"صدى البلد" يكشف كارثة في "رمد الجيزة":
ميكروب "بي سيدومونس" يضرب المستشفى ويهدد 6 ضحايا بـ"العمى"
إغلاق حجرة العمليات بعد اكتشاف "الميكروب".. وضحايا يرفضون الخروج من المستشفى
الضحايا لـ"السيسي": "أنقذ أطفالنا من التشرد.. كلنا أولادك يا ريس"
"حياتنا بقت جحيم.. ونفسنا نشوف تاني"
مديرة المعهد: لا نعرف سبب تواجد الميكروب داخل العمليات.. وسنحاسب المقصرين
أناس يتحسسون الطريق، لا يعرفون ما يقابلهم، أطفال يقتربون من التشرد، والتحول من ملائكة صغار ينتظرهم المستقبل الباهر، إلي مشاريع بلطجية، وإناث ضائعات ضالات الطريق، 6 أسر كاملة دمرت حياتهم بعدما القاهم مصيرهم بين جنبات غرفة تشققت جدرانها فضاعت معالمها، كان غرضهم الوصول لرؤية افضل بالعين، في الوقت الذى اسدل فيه معهد بحوث العيون بالجيزة الستار الأسود على اعينهم فباتوا مهددين بـ "العمى" بعدما هاجم غرفة العمليات ميكروب "بي سيدومونس - “Pseudomonas.
هؤلاء الضحايا ليسوا بمفردهم، فقد رصدنا سيدة عمرها لم يتجاوز الـ24 عاما، دخلت المعهد في 2012 لاجراء عملية "انفصال شبيكة" وكانت لم تضع جنينها بعد، فخرجت عمياء ولم ترَ مولودتها حتى الان.
رحلة تدمير أسرة بصوت خافت تملؤة الحسرة، وبنظرات حائرة، يسرد محمد حسين، مأساة زوجته، فاطمة محمد إدريس، 24 سنة، نتيجة الإهمال الطبي داخل معهد بحوث الرمد بالجيزة، قائلا: "أصيبت زوجتي في عام 2012 بألم شديد في عينها، فذهبنا الى الدكتور "محمد.ص"، أحد الاطباء العاملين بمعهد بحوث العيون بالجيزة، فأخبرنا انها تتطلب اجراء عملية خاصة بالشبكية، فحدد لنا ميعادا بالمستشفى، ووقت اجراء العملية".
ويضيف بصوت يتملكه اليأس: "كانت ترى قبل اجراء تلك العملية، ولكن بعد العملية فقدت الرؤية تماما، فأبلغنا الدكتور ان ذلك نتيجة البنج، وبمجرد اخذ العلاج سينشط عصب العين من جديد، ووقتها تستطيع الرؤية، ومن وقتها الى الان لم يحدث اي تغير، 3 سنوات دمرت فيها اسرة بأكملها".
وبعد ثلاث سنوات من المتابعة مع الطبيب، اخبرها بأنها تحتاج للعلاج خارج مصر، وكتب تقريرا طبيا لعرضها على لجنة ثلاثية تمهيدا لعلاجها في المانيا.
حار "محمد" في امر زوجته كثيرا، فقرر الذهاب لمدير معهد بحوث الرمد بالجيزة، آنذاك، فابلغه بأن الطبيب المعالج كان من المفترض أن يجري لها رسم عصب على العين قبل اجراء العملية، فاندهش محمد وقال: "طيب ايه العمل دلوقتي يا دكتور"، فأجابه: "ارضى بالامر الواقع".
استغاثة لوزير الصحة ذهب محمد بعدها الى وزارة الصحة ولم ييأس فطلبوا منه الذهاب لمستشفى الرمد بروض الفرج، وهناك اخبره أحد الاطباء بأن زوجته تستحق شريحة للرؤية، فطلب منه تقريرا طبيا بذلك، حتى يتيسر له اجراءات الحصول على هذه الشريحة، فاستجاب الطبيب وذهب معه بالتقرير لامضائه من مدير المستشفى، الذي قال لهم : "يا ابني البلد مافيهاش فلوس، والشريحة دي بتكلف البلد فلوس كتيرة جدا".
