تزامنا مع إحياء ليلة النصف من شعبان.. «البحوث»: الرسول لم يخصص لها عبادة معينة.. وعبد الجليل: رفع الأعمال فيها «أقاويل»

◄الأمة الإسلامة تحتفل بإحياء ليلة النصف من شعبان..
الشحات الجندي:
- االرسول لم يخصص عبادة معينة لليلة 15 شعبان
- الأحاديث الواردة عن فضل 15 شعبان ضعيفة
- صيام نهار ليلة النصف من شعبان «بدعة لا أصل لها»
◄ سالم عبد الجليل:
- رفع الأعمال في ليلة النصف من شعبان «أقاويل» لم يرد بها نص
- مقادير العباد وآجالهم تكتب في ليلة القدر وليست في «النصف من شعبان»
- دعاء «شقيا فامحُ عني» نُسب افتراء إلى النبي.. وقائله غير مثقف
يحتفل المسلمون بإحياء ليلة النصف من شعبان، التي تحولت فيها القبلة من المسجد الأقصى إلى البيت الحرام، علماء الدين أكدوا لـ«صدى البلد»، أنه لم يرد عبادة معينة خصصا النبي الكريم لهذه الليلة، مشددين على ضرورة الابتعاد عن البدع.
قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تخصيصه ليلة النصف من شعبان بعبادة معينة، مشيرًا إلى أن الأحاديث الواردة فيها موضوعة أو ضعيفة.
وأكد الجندي، أنه لم يثبت عن الصحابة -رضوان الله عليهم- شيء في هذا، فلا وجه إذن لاتّخاذ ليلة النصف من شعبان شعيرة للعبادة تضاهي أيام الجمعة والأعياد وصلاة التراويح.. وما صحَّ في ليلة النصف من شعبان غايةُ ما فيه الحث على الإقلاع عن كبيرتين من كبائر الذنوب هما: الشرك، والشحناء.
وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن تخصيص الصيام في نهار ليلة النصف من شعبان بدعة لا أصل لها في الشرع؛ مشيرًا إلى أن النصف من شعبان كغيره من أيام النصف في الشهور الأخرى ولم يرد فيه وجوب قراءة آيات أو ذكر معين.
وأوضح أنه يجوز صيام نهار ليلة النصف من شعبان إذا وافقت عادة للمسلم كثلاثة أيام البيض، لأنه من المعلوم أنه يشرع أن يصوم الإنسان في كل شهر الثلاثة البيض وهي الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من كل شهر عربي، مششدًا على أنه لا يجوز للمسلم اختراع عبادة وطاعة في ليلة النصف من شعبان لم تثبت، ولم يدل عليها حديث صحيح.
من جانبه، أكد الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف سابقًا، أن أعمال العباد ترفع كلها في شعبان، مشيرًا إلى أنه لا يوجد حديث أو آية قرآنية تدل على أنها ترفع في ليلة النصف من شعبان، مضيفا أنه ينبغي على المسلم الإكثار من الصوم والعبادات والطاعة في شهر شعبان المبارك، مستشهدًا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» حسّنه الألباني في صحيح الجامع.
وأشار وكيل وزارة الأوقاف السابق، إلى أن قوله تعالى «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ» يؤكد أن القرآن الكريم نزل في ليلة القدر، وليس في ليلة النصف من شعبان، لافتًا إلى أن الآجال ومقادير العباد من زواج وطلاق ومكسب وخسارة وغيرها من المقادير تكتب في ليلة القدر للعام المقبل.
ولفت إلى أن ليلة النصف من شعبان لم يرد فيها سنة أو نص قرآني عن عبادة أو أي عمل كالصيام أو قيام الليل، مشيرا إلى أنه لو كان الرسول أقدم على عمل معين في ليلة النصف من شعبان لما سكت الصحابة أو لم يسجلوه لأنهم كانوا لا يتركون شيئا فعله رسول الله، مطالبا بالابتعاد عن البدع والخرافات عند إحيائه ليلة النصف من شعبان.
وكشف عبد الجليل، عن أن دعاء: «إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيا فامح عني»، لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، منوهًا بأن فيه «لخبطة»، ويتعارض مع قول الله تعالى:«يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ»، موضحًا أن المقصود بـ«أم الكتاب» اللوح المحفوظ، وهذا لا محو فيه ولا إثبات، مضيفًا أن من اجتهد في ألفاظ هذا الدعاء ليس ذكيًا، وعندما نسبه إلى النبي ظهر أنه كذاب، متابعًا: «وإذا كان أحد الصالحين قد قاله فليس لديه ثقافة ووعي وعلم».