معلومات عن عمليات شحن مكثفة لمواد خطرة من تركيا إلى داعش سوريا

تشهد منطقة أكاكالى التركية على الحدود مع سوريا أعمال شحن نشطة لكميات من أسمدة نترات الأمونيا الزراعية، والدفع بها إلى داخل الأراضي السورية ليتم استخدامها لاحقا في صنع المتفجرات التي تلجأ إليها الجماعات المسلحة التي تسعى للاستيلاء على السلطة وإسقاط نظام الحكم القائم في دمشق.
وأكد المراقبون أن شكوى المزارعين السوريين من ندرة أسمدة نترات الأمونيا تطرح تساؤلات هامة حول مصير تلك الكميات الضخمة التى تتفق من تركيا إلى مناطق الشمال السورى، والجهة التى كانت الوجهة الأخيرة لتلك التدفقات فى سوريا، ويقول الخبراء " أنها داعش " لأن مادة نترات الامونيا مادة هامة للغاية لمنتجى الغذاء كأسمدة زراعية وهى كذلك مادة هامة لمنتجى القنابل على حد سواء.
وتخضع مدينة أكاكالي السورية لسيطرة تنظيم داعش الذى يرفع علمه الاسود المميز فوق مبنى بلدية المدنية، وإليها تتدفق كميات سماد نترات الامونيا من تركيا بمعدلات ضخمة لتجد نفسها فى نهاية الأمر فى أيدى خبراء صنع المفرقعات في داعش وليس فى ايدى المزارعين السوريين فى تلك البلدة الفقيرة وتخومها والذين ضجوا من الشكوى.
ويأتي ذلك في وقت بدأت فيه الولايات المتحدة وتركيا – اعتبارا من التاسع من مايو 2015 - العمل معا على تدريب عناصر المعارضة السورية التى تم تسليحها، منذ بدء العمل فى الثامن والعشرين من أبريل الماضى على توحيد صف كافة أطياف المعارضة السورية حشدا لموجة جديدة من الصراع لاسقاط نظام بشار الاسد.
ويتساءل المراقبون عن جدية التزام تركيا بمكافحة الارهاب فى محيطها الاقليمى، لاسيما في سوريا وهى البلد التى تسمح وتغض الطرف عن عمليات تهريب نترات الامونيا النشطة إلى هذا المحيط وتعتبرها أنقرة أسمدة زراعية وهى تعلم جيدا أنها مادة قابلة للاستخدام المزدوج المدني والقتالي على حد سواء
وقال المراقبون كذلك أن تركيا تعمل حقيقة على اجهاض عمليات تسلل المقاتلين من دول جوارها إلى داخلها لكنها لا تعمل على وقف حركة التجارة للمواد التى من الممكن أن تفيد داعش بدءا من مشروبات الطاقة وحتى الاسمدة بما فى ذلك مواد عالية الخطورة لاستخداماتها المزدوجة .
وتعد مادة نترات الامونيا قاسما مشتركا فى كثير من التفجيرات الارهابية التى شهدها العالم، فقد استخدمها مفجروا المبنى الفيدرالى فى اوكلاهوما سيتى فى الولايات المتحدة الامريكية عام 1995 ، واعتمادا على قنابل دخلت فى انتاجها نترات الامونيوم حدثت تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة فى تنزانيا و كينيا عام 1998، و تستخدم القنابل المصنوعة من نترات الامونيا على نطاق واسع فى صنع المتفجرات فى العراق وافغانستان بل حتى فى تركيا نفسها التى شهدت تفجيرات فى العام 2003 باستخدام مواد دخلت نترات الامونيا فى تصنيعها ولقى على أثره عشرات الاتراك مصرعهم.
وأضاف المتخصصون ان نترات الامونيا اذا ما تم خلطها بالبنزين تحت ظروف معينة وبنسب معينة تولد طاقة تفجيرية تعادل فى شدتها 85 فى المائة من طاقة التفجير التى فى مادة / تى ان تى / شديدة الانفجار، وأن مزيجا زنته 20 كجم من هذا النوع بالامكان الاعتماد عليه فى صنع صديرى ناسف للانتحاريين بينما 200 كجم من هذا المزيج يمكن من إنتاج عبوة ناسفة واستخدامها فى السيارات المفخخة، كما مزيجا من نيترات الامونيا ووقود السيارات يزن 45 طنا بإمكانه انتاج طاقة تدمير هائلة تكفى لنسف مبنى مكون من 16 طابقا.
على ضوء المعلومات التى تشير إلى وصول ما متوسطه 55 طنا كل أسبوع من أجولة نترات الامونيا من تركيا إلى داخل سوريا، تتجلى خطورة التقديرات الرقمة السابقة، ويزيد من تلك الخطورة ذلك الصمت الغريب من المسئولين الاتراك عن تبرير عدم ايقافهم لعبور تلك المادة الخطرة عبر أراضي تركيا إلى داخل الميدان السورى الملتهب بل وإنكار بعضهم لوجود أي شكل من أشكال نفاذ تلك الكميات الضخمة من نترات الاموينا إلى سوريا.
ويرى مسئولون اتراك كذلك ان مقتضيات التجارة الحرة بين تركيا والمناطق السورية تستدعى تزويد المزارعين السوريين بالاسمدة وسائر المواد المعيشية اللازمة لهم.
ويؤكد المراقبون أن شكوى المزارعين السوريين من ندرة أسمدة نترات الامونيا تطرح تساؤلات هامة حول مصير تلك الكميات الضخمة التى تتفق من تركيا إلى مناطق الشمال السورى، والجهة التى كانت الوجهة الأخيرة لتلك التدفقات فى سوريا.
ويقدر المراقبون حجم حركة التجارة الشهرية بين تركيا ومدينة أكاكالى السورية بنحو 90 ألف شاحنة برية، كما يرصد المراقبون قيام مستثمرين أتراك بافتتاح مطاعم ومحال تجارية فى تلك المدينة السورية، وإلى جانب البضائع تنشط فى المدينة ذاتها حركة إتجار فى المقاتلين المرتزقة تتم لحساب داعش وعبر وسطاء يتقاضى بعضهم عمولة قدرها 50 دولار أمريكى عن كل عنصر يتم إيصاله إلى مناطق سيطرة داعش في سوريا عبر الحدود التركية.