قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بعد تحريم الجماعة الإسلامية كتابة «هههه» على الشات.. البحوث: حلال شرعا.. والإفتاء: الأصل في الكلام الإباحة


مفتي الجماعة الإسلامية: كتابة «هههه» في الشات حرام شرعًا
البحوث الإسلامية: التعبير عن السعادة والسرور جائز شرعًا
الإفتاء: المحادثة بين الجنسين كسائر الأشياء الأصل فيها الإباحة
أثارت فتوى الشيخ عبدالآخر حماد، مفتي الجماعة الإسلامية، جدلاً كبيرًا بتحريم كتابة «هههه» أو وضع «smile emotion» في المحادثات التى تتم بين الشباب والفتيات عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وذلك نظرًا لما يسببه من إثارة للمشاعر والأحاسيس والتى تجر المحرمات.
الأمر الذي رفضه علماء الدين، مؤكدين لـ«صدى البلد»، أن المحادثة بين الجنسين كسائر الأشياء الأصل فيها الإباحة، وأن التعليق على الشات مباح شرعًا ما لم يخالف التعليم الإسلامية السمحة.
قال الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الكلام والتعليق عبر الشات، يكون حلالاً إذا كان يؤدى إلى التعاون والخدمة، أما إذا كان يؤدى إلى ضياع الأسر وفعل الحرام والفسق والفجور وعظائم الأمور فهذا حرام.
وأكد الجندي أنه لا يوجد دليل على فتوى الشيخ عبدالآخر حماد، مفتي الجماعة الإسلامية، التى حرم فيها كتابة «هههه» أو وضع «smile emotion» في المحادثات عبر مواقع التواصل الاجتماعى.
وأوضح عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن ذلك التعبيرات «هههه» وغيرها ليست خلوة محرمة بين الشاب والفتاة، موضحًا أنه إذا نشر أحد الأصدقاء موضوعا متميزًا فيجوز التعبير بالإعجاب سواء بـ«لايك أو الابتسامة» إذا كان الموضع يدعو للضحك.
وشدد الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية السابق، على ضرورة الالتزام بالتعاليم الإسلامية في المحادثة عبر الشات فلا يكون الكلام خارجًا يدعو للفسوق والفجور.
وفي السياق نفسه، أكدت الدكتورة إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن المحادثة بين الرجال والنساء عبر الشات وغير ذلك تارة تكون جائزة ومحرمة ومكروهة ومستحبة وواجبة.
وأشارت «شاهين» إلى أن المحادثة بين الرجال والنساء عبر الشات تكون مكروهة إذا كان السؤال ليس له أي داعٍ، وتكون محرمة إذا كان الكلام عن أشياء محرمة خارجة عن الأخلاق الحميدة، وتكون واجبة إذا كانت لتبادل منفعة ضرورية كالتعليم والتعلم.
ونوهت أستاذ العقيدة والفلسفة، بأن المحادثة تكون مباحة ومستحسنة إذا كانت للتعارف السليم قال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ».
ولفتت إلى أنه يجب على الرجال والنساء أن يتقوا الله في كلامهم ولا يكون في حديثهم شيء خارج عن الكلام المباح، محذرة الفتيات من نشر صورهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي مؤكدة أن هذا مكروه وقد يعبث معدومو الضمير بهذه الصورة ويضعونها في مشاهد مخلة.
بدوره، شدد الدكتور مجدي عاشور، المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية، على أن المحادثة بين الذكور والإناث الأصل فيها الإباحة كسائر العلاقات السوية بين البشر، والقاعدة الفقهية تقول: «الأصل في الأشياء الإباحة»، وأن التحريم قد يعرض للشيء المباح ليس في ذاته، بل لما يكتنفه من أمور خارجية تغير الحكم فيه من الإباحة إلى الكراهة أو التحريم.
وأكد عاشور أن المحادثة قد تكون واجبة إذا ترتب على فواتها ضرر على حياة أحد المتحدثين، كما هو الحال بين المريض والطبيب مثلا، وقد تكون مستحبة إذا كانت في تحصيل مصلحة نافعة، كتسهيل قضاء حوائج الناس.
وأشار مستشار المفتي، إلى أن الإسلام يدعو إلى الأخذ بأساليب الحضارة في كل زمان ومكان ما دام ذلك في خدمة الإنسان الذي هو محور الحضارات ومرتكزها الأصيل، بل ما خلق الله في الكون شيئا إلا لمصلحة الإنسان الذي كرمه في الشرائع كلها، فقال تعالى: «وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ» [الجاثية: 13].
وأضاف عاشور: أن حكم الشرع في الوسائل ذات الوجهين في الاستعمال لا يتعلق بتلك الوسائل، وإنما يناط بمن يستعملها، وهو الإنسان؛ إذ هو المكلَّف أمام الله عز وجل، ومثال ذلك السكين الذي يفيد في قطع الأشياء النافعة للإنسان فيباح، وقد يستعمل في القتل والجرح فيحرم استعمالها، كما يحدث من الجماعات الإرهابية هذه الأيام.
وتابع: وينسحب الحكم نفسه على استخدام الشات، سواء بين أفراد الجنس الواحد أو بين الجنسين، فيباح فيما لا ضرر فيه على الأشخاص أو عادات المجتمع وآدابه ونظامه العام، ويحرم إن تسبب في ضرر لكرامة الإنسان وعرضه أو نفسه وحرمة الوسيلة هنا ليست في ذاتها وإنما لما تسببت فيه من ضرر، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار".