- النيابة الإدارية تفاجئ عددا من مستشفيات المحافظة وتكتشف مخالفات بالجملة
- المستشفيات ترفع شعار "الداخل مفقود والخارج مولود" ولا يوجد أدوية أو علاج
- الأهالى يفترشون الطرقات الخارجية من أجل الاطمئنان على ذويهم
حالة من الإهمال تشهدها المنظومة الصحية بجميع مستشفيات مصر بصفة عامة ومستشفيات محافظة الشرقية بصفة خاصة، حيث سيطرت حالة من الإهمال الشديد عليها، حتى أصبح المرضى وذووهم يرددون عبارة "الداخل مفقود والخارج مولود"، فيما رفعت المستشفيات شعار "الواسطة والمحسوبية هي طريقك للحصول على أفضل الخدمات الصحية".
وقد حرص موقع "صدى البلد" على رصد مشاكل المواطنين وآراء المرضى وذويهم في المستشفيات الحكومية والخدمة الصحية المقدمة لهم ومستواها.
في البداية أكد "ياسر"، أحد أهالي مركز الزقازيق، أن والده دخل مستشفى الزقازيق الجامعي من أجل إجراء عملية جراحية على المخ، ولكن نظرا لعدم وجود واسطة معه فقد تأخر إجراء الجراحة لوالدة وساءت الحالة أكثر.
وأكد آخر أن الأهالي يفترشون الطرقات الخارجية من أجل الاطمئنان على مرضاهم، في ظل سوء المعاملة من الأطقم الطبية سواء في مستشفى الزقازيق الجامعي أو مستشفى صيدناوي، فلا تستطيع الحصول على بطانية للمريض إلا بالواسطة أو بالشجار.
فيما قال رواد مستشفى الزقازيق العام" القديم"، إن "المستشفى في مرحلة الإنعاش والبقاء لله في الخدمة الصحية المقدمة"، مؤكدين أنهم يقومون بشراء الأدوية من الخارج ولا توجد محاليل أو أي أدوية تقدم للمرضى إلا من معهم واسطة سواء عامل أو طبيب بالمستشفى.
ولم ينته الأمر عند هذا الحد، فقد شنَّ رجال النيابة الإدارية حملة تفتيش مفاجئة على مستشفى حميات الزقازيق، حيث كشفت الحملة عن بعض المخالفات بالمستشفى.
ورصدت معاينة النيابة وجود مقلب من القمامة أعلى سطح المستشفى، يحوى قططا وقواعد دورات مياه قديمة، كما يحوى حفاضات أطفال وقطنا ومخلفات طعام وقمامة المستشفى وأدوية ممتلئة ودفاتر خاصة بالمستشفى تم التحفظ عليها.
كما تم تحرير محضر لمندوب تحصيل تذاكر العيادات الخارجية لوجود عجز فى المبلغ المورد، كما تم تسجيل جهاز "حضانة" متوقف لا يعمل، ومخزن بداخله أوراق ومستندات وأدوية غير مسجلة.
ورصدت المعاينة أيضًا بعض الأدوية منتهية الصلاحية، وأدوية أخرى صلاحيتها أوشكت على الانتهاء، وبعض الأجهزة الطبية محفوظة تحت الأسرة بغرف التمريض لعدم وجود أماكن لحفظها.
كما تم رصد 23 سريرًا غير مستفاد منه، وأفاد بعض الأطباء بتحريرهم مذكرة تطالب بأخذ الأسرة إلى أماكن أخرى للاستفادة منها دون استجابة.
كما تفقد وفد النيابة الإدارية غرف النفايات الخطرة وقام بالمرور على المرضى والاستماع إلى شكاواهم وصيدلية المستشفى وقسم العلاج الاقتصادى.
كما شن رجال النيابة الإدارية بمحافظة الشرقية حملة مكبرة على مستشفى ديرب نجم المركزي، حيث كشفت الحملة عن مخالفات بالجملة، فقد تبين تدنى مستوى النظافة بصورة كبيرة فى المستشفى، وتكدس أطنان من الأوراق والمخلفات على السطح والسلالم، وعدم نظافة دورات المياه، كما تبين عدم وجود مكان مخصص للكشف على الحالات بقسم الاستقبال إلا غرفة الأطباء.
كما فوجئ أعضاء الحملة بوجود أعضاء بشرية "طحال وأمعاء وغيرها" وسرنجات محفوظة منذ ما يقرب من 13 عاما فى مادة الفورمالين بمشرحة المستشفى دون إعدامها بعد إذن من النيابة العامة، وتتكاثر القمامة بثلاجات وصناديق الموتى، وإلقاء أجزاء من الكفان وملابس الموتى على الأرض وفى الطرقات.
وتبين تخزين محلول الغسيل الكلوى فى طرقات قسم الغسيل وفى دورات المياه لعدم وجود أماكن لتخزينها، ما ينقل العدوى والملوثات للمرضى.
كما انتقل أعضاء الحملة إلى مطبخ المستشفى، حيث تبين وجود كمية من اللحوم تم ذبحها خارج السلخانة، وقد تحفظت النيابة الإدارية عليها، كما تم إعدام كميات من الصلصة لعدم صلاحيتها للاستهلاك، كما اكتشف أعضاء الحملة عدم حمل العاملين بمطبخ المستشفى شهادات صحية.
وكشفت الحملة عن تعطل جهاز رسم القلب بقسم الباطنة وتواجد المرضى فى الطرقات والأروقة بأقسام العمليات والعناية المركزة فى غير أوقات الزيارة الرسمية، وتواجد المرافقين بحجرات المرضى وبصحبتهم الأطعمة والمشروبات، وقيام بعض الأطباء والشركات الطبية وشركات الأجهزة بتعليق أوراق دعاية لهم ولمراكزهم وعياداتهم الخارجية على حوائط المستشفى، الأمر الذى يخالف القانون.
وبالانتقال إلى سطح المستشفى، تبين تكدس المخلفات وأطنان من الأوراق والأسرة التى تحتاج للإصلاح وأجزاء من دورات المياه وعدد من سخانات الطاقة الشمسية المعطلة عن العمل دون إصلاحها، والتي تصل إلى أكثر من 10 سخانات.
كما لاحظ أعضاء الحملة إغلاق غرفة بالقسم الاقتصادى، يستغلها "ج. ال"، المدير الإداري للمستشفى، كمكان إقامة شخصى، مع وجود كمية من الأغذية الخاصة بالمرضى "تعيين المستشفى" فى غرفته بالمستشفى، وإغلاق غرفة أخرى بذات القسم والاحتفاظ بداخلها بأجهزة أشعة وحصانات، مما يعيق العمل بالقسم الاقتصادي ويؤثر سلبا على المرضى.
وأثناء الجولة، شكا عدد من المرضى من تأخر الأطباء وعدم تواجد طبيب القلب إلى ما بعد الساعة الحادية عشرة.