4 أطباء صدقوا علي تقرير يفيد بأحقية فاطمة في شريحة رؤية والسفر للعلاج في المانيا، وذهب محمد وزوجته بالتقرير للجنة الثلاثية فرفضوا سفرها وقالوا له: "انت تناشد اي مستشفى في المانيا ولو استجابوا ليك احنا معندناش مانع".
محمد، يعمل سائق تاكسي، لا يستطيع القراءة، وعاجز عن توجيه مناشدة لأحد مستشفيات المانيا، فذهب للدكتور المعالج وطلب منه مناشدة مستشفى في المانيا لاستقبال حالة زوجته بعد تنصل الدولة من دورها، فصدمه الدكتور وابلغه قائلا:"يا ابني انا مش معايا تليفون، ومابدخلش على النت علشان اعمل كده".
"البلد مافيهاش فلوس" بعدها صدمته وزارة الصحة وقالت له:"ان البلد مافيهاش فلوس"، بعينين دامعتين وجه تساؤلا لوزير الصحة: الفلوس بتظهر فقط عندما تعالج مشاهير الفن والرياضة، لكن ساعة الغلبان مايطلب علاج على نفقة الدولة يبقى البلد مافيهاش فلوس؟!!".
استرداد حقوق الضعفاء في مصر شيء صعب المنال، هذا ما عاشه محمد في مأساته، وعاشه ملايين البسطاء من المواطنين، وهذا ما أكده محمد قائلا: "أسرتي تدمرت، زوجتي حرمها الاهمال الطبي من رؤية طفلتيها، منذ ولادتهما حتى الآن، ولا استطيع العمل".
أطفال الضحية "مايا" عمرها 3 سنوات، و"ريتال" عمرها عام ونصف، أمهما فاطمة، كل احلامها رؤية بنتيها، اللعب معهما، مداعبتهما، تخرج معهما للحصول على ملابس العيد، وتحضرهما للحاق بالمدرسة، ولكن حكم عليها الاهمال الطبي بعدم رؤيتهما، وصدقت على ذلك وزارة الصحة، حينما رفضت سفرها للعلاج على نفقة الدولة، بدعوى "البلد مافيهاش فلوس".
واستطرد محمد: "مرات وتبكي زوجتي على حالها وتبلغني بأن أقصى مناها رؤية اطفالها الصغار، فالطبيب دمر كيان اسرتي بالكامل، اطفال على ابواب اللحاق بالمدرسة، فمن سيذهب معهم، من سيحضر لهم ملابس الدراسة، من سيذاكر لهم، وانا مش هحسبن في الدكتور اللي عمل العملية، بس أطالبه بإيجاد حل للمشكلة اللي احنا فيها".
ووجه محمد رسالة لوزير الصحة: "لو حد من اسرتك مكاني كنت هتعمل ايه، انا مش لاقي حد يقف جنبي، وأناشد رئيس الجمهورية، وبقوله اللي حصل فيها كده دي بنتك، ولو تدخلت الموضوع هايتحل، انا بعيط بيني وبين نفسي على الحال اللي وصلنا له، انا بمر بظروف صعبة ومحدش وافق جنبي".
ثلاثة اعوام مرت على محمد بصعوبة بعد معاناته وأسرته نتيجة الإهمال الطبي وعدم إجراء الطبيب المعالج رسم عصب لزوجته صاحبة الـ24 عاما، فأصيبت بـ"العمى".
معهد بحوث الرمد بالجيزة، لم ينتظر هو الآخر اكثر من الثلاثة اعوام حتى شهد كارثة حقيقية أخرى، بعد أن أصبح 6 حالات مهددة بالعمى نتيجة ميكروب هاجم غرفة العمليات داخل المستشفى خلال اجراء جراحة "مياه بيضاء، وزرع عدسة" لهم، سبب وجود الميكروب داخل حجرة العمليات، لم يتم التوصل اليه بعد، فالمرضى يقولون انه سوء تعقيم لحجرة العمليات، والاطباء يقولون لم نتوصل للسبب بعد، والخاسر الوحيد بين هذا وذاك، مرضى حلموا بالابصار للتمتع بالطبيعة، ولكن القدر حكم عليهم بـ"العمى".
