بالصور.. «الشعراء» قرية فن النحت الخشبي.. حاربت الغزو الصيني للأثاث.. و«الأويما» سلاحها الذى لا يقلد

"الاويما".. فن حرفي لا يتقنه إلا الأيدي الماهرة بدمياط
قرية "الشعراء" أشهر القري في صناعة الأويما
الحرفة بها نوعان الأول الحفر المسطح والثاني مجسم
«الأويما»، فن من الفنون الحرفية التي تقوم بها الأيدي الماهرة في محافظة دمياط خاصة بقرية "الشعراء" والتى يشتهر صناعها بإتقانهم لفن الرسم على الخشب والذى يطلق عليه "الأويما" وهى صناعة لا تتم إلا يدويًا.
تلك الحرفة لا تجدها سوى بين أروقة مناطق ورش الموبيليا بقرية الشعراء، حيث تجد "الأويمجى" وهو الصنايعى الدمياطى الذى يقوم بحرفة الرسم أو النحت على الخشب، لتظهر في النهاية قطعة الأثاث وبها أهم ما يميزها وهى "الأويمة" حيث تتحول إلى لوحة فنية نابضة بالحياة.
استطاعت "الأويما" الدمياطى أن تنقذ صناعة الاثاث بدمياط على مدار الاعوام القليلة الماضية من تدهور وسحب البساط منها عندما غزا الأثاث الصينى الأسواق، حيث كانت الأويما الدمياطية هى أهم ما يميز الموبيليا الدمياطى وجعلتها تتفوق على الاثاث الصينى ليس في مصر فقط وانما بجميع دول العالم، نظرا لكونها حرفة فنية لايتقنها سوى الدمايطة فقط.
وبالرغم من رخص ثمن الأثاث الصينى إلا أن جودة الأثاث الدمياطى وتميزه بالاويما جعلته يتصدر للقمة مرة أخري، كما أنه بالرغم ظهور الأويما الجاهزة رخيصة الثمن التي يتم تصنيعها على الماكينات الكهربائية سواء في السوق المحلية أو المستوردة من الصين، إلا أن الكثيرين يفضلون الأويما اليدوية الأعلى سعرا.
"النحت أو النقش على الخشب فن لايقتنه سوى الانامل الدمياطية".. بهذه الجملة بدأ عم سعد الديبسي "أويمجى" حديثه "لصدى البلد"، مؤكدا أن الأويما فن قبل أن يكون حرفة ومهنة، وتعتمد في المقام الأول على خيال الصانع الماهر، فحين يطلب منه أحد الزبائن تنفيذ شكل معين للديكورات أو الأثاث، يقوم بتحديد المقاسات المناسبة أولا ثم يقوم برسم الشكل المناسب للطراز والمساحة، ثم ينقل الرسم على الخشب، ومن ثم يقوم بتنفيذها بخبرة وحرفية تراعي أصول الصنعة وطبيعة الخامات.
وأوضح أنه يتم تزيين القطع الخشبية بأن تتخللها زخارف نباتية بسيطة، تصطف بانتظام طولي أو دائري، حسب القطعة الخشبية، مضيفا أن سعر حجرة النوم أو حجرة السُفرة يُحدد على أساس حجم ما تم فيها من حفر أشكال نباتية أو هندسية، كما أن الحفر في الخشب يكون حسب الرسومات المحددة من قِبل أصحاب المعارض الذين يعرفون توجهات الزبائن وطلباتهم.
وقال أحمد شحاته "أويمجى"، إن الخشب المستخدم في الحفر يختلف من نوع لآخر، فمنها ما هو منفتح الألياف، ومنها ما هو كثير العقد أو قابل للإلتواء، وهذه الأخشاب إما طبيعية أو اصطناعية ,وأهم الأخشاب الطبيعية المستخدمة هي خشب الجوز والبلوط والماهوغني والحور والصنوبر الأبيض والزيتون والزان، ومن أبرز الأخشاب الاصطناعية المستخدمة الأبلكاج والسلوتكس والخشب الحبيبي.
وأوضح أن هناك نوعين من الحفر بفن الأويما؛ الأول الحفر المسطح، والثاني الحفر المجسم، مشيرًا إلى انه في الحفر المسطح يقوم الحرفي بتفريغ الخشب عن طريق «التخريم» على شكل لوحات مختلفة، تمثل رسومات لنباتات أو أزهار أو عن طريق الخراطة اليدوية الخشبية، التي تعتمد على مقدرة الصانع.
وأضاف أن الحفر المجسم منه ما هو بارز وفيه يصل ارتفاع الزخارف المحفورة إلى نحو 5 ملم ويكثر في الحفر الإسلامي، ومنه ما هو بارز ومشكل، ويبرز في الحفر الروماني ويزيد فيه ارتفاع الزخارف والأشكال المحفورة على الأرضية بأكثر من نصف سنتيمتر، أما الحفر البارز المجسم، فيكون أكثر بروزا وعمقا في الأرضيات، وقد تصل فيه ارتفاعات الزخارف المحفورة إلى 25 سم.. وهناك أيضا الحفر المفرغ فيكثر في رسوم الحيوانات.