بالصور.. مسجد «قايتباي» تحفة صحراء المماليك: يزين الجنيه الورقي

أجرت كاميرا «صدي البلد»، جولة في مسجد ومدرسة السلطان قايتباي بمنطقة صحراء المماليك لترصد صورة من الداخل للمسجد الشهير جدًا دون أن نعرفه، حيث أنه المسجد الموجودة صورته علي عملة فئة الجنيه الورقي، والذي كان توقف العمل به منذ سنوات ثم عاد مؤخرا للصدور والتداول مرة أخري.
ويرجع تاريخ بناء مسجد السلطان قايتباى وضريحه إلي 877 هـ-879 هـ /1472-1474م، وصاحبه هو الملك الأشرف أبو النصر قايتباى الذي كان مملوكا اشتراه الملك الأشرف برسباى,وظل يتقلد المناصب حتي تولى الملك في رجب سنة 872 هـ ، وحكم حوالي 29 عاما وتوفي في 901 هـ/ 1496م وكان عمره 86 سنة,وكان ضمن أعمال لجنة حفظ الآثار العربية أواخر القرن 19، حيث اهتمت بتدعيم مبانيه وإصلاحه وتجديده وترميمه ليصل إلي الحالة التي رصدناه عليها حينما زرناه.
ويعد الأثريون والمتخصصون مسجد قايتباي من أجمل الأثار الموجودة في منطقة صحراء المماليك,حيث تعتبر منارته أجمل المآذن المملوكية من حيث تناسب أجزائها وروعة زخرفها وحسن توزيعها,والقبة تعتبر من أجمل القباب المملوكية بزخارفها البديعة المحفورة في الحجر،وهو ما ينطبق أيضا علي كل عناصر واجهة المسجد
ورصدنا بجواره من الخارج حوضا لسقي الدواب أنشأه قايتباي ضمن مجموعته وعني به من حيث قوة ومتانة البناء والزخرفة,كما تجمعت في المسجد دقة الصناعة وجمال التصميم وروعة الزخارف والنقوش، حيث أنشأه صاحبه على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد,ويتكون من صحن في وسط سقفه شخشيخة وتشرف عليه أربعة عقود تفتح إلى أربعة إيوانات متقابلة أكبرها إيوان القبلة.
كما أن أسقف الإيوانات الأربعة والصحن مزينة بنقوش مذهبة جميلة,وبصدر إيوان القبلة محراب حليت طاقيته بتلابيس من الحجر الأحمر على شكل شرفات,ويقوم بجواره منبر خشبى جمعت ريشتاه وبابه على هيئة أشكال هندسية تحصر بينها حشوات من السن المحفور بزخارف دقيقة،وقد صنع كرسى السورة بالقبة وضلف الدواليب الحائطية على وتيرة المنبر أى على هيئة أشكال هندسية مجمعة وحشوات من السن المحفور وكلها تنطق برقة الصناعة ودقتها.
وتقوم القبة بجانب إيوان القبلة وهى كباقى أجزاء المسجد غنية بالزخارف والنقوش،ويكسو الجزء السفلى من حوائطها وزرة من الرخام الملون يعلوه طراز مكتوب به اسم المنشئ وألقابه وأدعية له وبعض آيات قرآنية ثم تاريخ الفراغ من بناء القبة 879 هـ،وبحوائط القبة من أعلى كما بحوائط الإيوانات شبابيك من الجص المفرغ الدقيق المحلى بالزجاج الملون، هذا وقد فرشت أرض القبة والصحن والإيوانات بالرخام الملون.