الرؤية انعدمت "صوتنا مش مسموع، وبيتعتم عليه.. ميرضيش ربنا انى أخرج بعجز 50% في العين" هكذا بدأت منى علي، إحدى الحالات الـ6 المصابة بمعهد بحوث العيون بالجيزة، حديثها مع "صدى البلد" في غرفة تقطنها القطط، من أعلى سرير تهشمت مفاصلة، بأنها كانت تعانى من قصر في النظر، وعلى أثره ذهبت إلي المستشفى لإجراء عملية، وبعد الانتهاء من العملية، أجرى المستشفى بعض التحاليل للإطمئنان على سلامة العين، وبحسب نتيجة التحاليل كانت الرؤية طبيعية واثبتت ان العملية قد نجحت، لكن بعدها بساعات اكتشفت ان الرؤية قد انعدمت تماماً.
وبدأت عيني اليمني في الإصابة بعملية تآكل مصحوب بإلتهاب شديد داخل العين، وتغير في شكلها، وعلى الرغم من ذلك، قامت إدارة المستشفى بكتابة تقرير مفاده أن الحالة قد استقرت ويجب مغادرتها المستشفى، الأمر الذى رفضته عائلتى، وبعد إجراء تحليل أخر اكتشفت إصابتى بميكروب يطلق عليه "سيدومونس"، الذى تسبب في كافة الأعراض التى ظهرت في عيني، بعدها بدأنا في شراء الأدوية اللازمة على نفقتنا الخاصة ولم يشارك معنا المستشفى في ثمن العلاج، على الرغم من أنه مستشفى حكومى.
وفي النهاية حاول المستشفى اخراجى و5 حالات أخري تعاني من نفس المشكلة من المستشفى، لإعادة فتح غرفة العمليات واستقبال حالات أخري، قبل معرفة إذا ما كان المستشفى مجهزا لهذا الأمر، أم سيكون هناك ضحايا أخرون.
صدمة التعقيم فى حجرة تشققت جدرانها وتقشف دهانها، التقى "صدى البلد" بـ "أمل عبدالله" امرأة أربعينية ذات بشرة سمراء أنهكها البكاء، إحدى الضحايا الستة، التى اصيبت بالصدمة بعدما سمعت احدى الممرضات داخل حجرة العمليات، تقول "الاوضة متعقمتش"، ووقعت في حيرة وقتها، فلا تعرف ماذا تفعل، هل تخرج من حجرة العمليات أم أن التعقيم سيتم خلال وقت قصير داخل الحجرة، كلها تساؤلات طرحتها أمل في نفسها بعدما اصطدمت بهذه الكلمات.
"أمل" الان تفترش سرير المستشفى، بعدما رفضت الخروج مع 3 حالات خوفا من اهدار حقها، تعيش داخل حجرتها في المستشفى من يوم اجراء العملية 11 أغسطس الماضي، معها ابنتها تخفف عنها آلامها، فكثيرا ما تبكي حالها الى ان تملك منها الضعف واصبح رفيقا لها داخل حجرتها.
"أمل" قالت إنها دخلت حجرة العمليات يوم الثلاثاء الموافق 11 أغسطس، وعندما سمعت هذه الكلمات اصيبت بالدهشة، وكان زميل مرافق لهذه الممرضة يضع لها "الاكسجين" فقالت له:"إيدك ريحتها سجاير"، فاستكمل عمله دون الرد عليها.
