قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

تغيير أنفسنا الأول ثم العالم من حولنا


سؤال يتم طرحة حالياً فى جميع الأوساط المحيطة بنا، هل ممكن نغيير من واقعنا حقاً، نعم، بعض الناس يستطيعون، بل ويقومون بتغيير جلودهم وعلاوة على ذلك فإن التغيير لم يعد يستغرق عمراً بأكمله، فالتطورات أصبحت متلاحقة وسريعة جداً فى مجالات علم النفس والعلاج النفسي والتطوير الذاتى خلال الخمسين عاماً الماضية، لقد أصبحنا نفهم الآن وأفضل من أى وقت مضى كيف تتكون الشخصيات وكيف تستمر، كما أننا قد أبتكرنا طرقاً سريعه نسبياً لتمكن الناس من تغيير سلوكهم ومشاعرهم ، إذا كانوا يريدون ذلك.
إن عملية التغيير قد لا تكون سهلة دائماً ولكنها تكون مثيره دائماً وتنطوى على قدر من التحدى، خاصة إذا شعرنا بالإستغراق فيها ونسيطر عليها.

ولكن هناك سؤال يطرح نفسه علينا بإستمرار كأفراد وكمجتمع من أين نبدأ التغيير ؟ والإجابة عن هذا السؤال لا تحتاج إلى تفكير عميق، دائماً نطرح السؤال هذا على أنفسنا أولاً ، هل أنا أقوم بتغيير سلوكياتى وطريقة تفكيرى فى البدايه قبل أن أطالب الآخرين بالتغيير من أنفسهم ومنى أنا شخصياً، وكل هذه الأسئلة والاستفهامات تحتاج مننا جميعاً وقفة جادة مع أنفسنا لنتأمل بكل دقة وعناية كاملة، داخل أنفسنا وداخل أسرنا فى البداية، فالننظر إلى العوامل التى شكلت بنائنا النفسي وشكلت معتقداتنا وعقائدنا الفكرية حتى أصبحت معقودة بداخلنا لانطور منها أو نغيير بعض مما يتطلب التغيير أو التعديل وبالتالى أصبحت ردود أفعالنا تترجم لسلوكيات بعضها ينم عن تنشئة بيئية مضطربة والبعض الآخر ينم عن تربية ناضجة واعية.

ولكى نبدأ فى عملية تغيير لأنفسنا بالشكل الذى نرتضيه لابد أن يكون لدينا الأيمان الكافى والحقيقى بداخلنا من أجل الثقه فى إمكانية التغيير، أيضاً لابد من الدافعية والتحفيز لأنفسنا أى لابد أن نريد تغيير أنفسنا بصدق، وهذا يحتاج مننا أن يكون لدينا استبصار وتبصر لذواتنا وسلوكنا، يجب أيضاً أن نضع أهدافا وأن تكون تلك الأهداف أهداف واقعية قابلة للتحقيق، الممارسة والتكرار، يجب أن نخصص بعض الوقت والطاقة للتدريب والمران على السلوكيات الجديدة، الحاجة الدائمه للتشجيع والاستحسان والمكافأة لكى نشعر بقيمة وفائدة التغيير الشاق والتغيير المعرفى السلوكى الذى تناولناه باختصار ، ليس يقف عند سن معين أو ظروف بعينها ولكن علينا أن ننظر لأنفسنا جيداً من أجل تحديد نوعية التغيير المبنى على الاستبصار الذاتى الواعى.

وإذا تم تغيير أنماط السلوك السلبي المبنى على المعتقدات الخاطئة، سوف نكتسب ثقتنا بذواتنا وتصبح نظرتنا لأنفسنا وللبيئة من حولنا نظرة إيجابيه تفاؤلية، وعلينا أن نضع خطه للتغلب على المعوقات التى تعقونا فى الوصول الى تحقيق التغيير المنشود لذواتنا ومن أهم تلك المعوقات النظره التشاؤمية لأنفسنا وللمجتمع من حولنا الغموض المبنى على عدم المعرفة والجهل بالأشياء والحقائق المبنية على المنهج العلمى كطريقة للتفكير ، البعد عن الواقع بالوهم وعدم النظرة الواقعية لمجريات الأمور والأحداث المحيطة بنا، الخوف والشك فى قدرتنا على تحقيق التغيير المطلوب فى أنفسنا والبيئة المحيطة بنا، عقدة الضحية والاستكانة والتكاسل كعوامل محبطة للشخص، فالتغيير يبدأ بالتصالح والثقة مع أنفسنا ثم بالأسرة التى نعيش بداخلها وتمدنا بالطاقه اللازمه لبقائنا، ثم بالتعاون والعمل مع المجتمع الذى نعيش بداخله، ثم بعلاقتنا مع الخالق سبحانه وتعالى علاقه مبنية على الإيمان الصادق المترجم فى قولاً وفعلاً فى تعاملتنا اليومية ومترجم فى سلوكيات مبنية على احترام الإنسان لذاته وللآخر وللوطن الذى يحيا به.