قال الشيخ عويضة عثمان مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء المصرية، إن صيام التسعة أيام الأول من ذي الحجة سنةٌ عن الرسول صلى الله عليه وسلم، منوهًا بأن بعض المثبِّطين يريدون إبعاد الناس عن صيامها مدعين أنها بدعة.
وأكد «عثمان»، خلال لقائه ببرنامج «فتاوى الناس» المذاع على فضائية «الناس»، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يصم الأيام التسعة من ذي الحجة كاملة لأنه كان مشغولاً بما هو أعظم من ذلك، كـ«الدعوة للدين الحنيف ونزول الوحي، وتهيئة الجيوش».
وأشار إلى مدير الفتوى، إلى أن هناك أحاديثَ ثابتةً صحيحةً عن النبي -صلى الله عليه وسلم- تدل على مشروعية صيام التسعة أيام من ذي الحجة، ومنها ما رواه ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ. قَالُوا: وََلا الْجِهَادُ، قَالَ: وََلا الْجِهَادُ، إَِلا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ» صحيح البخاري (969).
وأوضح أن الحديث السابق فيه دلالة واضحة على فضل صيام التسعة أيام من ذي الحجة، مؤكدًا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بفعل المسلمين أشياء وتركها هو مثل الأذان وبين فضله ومع ذلك لم يؤذن لا نشغاله لما فيه مصلحة الأمة.
ولفت إلى أن الكثير من المفسرين والعلماء، أجمعوا على أن الليالى العشر التى ذكرت فى سورة الفجر، هى العشر من ذى الحجة، بدليل النص القرآنى: «وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ».
ونوه بأن الأيام العشرة من ذى الحجة ولياليها أيام شريفة ومفضلة، يضاعف فيها العمل ويستحب فيها الاجتهاد فى العبادة وزيادة عمل الخير والبر بشتى أنواعه".
وأكد أن "العمل الصالح فى أيام العشر من ذى الحجة، أفضل من العمل الصالح فيما سواها من باقى أيام السنة، وروى ابن عباس رضى الله عنه حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام»، ويعنى الأيام العشرة الأوائل من ذى الحجة، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد فى سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد فى سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك شىء» رواه البخارى.
وتابع: أن «صيام يوم عرفة "سنة" مؤكدة فعلية عن النبى صلى الله عليه وسلم، وروى أبو قتادة رضى الله عنه، أن النبى قال: "صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التى قبله والسنة التى بعده»، رواه مسلم، فيصح صوم يوم عرفة لغير الحاج، وهو اليوم التاسع من ذى الحجة، وصومه يكفر عامين، عام ماضى وعام مقبل، كما ورد فى الحديث.
وشدد على أنه يحرم بالاتفاق صيام يوم العاشر من ذى الحجة، لأنه يوم عيد الأضحى، فيحرم صوم يوم عيد الفطر ويوم عيد الأضحى وأيام التشريق، وهى 3 أيام بعد يوم النحر، لأن هذه الأيام منع صومها لحديث النبى صلى الله عليه وسلم عن أبى سعيد قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يومين: يوم الفطر ويوم النحر، رواه البخارى ومسلم، وعن نبيشة الهذلى رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل، رواه مسلم.