الدفاع الأستوني: كتيبة الناتو في بلادنا للردع وليس للمنافسة العسكرية مع روسيا

أكد هانس هونسو، وزير الدفاع الأستوني، أن القمة الأخيرة لحلف الناتو في وارسو ببولندا اتخذت قرارات إيجابية بالنسبة لبلاده، حيث تقرر إرسال كتيبة بشكل دوري قوامها ألف جندي من بريطانيا ثم بعدها كتيبتان من الدانمارك وفرنسا، وقال "إن كتيبة الناتو في بلادنا ليس لها علاقة بالمنافسة العسكرية مع روسيا ولا سباق للتسلح وإنما هدفها هو الردع وأن نرسل رسالة مفادها أننا لسنا لوحدنا وإنما الناتو يقف بجانبنا".
وأضاف، في تصريحات لوفد من الصحفيين الدوليين، أن قرارات قمة الناتو بوارسو جاءت كرد فعل للتعزيزات العسكرية لروسيا في المنطقة، التي تمت على مدى عقد من الزمن بعد أن تبنت دول الناتو إجراءات لخفض إنفاقها العسكري والقوات والاستثمارات بشكل كبير في أعقاب انتهاء الحرب الباردة، موضحا أن ميزانية الدفاع لأستونيا بلغت 450 مليون يورو هذا العام، وهذا يمثل نحو 2 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي بهدف مواجهة التحديات الجديدة.
وأفاد بأن خمس دول في حلف الناتو زادت من إنفاقها العسكري وهي الولايات المتحدة وبريطانيا واليونان وبولندا وأستونيا، بينما التزمت كل من لاتفيا وليتوانيا بزيادة ميزانية الدفاع بحلول عام 2018، وذلك ردا على تحركات روسيا في أوكرانيا.
وردا على سؤال لوكالة أنباء الشرق الأوسط حول تحركات السفن من روسيا والناتو في البحرين الأسود والبلطيق، أوضح هونسو أن هناك سفنا ألمانية وبولندية وبريطانية وأمريكية ودانماركية تابعة لحلف الناتو تقوم بدوريات في البحرين الأسود والبلطيق بجانب البحرية الأستونية، فضلا عن غواصات بهدف ضمان أمن واستقرار المنطقة، والتأكد من النوايا الحسنة للسفن الروسية التي تقوم بدوريات في كلا البحرين، مؤكدا أهمية متابعة الوضع عن قرب في هذين البحرين والقدرة علي اتخاذ رد الفعل المناسب في أي وقت.
وأشار الوزير إلى أن بلاده تعرضت لهجوم سيبراني في عام 2007 ونجحت في مواجهة هذا التحدي وخرجت قوية، وقال إن تالين تستضيف مقر مركز الدفاع السيبراني للناتو ومركز التدريب في مجال الدفاع السيبراني التابع للحلف.
وردا على سؤال حول تأثير الانقلاب العسكري الأخير في تركيا على حلف الناتو، أكد هونسو دعم بلاده للحكومة المنتخبة ديمقراطيا في تركيا، وقال إن "الانقلاب ليس مقبولا في العالم"، موضحا أن الاضطرابات الحالية في الجيش التركي ليست أمرا جيدا، وأضاف: "حصلنا على تأكيدات من نظرائنا في الجيش التركي بتصرف أنقرة بشكل مسئول كعضو في الحلف".
وأعرب عن اعتقاده بأن الاضطرابات في الجيش التركي سوف تشكل انتكاسة بشكل مؤقت، معربا عن أمله أن تستطيع أنقرة التعامل مع هذه الاضطرابات والاستمرار كشريك موثوق به.
وردا على سؤال حول تأثير العلاقات القوية بين روسيا وفنلندا على الدول الأوروبية والناتو، قال هونسو إن بلاده وفنلندا دعمت نظام العقوبات ضد روسيا بعد أحداث القرم، وإنه لا يوجد اختلاف بينهما في الرأي حول تصرفات موسكو في أوكرانيا، وإن هلسنكي تتعاون مع الناتو حاليا، معربا عن اعتقاده بأن فنلندا والسويد أعضاء فعليين في حلف الناتو في ضوء التعاون الممتاز على جميع المستويات.
وتابع: "إن عضوية فنلندا والسويد في الناتو محل نقاش داخلي، وأنه يدعم العضوية الكاملة لكلا البلدين إذا اختار شعبا البلدين هذا"، مشيرا إلى أن علاقات روسيا بفنلندا في المجال الاقتصادي كانت قائمة على أساس براجماتي منذ عقود عديدة، ولكن رجال الأعمال الفنلنديين خفضوا استثماراتهم في روسيا، وشهد التعاون الاقتصادي تراجعا بسبب أزمة أوكرانيا.