محصول البلح بالواحات البحرية في خطر.. 2 مليون نخلة تصارع الهلاك.. والمزارعون يستغيثون بالحكومة.. صور

سوسة النخيل تهدد 2 مليون نخلة بالواحات البحرية
المزارعون:
صاحب فندق وراء انتقال العدوى لمزارعنا
المكافحة مكلفة جدا.. ومطلوب تدخل وزارة الزراعة
حشرة تهدد 2 مليون نخلة بالهلاك.. ثروة قومية قد تختفى اذا توقفت طرق محاربتها.. هذا هو الواقع المر الذى يعيشه مزارعو الواحات البحرية، والذين استغاثوا بجميع مؤسسات الدولة لانقاذهم من سوسة النخيل ، خاصة وان نسبة الاصابة بالمرض تعدت الـ 40% من اشجار النخيل.
سوسة النخيل والتى يطلق عليها الاهالى "السوسة الحمراء" هى حشرة صغيرة لا يتعدى وزنها الجرامات تهاجم النخيل وتضع 300 بيضة وتتحول من يرقة الى ديدان ثم تنتهى طورها الى سوسة تنخر فى قلب النخلة وتقوم بإسقاطها وموتها.
ووفقا للاحصائيات الرسمية فان مناطق الواحات البحرية تعد إحدى أهم مناطق زراعة النخيل وتصديره في جمهورية مصر العربية ، حيث تحتوى على مليونى نخلة تنتج من 40 الى 35 ألف طن تمور سنويا تدخل في التصنيع حيث يتواجد فى الواحات ما يعادل 20 مصنع تمور معظمها مملوكة للاهالى ، وكميات كبيرة منها تصدر إلي دول المغرب العربية، وتعد التمور هي مصدر الدخل الرئيسي لمعظم سكان الواحات البحرية.
حماده منصور احد مزارعى الواحات البحرية شرح لنا ماتتعرض له مزرعته من سوس النخيل ، خاصة وان 80% من اشجارها اصيبت بالسوسة، مؤكدا ان الواحات البحرية اصيبت بمرض سوسة النخيل الحمراء منذ دخولها مصر عام 1998 والتى تم اكتشافها عام 2002 ، مؤكدا انها آفة خطيرة تهدد النخيل والتعمير بمنطقة الواحات بالكامل والقرى المجاورة لها.
اتهم احد اصحاب الفنادق بالواحات البحرية ، والذى استورد نخلات زينة كانت مصابة وقتها بمرض سوسة النخيل حيث لم يتم عرضها على لجنة من وزارة الزراعة حسب ما هو متبع ، مشيرا الى انه منذ ذلك التاريخ والذى قد يصل الى 2003، ومزارعو الواحات البحرية يشربون المر من تلك الحشرة بين ارتفاع أسعار المبيدات والخوف على نخيلهم المصاب لأن الحشرة لو لم تكافح مبكرًا تؤدي لموت النخلة.
واضاف "منصور" ان هناك اسبابا عدة اخرى ساهمت فى انتشار السوسة ، منها طريقة المكافحة الاولى للحشرة والتى كانت تتبعها وزارة الزراعة ، وهى قطع الشجرة المصابة وازالتها ، وهى طريقة رفضها مزارعو الواحات البحرية ، خوفا على مزارعهم من الانقراض ..وبدأوا فى محاربة السوسة بالرش العادى مما ضاعف من تواجدها وانتشارها بنخيل الواحات البحرية.
وحول طرق المكافحة ، قال انها متعددة لكن معظمها لايقضى على الحشرة بالكامل مشيرا الى ان هناك طريقة لرش النخيل من خلال المواتير وهذه مكلفة جدا ونتائجها متوسطة ، وهناك طريقة حقن قلب النخيل بالمبيدات المكافحة للسوسة ، وطريقة قطع الشجرة المصابة.
وقال ان مكافحة السوسة مكلف جدا على المزارع ، فقد تصل من 2000 جنيه الى 3 آلاف جنيه اذا كانت مزرعته بها نسب كبيرة من الاصابة بسوسة النخيل.
وحول دور وزارة الزراعة فى مكافحة " السوسة " ، قال انها معدومة جدا ، والمزارع هو من يتحمل تكلفة مكافحة السوسة ، والوزارة قد تبيع فى حالات معدوده مبيدات مدعمة لكنها غير كافية لمكافحة المرض، مؤكدا انه حتى الان لم تتفق الدولة على طريقة واحدة لمكافحة سوسة النخيل ، فهناك حالات عدة معظمها لايقضى على المرض نظرا لشراسة الحشرة التى تضع اكثر من 300 بيضة.
احمد عبد القادر مهندس زراعى اعترف بانتشار سوسة النخيل فى مزارع الواحات البحرية ، لكنه ، اكد على ان هناك مكافحة تجرى لسوسة النخيل ، وانها تتم بمجرد اكتشاف المرض ، مشيرا الى ان هناك طرق وقاية تتم سنويا على مزارع النخيل ، حيث يتم فحص ألف نخلة خلال شهر وعلاج 500 نخلة باستخدام ما يزيد عن 100 لتر مبيد.