"كلاب تنهش أعيننا" وأضافت "أمل": "خرجت من حجرة العمليات، وكانت اسرتي حولي، وطلبت شقيقتي رؤية عيني قبل مغادرة المستشفى، فشاهدتها وقالت لي ماشاء الله، وشعرت بالراحة وقتها وبعد العملية مباشرة كانت الرؤية واضحة تماما، ولكن في نفس اليوم الساعة 8 مساء، وقعت الكارثة، شعرت بآلام شديدة في العين، وبعد ساعتين، بدأنا بالصراخ الذي هز اروقة المستشفى أنا والحالات الاخرى، فطاقم التمريض حضر، واعطى لنا مُسكنا، لكن الالم مازال يرافقنا، وكل هذه الساعات حتى السادسة صباحا كنا نشعر وكأن "كلاب بتنهش في عينينا".
واستطردت: "10 ساعات كاملة نصرخ من شدة الالم ولا توجد اي استجابة، صراخ وبكاء وعويل، ومفيش حد سأل فينا، وفي تمام الساعة التاسعة صباحا، اتصلت بالطبيب المعالج وقلت له الحقني يا دكتور كلاب بتنهش في عيني، فحضر مسرعا واعطانى مضادات، ودخلنا بعدها غرفة العمليات لاجراء عملية غسيل للعين، ولكن من وقتها وانا مابشوفش بعيني خالص".
وتابعت بكلمات ممزوجة بالبكاء: "كنت شبه ميتة في الايام دي، لدرجة اني قلت لزوجي ادفني بالحيا، وعملنا بعد كده تحليل مزرعة لمعرفة الميكروب الموجود والمضاد له، وبشكل دوري بناخد المضادات واجراءات غسيل داخل المستشفى الى الان، ولكن دون جدوى، انا مش شايفه بعيني خالص".
واضافت: "نعيش في حالة رعب الان لاننا سمعنا ان هذا الميكروب ينتقل فيما بعد الى المخ وينتشر في جميع اجزاء الجسد، والطبيب المعالج اصبح شغله الشاغل هو التخلص من هذا الميكروب، فأصبحنا نأخذ مضادات كل ساعة للقضاء على الميكروب، ورغم كل ذلك فإن المسئولين في المستشفى لم يطمئنوا على حالنا الا مرة واحدة طوال ذلك الشهر، والتمريض ابلغنا أن حجرة العمليات مغلقة منذ اجراء العملية".
وأردفت: "احب اوجه رسالة للمسئولين واقولهم انا عاوزة اشوف، زي ما أذيتونا شوفلنا حل في المصيبة اللي احنا فيها دي".
زوج الضحية "أمل" يقول زوج "أمل"، الحاج مصطفى، الرجل الخمسيني، بصوت يملؤه الغضب، "احنا بنجيب علاج يوميا ما لا يقل عن 300 جنيه"، حيث يسرد المأساة التي تعيشها الاسره، منذ ان اصيبت زوجته بذلك الميكروب، قائلاً: "أنا لو قاعد في مستشفى خاصة مش هاصرف كده، ولما العبء زاد عليا، ودخلنا في صراع مع المستشفى، بدأوا يتحملون معانا ثلث العلاج، ولحد دلوقتي بقالنا شهر، انا زوجتي مابتشوفش، ومفيش اي نتيجة على العلاج، والدكتورة ناهد الوزير مدير المستشفى لم تطمئن على حالة المرضى الا يوم واحد فقط، ولكن الفريق الطبي المعالج، كانوا دائمين الاطمئنان علينا، ولكن لم يوضحوا الرؤية لنا، هل سيكون فيه ابصار من عدمه حتى الان".
وأضاف: "انا أناشد وزير الصحة يشوف حل لمشكلتنا، انا عاوز أعرف مصير زوجتي ايه؟، لان الموضوع مش سهل دي واحدة عينيها راحت، احنا محتاجين عينيها، ازاي؟!! دي مش مسئوليتي، زوجتي دخلت المستشفى بتشوف، بعد العملية بقى مفيش رؤية، واطالب وزير الصحة بتحديد المسئول عن هذه المشكلة التي تهدد 6 اشخاص بالعمى، ومحاسبته، محتاج حد من المسئولين يقول لنا ايه الوضع بالضبط".
