إدارة ترامب الجديدة.. مزيج من الجنرالات ورجال الأعمال.. العسكريون على رأس العديد من الوزارات.. و"المستثمرون" يعيدون الأذهان لرونالد ريجان.. ومخاوف من تخليه عن وعوده للطبقة الوسطى.. صور

أثار اختيار الرئيس الامريكي المنتخب، دونالد ترامب، رئيس مجلس إدارة شركة النفط إكسون موبيل، ريكس تيلرسون كوزير للخارجية، جدلا واسعا حول اعتماد الرئيس الجديد في إدارته على رجال أعمال وكذلك عسكريين، بدلا من الاعتماد على سياسيين أو مشرعين وأكاديميين مثلما كان العرف السائد في السياسة الأمريكية منذ انتهاء مدة الرئيس الأسبق رونالد ريجان.
رغم وعوده للطبقات المتوسطة.. ترامب على خطى ريجان
وبحسب صحف أمريكية فإن الرئيس الأمريكي الجديد يبدو أنه يسير على خطى الرئيس الأسبق رونالد ريجان الذي حكم البلاد في الفترة بين 1981 إلى 1989، الذي أطلق يد رجال الأعمال في السياسة واعتمد عليهم بشكل كبير في إدرته الأمر الذي زاد من نفوذهم.
غير ان المثير للجدل أن الرئيس الأمريكي المنتخب اعتمد خطابا وديا مع الطبقة الوسطى في بلاده من أجل كسب أصواتهم، بتشديده على ضرورة دعم الانتاج الصناعي الداخلي وإنقاذ الطبقة الوسطى من الفساد الذي ساد البلاد، وكذلك الاتفاقيات التجارية الدولية التي دمرت الانتاج المحلي وأثرت بالسلب على وضع المواطنين.
وفيما يتعلق بوزير الخارجية الجديد، ريكس تيلرسون، فعلى الرغم من أن اختياره بدى للموالوين لترامب بأنه سيخدم السياسة الأمريكية ومصالحها في الخارج إلا أن هناك الكثير من المتشككين الذين يخشون من تداخل المصالح الأمريكية مع مصالح إكسون موبيل التي ربما يصدر قرارات تخدم مصالح هذه الشركة، لاسيما وأن تيلرسون يمتلك بالفعل أسهم في شركة إكسون موبيل.
ويكشف اختيار ترامب لتيلرسون على رأس الخارجية الامريكية مدى اهتمام ترامب بتحسين العلاقات مع روسيا ورغبته في تقديم إشارات جيدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لاسيما وأن تيلرسون كان يقيم علاقات وثيقة مع روسيا، كما أنه كان من أشد المعارضين لقيام إدارة أوباما بفرض عقوبات على روسيا، هذه الصداقة دفعت بوتين لمنحه وسام الصداقة الروسية.
وسيكلف تيلرسون، الذي يعرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا، بشكل خاص بتطبيع العلاقات مع روسيا التي تدهورت بسبب ضم موسكو شبه جزيرة القرم والخلاف بين واشنطن وموسكو حول الحرب في سوريا.
وجاء في بيان من مكتب ترامب أن تيلرسون “سيكون مدافعا قويا عن مصالح أمريكا الحيوية وسيساهم في تغيير سنوات من السياسة الخارجية السيئة والأعمال التي أضعفت أمننا ومكانة أمريكا في العالم”.
وقال ترامب “لا يسعني التفكير بشخص أكثر استعدادا ومكرسا بهذا الشكل لأداء الخدمة كوزير للخارجية في هذه الأوقات الحساسة في تاريخنا”. و”تيلرسون يعرف كيف يدير منظمة ذات بعد عالمي، وهو ما يعتبر أمرا مهما لإدارة وزارة خارجية ناجحة”، مشددا على أهمية “علاقاته مع قادة في مختلف أنحاء العالم”.
وفي تقرير لمجلة "فورتشن" المالية الأمريكية الواسعة الانتشار، تحت عنوان "إدارة مليئة برجال الأعمال" أن ترامب يتجه إلى ملء إدارته برجال أعمال أكثر من أي إدارة سابقة، موضحة أنه بالإضافة إلى وزير التجارة، رجل الأعمال ويلبور روس، ووزير المالية ستيف منوشين، ووزير العمل أندي بوزدر، فقد أسند وزارة الخارجية أيضا لرجل أعمال ومدير شركة إكسون موبيل، ريكس تيلرسون، إضافة إلى اسناده المجلس الاقتصادي الوطني إلى الرئيس السابق لجولدمان ساك، جاري كوهين.
العسكريون.. الجناح الآخر
في تصريحات سابقة، واضح ترامب:" صدقوني، أعتقد أن الجنرالات تحت قيادة باراك أوباما وهيلاري كلينتون تراجعوا ليصبحوا أشبه بحطام، لقد تراجعوا إلى نقطة أصبحت محرجة بالنسبة إلى بلادنا"، قبل أن يضيف:" كلي ثقة بالجيش وبالتأكيد لدي ثقة كبيرة في بعض القيادات"، هذه التصريحات تكشف عن حقيقتين جليتين، أولاهما استياء ترامب من السياسيين القائمين، والأخرى مدى إعجابه وتقديره للجيش والقيادات العسكرية.
ومن خلال هذه التصريحات، لم يعد مدهشا على الأمريكيين أن يسمعوا اسماء جنرالات يختارها ترامب في إدارته الجديدة.
بدأ ترامب في اختيار فريق إدارته الجديد بوزير دفاع ذو خلفية عسكرية، وهو الجرال جيمس ماتيس، جاء بعده اختيار جنرال متقاعد آخر وهو جون كيلي، ليتولى وزارة الأمن الداخلي.
كما اختار ترامب مايكل فلين، الجنرال المتقاعد كمستشار للأمن القومي، المصب الهام في صنع السياسة الخارجية والدفاعية لواشنطن.
وبحسب المحلل السياسي الأمريكي ديفيد جرهام، فإن هناك هيمنة أيضا للقادة العسكريين على الحكومة الأمريكية الجديدة، مؤكدا أن أمريكا لم تشهد هذا الوضع منذ الرئيس الأمريكي الثامن عشر، يوليسيس جرانت.