تخريج أول دفعة من الأئمة بعد اجتيازهم دورة "تجديد الخطاب الديني" بجامعة طنطا

نظمت جامعة طنطا اليوم، الأحد، احتفالية لتخريج أول دفعة من الأئمة الذين اجتازوا دورة "الطريق نحو تجديد الخطاب الديني في العلوم التطبيقية" بحضور اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، والدكتور عبد الحكيم عبد الخالق خليل، رئيس جامعة طنطا، والشيخ خليفة الصغير، وكيل وزارة الأوقاف بالغربية، ولفيف من علماء الدين الإسلامى.
وأكد اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، أنه سبق أن عمل فى جهاز أمن الدولة وكانت له علاقة مباشرة بالنشاط المتطرف وكانت هناك تصورات خاطئة لبعض أعضاء الجماعات الإسلامية، وبمرور الوقت تبين أن هناك فارقا بين التطرف والدين الوسطى الحنيف.
وقال صقر إنه "لابد أن نعى جيدا أن تفسير أى إمام لأمور الدين خلال خطبة الجمعة يؤثر تأثيرا مباشرا فى المتلقين، ولابد أن يكون الخطاب معاصرا للوقت الذى نمر به، وأن يواكب حياتنا التى نمر بها حاليا".
وأضاف: "كنت معنيا بتصحيح المفاهيم الدينية لبعض الجماعات الدينية المتطرفة والفكر المتطرف الذى ينتج عنه الإرهاب، فلابد أن نعى ونسترجع كل المراجعات التى تمت خلال الفترة الماضية لكونها مهمة للأئمة".
وتابع: "عندما جلسنا مع الجماعات الإسلامية بمجلس شورى الجماعة الإسلامية تم تناول الأفكار منذ الثمانينيات وتمت مراجعة أفكارهم من خلال شرح الأحاديث الدينية شرحا صحيحا، واتضح أن هناك قصورا فى التفسير والمعنى الذى استنتجوه من دراستهم وعادوا إلى صوابهم".
وأوضح أنه كانت تتم جلسات دينية لهم فى السجون، وتم الإفراج عن الجماعات الإسلامية كلها بعد أن اعترفوا بالخطأ فى المفاهيم الدينية وتصحيحها.
وأكد أن "المهمة صعبة وشديدة ولابد أن نعى ذلك"، وطالب بأن يتم تكرار تلك الدورات وورش العمل لتقديم أفضل وأكبر استفادة، مشيرا إلى أن مصر ستظل على استقرارها من خلال التكاتف بين الجميع، موضحا أن الجيش والشرطة يقومان بدور مهم وخطير لحماية الأراضى المصرية.
وقال الدكتور عبد الحكيم عبد الخالق، رئيس جامعة طنطا: "إننا جزء من المجتمع، وكما يؤدى الأزهر دوره فى خدمة المجتمع علينا أن نقدم واجبنا من أجل خدمة المجتمع، ولابد أن نتكاتف جميعا من أجل توصيل الرسالة الخدمية للمجتمع، وأن الجامعة يجب أن يكون لها دور فى النهوض بالمجتمع، وأن تحدث كل العلوم التى لها دور فى حل مشكلة القمامة والنظافة والتلوث وغيرها من القضايا".
وقال الدكتور خليفة الصغير، وكيل وزارة الأوقاف بالغربية، إن "واجبنا قد حان ومصر تنادى والإسلام يدعونا إلى الحفاظ على هذا البلد العتيق، فمصر كنانة الله فى أرضه والرسول (صلى الله عليه وسلم) أوصانا بها خيرا، ومصر التى آمنها الله على أطهر رفاة من أطهر نسل ونزل الوحى على طور سيناء فلم تحرم مصر من اتصال السماء كما اتصلت بها مكة".
وأضاف الصغير أن "العالم من حولنا يدرك مدى أهمية مصر فى كل الاتجاهات وما يخصنا نحن الدعاة الاتجاه الفكرى، فقد تميزت مصر فى التاريخ البشرى بالتوازن حتى قبل الرسالة الإسلامية".
وأشار إلى أن "هذه المنزلة جدير بنا أن تجعلنا فى مستوى المسئولية والرسالة الإسلامية بدأت بركيزة العلم وآيات العلم منتشرة فى كتاب الله عز وجل".
وأكد أن "تجديد الخطاب الدينى لا يعنى تجديد الثوابت حتى لا يتشدق أحد ويخرج للعالم ويبث أفكارا مغلوطة تتعلق بهذا الأمر، فنحن نجدد أمر الدين وهناك أمثلة كثيرة فى السنة النبوية تدل على أهمية ذلك".
وتابع: "إننا مطالبون بأن نجدد من أنفسنا ولا ننتظر المؤسسات وأن نحصل المعلومة لكونها مسئولية أمام الله يوم القيامة وأمام المجتمع".
وقدم وكيل الوزارة شكره العميق لجامعة طنطا التى انطلقت بدورها لهذا الواجب الدينى العظيم، وكان لمحافظة الغربية السبق على مستوى الجمهورية لتنظيم هذه الدورة التدريبية.
وأكد الشيخ محمد رضا عبد العزيز، رئيس قسم الإرشاد الدينى والثقافة بمديرية الأوقاف، أن الدورة التدريبية التى نظمت للأئمة تهدف لربط العلم بالدين من خلال التنسيق بين جامعة طنطا ومديرية الأوقاف لتدعيم الفكر الدينى بالفكر العلمى بهدف زيادة التوعية الثقافية والعلمية للأئمة بالمساجد.
كانت جامعة طنطا نظمت عددا من ورش العمل فى إطار الخطة التى تتبناها الجامعة تحت رعاية قطاع شئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالتعاون مع مديرية الأوقاف بالغربية بهدف نشر الدين الوسطى، وإعلاء قيمة العلم ودوره فى تفسير القرآن، من منطلق دور الجامعة التنويرى فى خدمة المجتمع المحيط من أفراد ومؤسسات، بما يتماشى مع فكر القيادة السياسية لتحديث الخطاب الدينى ومحاربة الفكر بالفكر.