وأشار "مصطفى" الى ان المستشفى يريد خروج زوجته قبل انتهاء فترة العلاج، وانا ارفض الخروج من المستشفى الا بتعهد مكتوب لي بما سيحدث في الفترة المقبلة، والزام المستشفى بعمل اللازم، اذا كان وزير الصحة مش عارف ياخد اجراء في مشكلة زي دي يبقى مين اللي ممكن ياخد اجراء".
"المكتوب مفيش منه هروب" على الرغم من حرمانه من نور عينبه، واصابته بالعمى في العين اليسري، وبصوت يملؤه الرضا بالقضاء، أشاد الحاج "فرج" الرجل الستيني، بمعاملة الأطباء والممرضات للمرضى، قائلاً: "نصيبنا كدة.. وقضاء ربنا كدة.. المكتوب مفيش منه هروب"، مبدياً معرفته بالورقة التي وقع عليها ويخلي فيها مسئولية الطبيب المعالج عن تحمل اي مسئولية لمضاعفات العملية التي أجراها.
الملاك الصغير تصاب بـ"العمى" يقول أشرف فوزي، والد الطفلة جومانة، 6 سنوات، وتعانى الآن من "كسل" في العين ادى إلي انعدام الرؤية تماماً لديها، أن الطفلة تحسنت أكثر من ذى قبل، حيث بدأت عينها في التحسن بعد إجراء العملية الأخيرة، ولم تكن تعانى من شيء إلا بعد العملية الاولى، التى جعلتها تشعر بإلتهابات شديدة في العين، على أثرها قمنا بالإتصال بالطبيبة المعالجة، وكان ردها "هاتها وتعالى".
وبعدما وصلنا المستشفى أجرت لها الدكتورة المعالجة بعض التحاليل التى كشفت عن وجود التهاب داخل العين، دخلت على أثره حجرة العمليات مرة أخري، بعدها صرحت إدارة المستشفى بخروجها مع الإلتزام بالعلاج، وبدأت عينها في التعافى.
طبيبة "جومانة" وتضيف الدكتورة "نيفين" من الطاقم المعالج للـ6 حالات، أن حالة الطفلة جومانة كانت ضمن الحالات التى استقبلها المستشفى يوم الثلاثاء، وحالة الطفلة كانت طبيعية جداً، وأجرت العملية وصرحت لها إدارة المستشفى بالمغادرة، بعد نجاح العملية.
وفي صباح يوم الأحد اتصل والد الطفلة جومانة بالمستشفى وأكد أن الطفلة تعانى من التهابات في العين، ودخلت جومانة مرة أخرى غرفة العمليات نظراً لشكوك في وجود ميكروب في العين، وأجرت الطفلة عملية غسيل بالعين، وتحسنت حالتها بشكل كبير بعد يومين من إجراء العملية، وكانت هذه الحالة معزولة في دور مخصوص بالمستشفى وتم تخصيص دكتور وممرضة لهذه الحالة فقط، ولم توضع بجوارها اي حالات أخري، حتى لا يتم نقل العدوى بالميكروب.
وأردفت الدكتورة بأن الميكروب الذى تم اكتشافة في عين الطفلة جومانة، ناتج عن عملية تم إجراؤها خارج المستشفى قبل أن يستقبلها المعهد، والذى نتج عنه إصابتها بـ"كسل" في العين، لكن حالتها تحسنت كثيراً بعد العملية التي أجرتها بالمعهد.
الدكتور المعالج والتقى "صدى البلد" بالدكتور محمد مجدي، أحد اطباء الفريق المعالج للـ6 حالات المصابة بالميكروب، وأكد ان الحالات اصيبت بالتهابات في العين بعد الجراحة نتيجة انتشار ميكروب داخل حجرة العمليات يعرف باسم "سيدومونس"” “Pseudomonas، وهو احد أسوأ أنواع البكتيريا التي تصل الى العين، ويتعرض 60% من الحالات المصابة بها لـ"تفريغ العين"، الأمر الذى لم يحدث مع اي حالة من الحالات الـ6 المصابين.
