
وفي 24 إبريل 2014 شهد محافظ أسوان مراسم مؤتمر الصلح الشعبي بين أبناء العمومة من عائلتي عبد المعطي حسن الأمير ، وأحمد محمد الأمير بقرية الطوناب بمركز ادفو وذلك لإنهاء الخصومة الثأرية بينهما والتى استمرت قرابة عام .
وفي يوم 2 أغسطس وسط ترديد صيحات " عفونا عنكم لوجه الله ورسوله والله أكبر " شهد محافظ أسوان اتمام مراسم الصلح بين أبناء قرية الكوبانية وبني هلال بمركز شباب الكوبانية بمدينة أسوان ، وقد أكد المحافظ خلال كلمته التي ألقاها على ضرورة التكاتف والعمل بجدية وبشكل ممنهج على وضع برامج توعيه مكثفة لأبنائنا وشبابنا سواء من داخل الأسرة والعائلة أو على مستوى كافة الهيئات الدينية والتعليمية والشبابية والإعلامية والسياسية والحزبية والنقابية , بالإضافة إلى المجتمع المدنى لإرساء ثقافة الحوار والتكاتف بدلاً من العنف والعصبية والقبلية لحماية المجتمع من الصراعات والمواجهات التى تهدد كيانه وأستقراره .
وفي 23 أغسطس 2014 شهد محافظ أسوان شهد مراسم مؤتمر الصلح الشعبي بين عائلتى آل مغيربى وآل رسلان بقرية سلمون بالعتمور قبلي التابعة لمركز كوم امبو ليسدل الستار على خصومة ثأرية استمرت قرابة عامين ونصف .
وفي 25 فبراير 2015 شهد محافظ أسوان مراسم مؤتمر الصلح الشعبي بين أبناء قته ببلانة ثاني وثالث وعائلة الشوراب بالشطب وقبائل العرب ببلانه في مركز دراو وذلك لإنهاء خصومة ثأرية استمرت لنحو 4 أشهر
ومن جانبه أكد اللواء محمد مصطفى عبد العال مدير أمن أسوان بأنه يتم التعامل مع الخصومات الثأرية بين العائلات والعمل على إنهاء الكثير منها في القريب العاجل .
وقال إن ذلك يتم تحقيقه أيضاً من خلال عقد لقاء موسع مع كافة العمد والمشايخ بدائرة المحافظة والذي سيتم قريباً حيث سيتم أعطاؤهم تكليفات مباشرة للقيام بدورهم في تحقيق المصالحات أو الإبلاغ عن أي جرائم تكون خارجة عن القانون ، بجانب قيامهم بدور هام وهي التلاحم مع العائلات وفض النزاعات في مهدها وهي بسيطة قبل تفاقمها والتي تؤدي في هذه الحالة إلى خصومات ثأرية .