تعود جذور فكرة السجائر الإلكترونية إلى ثلاثينيات القرن الماضي، حين مُنحت أول براءة اختراع لجهاز مشابه في الولايات المتحدة.
السجائر الإلكترونية ابتكار صيني تحول لصناعة عالمية تتجاوز 114 مليون مستخدم
وكانت الانطلاقة الحقيقية لهذه الصناعة لم تتحقق إلا عام 2003، حين طوّر الصيدلي الصيني هون ليك أول نموذج تجاري ناجح، مدفوعًا برغبته في إيجاد بديل أقل ضررًا لتدخين التبغ.
منذ ذلك الحين، تطورت صناعة السجائر الإلكترونية بسرعة، لتشمل أجهزة التبخير والتسخين، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من النكهات. هذا التنوّع جذب مدخنين وغير مدخنين على حد سواء.
ووفق تقرير "الحالة العالمية لتقليل أضرار التبغ"، بلغ عدد مستخدمي هذه السجائر في 2024 نحو 114 مليون شخص، مقارنة بـ82 مليونًا عام 2021.

تشريعات متباينة حول العالم
رغم توصية منظمة الصحة العالمية بمعاملة السجائر الإلكترونية كتلك التقليدية وحظر النكهات، لا تزال القوانين متفاوتة. ففي 2024، يتمكن 54% من سكان العالم البالغين من الوصول إليها بشكل قانوني، فيما يعيش 36% في دول تحظر استخدامها، و10% في دول لا تملك تشريعات واضحة.

سوق عالمية متنامية
وشهدت سوق السجائر الإلكترونية نموًا متسارعًا، إذ بلغت قيمتها 24.6 مليار دولار في 2024، ومن المتوقع أن تصل إلى 27.2 مليارًا في 2025، وفق منصة "ستاتيستا".
وتتوقع مجموعة "إي إم إيه آر سي" أن تقفز السوق إلى 41.6 مليار دولار بحلول 2033، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 5.4%.
ويُعزى هذا النمو إلى عدة عوامل، منها انخفاض الكلفة مقارنة بالسجائر التقليدية، والتسويق المكثف على وسائل التواصل، والاعتقاد بأنها أقل ضررًا صحيًا.

الصين.. المنتج الأكبر
وتُعد الصين مركز صناعة السجائر الإلكترونية عالميًا، إذ تنتج نحو 90% من أجهزة الفيب، معظمها في مدينة شنتشن، وتُصدر أكثر من 90% من إنتاجها إلى الخارج. وبلغت صادراتها 11 مليار دولار عام 2024، تصدرت الولايات المتحدة وجهتها بـ3.7 مليارات دولار.
ورغم نجاح التصدير، تخضع السوق المحلية لضوابط صارمة، فرضتها الحكومة عام 2021، شملت تراخيص إنتاج وضريبة استهلاك بنسبة 36%.
كما حُظرت النكهات المختلفة بعدما بدأت تؤثر على مبيعات السجائر التقليدية التي تُحقق للدولة إيرادات ضخمة.

الولايات المتحدة وأوروبا في الصدارة
وتستحوذ أميركا الشمالية على أكبر حصة في السوق العالمية، تليها أوروبا، حيث تُعد بريطانيا وفرنسا والسويد من أبرز الدول المستهلكة، بفضل تشريعات داعمة. كما تسجل الدول الآسيوية مثل: اليابان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا نسب استخدام متزايدة.

الدول الأكثر استخدامًا للسجائر الإلكترونية
احتلت إندونيسيا المركز الأول عالمياً بنسبة مستخدمين بلغت 32%، تليها الولايات المتحدة بـ17 مليون مستخدم، ثم بريطانيا بـ5.6 ملايين.
كما سجلت فرنسا وألمانيا وأستراليا وكوريا الجنوبية وروسيا والبرازيل واليابان معدلات استخدام متفاوتة.

المنطقة العربية على خطى العالمية
شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا توسعًا ملحوظًا في سوق السجائر الإلكترونية، بقيمة سوقية قدرت بـ1.5 مليار دولار في 2025، تتصدرها السعودية بـ610 ملايين دولار، تليها الإمارات بين 250 و300 مليون، ثم مصر بين 150 و200 مليون.

حقائق صحية مقلقة
رغم الترويج لها كأداة للإقلاع عن التدخين، تحذّر كلية جون هوبكنز الطبية من أن السجائر الإلكترونية تسبب الإدمان، مثلها مثل السجائر التقليدية، وقد تُزوّد المستخدمين بجرعات أعلى من النيكوتين. كما أن تأثيرها السلبي على القلب والرئتين مؤكد، في ظل رفعها لضغط الدم وزيادتها لاحتمالات النوبات القلبية.