بكتيريا قاتلة للأعين وأشار "مجدي"، إلي أن هناك احد المستشفيات الكبرى بالهند، اصيب به 20 حالة بنفس البكتيريا في 2 إبريل الماضى، وأكدوا من خلال منشورات أن هذا النوع من اسوأ انواع البكتيريا غير المستجيبة للعلاج، ولكن النتيجة التى وصلنا لها مرضية بشكل كبير، والان وصلت نسبة الالتهابات للـ6 حالات إلي صفر.
واضاف: "البكتيريا دي مش حاجة جديدة وحصلت في مستشفيات كبيرة في الخارج، وده احد مضاعفات المياه البيضاء على العين".
مديرة المعهد تعترف ومن جانبها، اعترفت الدكتورة "ناهد الوزير" بوجود أزمة داخل المستشفى، والتى أكدت ان المشكلة بدأت في يوم 11 أغسطس الماضى، حيث استقبل المستشفى تقريبا 30 حالة هذا اليوم، وفي صباح اليوم التالي تم إكتشاف حالتين تعانيان من التهاب العين، وعلى إثر هذه المشكلة، قمنا باستدعاء باقي الحالات، لأن الحالات التي كانت تعانى من التهابات في العين هذا الوقت وصلت لـ 6 حالات.
وعلى أثر هذه الأزمة قمنا بتشكيل فريق طوارئ مكون من مجموعة من الأساتذة، النواب والممرضين، وبدأ هذا الفريق في إتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه المشكلة كما هو متعارف عليه في البروتوكول الدولي، ووقتها كانت الأزمة تنقسم إلي قسمين، الأول هو السيطرة على الالتهاب الشديد الذى تعاني منه الـ 6 حالات، والشق الأخر وهو التحسن الذى ينتظره المريض.
واستحوذ الشق الأول على اهتمام فريق الطوارئ المكلف بإنهاء الأزمة، ونجح الفريق في السيطرة على الميكروب، وبعد الوصول لهذه النتيجة، قمنا باستدعاء فريق طبي أخر من وزارة الصحة للتأكد من النتائج التي وصل اليها فريق المستشفى، واتفق فريق وزارة الصحة مع ما توصل اليه فريق المستشفي، وبناء عليه صرحت إدارة المستشفى للحالات بالخروج، ومغادرة المستشفى بعد تحسن حالتهم، وفي هذا الوقت خرجت 3 حالات فقط، والـ3 الأخري رفضت الخروج بالرغم من أنهم علاجهم بالمستشفى لدينا قد انتهى، وللمريض الحق في ان يأتي مرة أخرى للمتابعة في أوقاتها، حتى يتم معرفة مدي استجابة العين.
وحول اسباب اصابة الـ6 حالات بهذا الميكروب الذى سبب لهم التهابات شديدة في العين، قالت الدكتورة أنه ربما يكون بسبب حرارة الجو في هذا اليوم، أو حدوث عطل فلاتر التكييفات الموجودة بغرفة العمليات، ولكن بعد المجهود الذى بذله فريق الطوارئ المخصص لمواجهة الإلتهاب تم السيطرة عليه تماماً وتخضع الحالات الآن إلي العلاج ولكن ليس علاجا من الالتهاب، وحول اكتمال عودة الرؤية للحالات الـ6 المصابين بالعمي، قالت "الأمر بحسب الأطباء لأنى لست دكتورة عيون، لكنى تخصص أطفال، يتراوح بين 6 إلي 9 أشهر، لعودة الرؤية لطبيعتها".
وانتقدت الدكتورة رفض باقي الحالات مغادرة المستشفى، قائلة أنه لابد من تعقيم المكان، والأدوات، لتجنب تكرار هذا الأمر، مؤكدة أن غرفة العمليات إما تكون معقمة أو غير معقمة، ونحن لا نخلى مسئولية المعهد عن وصول هذه الحالات لما وصلت اليه ولا نستطيع القول بأن الأمر خارج الارادة، ولكن هناك إجراءات وخطوات لمعرفة من المقصر وفيما كان التقصير، وسيتم إتخاذ كافة الإجراءات اللازمة حيال المتسبب في هذه الواقعة.