- مجموعات قتالية داهمت منازل 7 أعضاءبالعصابة
- قوات الأمن تعاملت بإشارةواحدة في 3 محافظات
- «جلابية وعمة» سهلت للضباط رسم خطة محاصرة المتهمين وضبطهم
خرج كعادته مع بداية خيوط الليل لقيادة الوحش المتحرك المسمى بـ"التريلا" لنقل عشرات الأطنان من الحديد بين المحافظات، متبعا في كل مرة ذات الطريق مرورا بالكيلو 78 علي الطريق الإقليمي، إلا أن في يوم 28 مارس كان يخبئ له القدر مصيرا آخر فكانت نهاية رحلاته بالطريق الإقليمي علي يد عصابة "السنوسي" وأعوانه.
«الجريمة»
الأسطي الإسكندراني محمد محمود متولي 57 سنة في آخر رحلاته علي الطريق الإقليمي بطريق مصر إسكندرية الصحراوي قرر والتباع المرافق له أخذ راحة علي جانب الطريق؛ ليتمكنا من استكمال الطريق لتسليم حمولة 32 طن حديد قادما من الإسكندرية متجها لبني سويف .. وأثناء تواجد التباع في الجزء المخصص للراحة من كابينة التريلا لعمل الشاي فوجئ بـ 5 ملثمين يحملون أسلحة يقومون بمهاجمتهم لسرقة السيارة بحمولتها، فكان التصرف السريع من التباع بفصل الكنترول الخاص بتشغيل السيارة من خلف الكابينة، وفي ذات اللحظة بدأ المتهمون في تقييد السائق والتباع بالحبال وعند محاولتهما التحرك بالسيارة لم يتمكنوا من إدارتها، فطلبوا من السائق تشغيلها إلا أنه رفض ومع إصراره علي الرفض انهالت أيديهم وقواعد أسلحتهم بالضرب علي رأسه حتي تفتت عظامها، وسلم السائق روحه إلي بارئها، وفر المتهمون هاربين يجرون أذيال الخيبة دون تنفيذ مبتغاهم بالسرقة تاركين وراءهم جثة بريء.
«خطة البحث»
بدأت خطة البحث التي وضعها اللواء هشام العراقي مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة فور الإبلاغ بالعثور علي جثة سائق سيارة نقل علي الطريق الإقليمي مهشم الرأس داخل سيارته المحملة ب 32 طن حديد .. اعتمدت خطة البحث علي فحص البلاغات المشابهة بذات المنطقة والمناطق المجاورة، خاصة بعدما قرر تباع السائق أان 5 ملثمين مسلحين هاجموهما لسرقة السيارة بحمولتها وبعد فشلهم في تشغيلها قتلوا السائق وفروا هاربين ونظرا للظلام وإخفاء وجوههم لم يتمكن من تحديد ملامحهم .. بعد مرور قرابة 4 أيام نجحت التحريات التي قادها اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث في تحديد هوية المتهمين بعد فحص كاميرات الكارتة وبوابات الإسكندرية حيث تبين أن العصابات التي تنفذ جرائمها علي هذا الطريق 3 مجموعات مسلحة كل مجموعة تتبع أسلوبا خاصة وإحداهم متخصصة في سرقة سيارات الحديد فتم تركيز عملية البحث عليها حتي تم الكشف عن هوية أعضائها وتبين أن زعماءها 3 أشقاء مسجلين أشقياء خطر فئة (أ) و (ب) أكبرهم خالد مرسي وشهرته "السنوسي" مسجل خطر من أكثر من 19 سنة وسبق اتهامه في 13 قضية ويعاونه شقيقاه سامي الشهير ب "شطة" ورأفت وأيضا كل من "الجزار" و "نصة" و "الجوكر" وغيرهم من أعضاء العصابة.
«عصابة تخصص حديد»
وأسفرت التحريات أن المتهمين يمارسون نشاطهم في سرقة الحديد منذ عام تقريبا لسهولة بيعه حيث لا يستدعي قسائم بيع وشراء أو فواتير وأنهم خلال تلك الفترة نفذوا عمليات حصيلتها وصلت قرابة 2 مليون جنيه بعدما باعوا 240 طن حصيلة سرقاتهم وأنهم يخرجون لاصطياد ضحيتهم بـ4 سيارات بحوزتهم من 4 إلى 6 قطع أسلحة ويجوبون الطريق الإقليمي حتي يجدوا ضالتهم في سيارة حديد وأنهم من مدينة حلوان إلا أن بعضهم فر إلى البدرشين بعد ارتكاب الجريمة الأخيرة.
«تنكر الضباط في زي صعيدي»
تنفيذ خطة الضبط تمت بالتنسيق مع العمليات الخاصة والأمن المركزي بعد تنكر ضابطين في "جلباب صعيدي وعمة" واستقلا توك توك بمدينتي البدرشين وحلوان حتي تمكنا من تحديد المنازل المختفي بها المتهمين وقام الضابطان بالتجول حول المنزل لتحديد مداخله ومخارجه والأماكن المحتمل الهروب منها لتأمينها ومحاصرتها.
«ساعة الصفر ومأمورية نص الليل»
جاءت لحظة التنفيذ فخرجت مأموريات ثلاث الأولى بزعامة اللواء محمد عبد التواب مدير المباحث الجنائية وبرئاسة الرواد محمد المسلمي ويوسف رشوان ومحمد معتمد ومروان القاضي معاوني مباحث الشيخ زايد إلي البدرشين بالتنسيق مع مباحث البدرشين برئاسة المقدم هاني إسماعيل رئيس المباحث والرائد أبو القاسم الدهشان معاون المباحث فيما ترأس العميد عبد الوهاب شعراوي رئيس مباحث قطاع أكتوبر والمقدم إسلام المهداوي رئيس مباحث الشيخ زايد مأمورية حلوان بالتعاون مع تشكيلات من العمليات الخاصة والمجموعات القتالية أما المأمورية الثالثة كانت في سوهاج بالتنسيق مع الأمن العام وتم محاصرة منازل 7 أعضاء بالعصابة وبعد إطلاق الأمر عبر اللاسلكي تم تنفيذ الهجوم في ذات اللحظة.
«أفخاخ الهروب»
أحبطت القوات برئاسة العقيد عمرو البرعي مفتش مباحث قطاع أكتوبر والمقدم محمد أبو القاسم وكيل فرقة أكتوبر محاولة هروب عدد من المتهمين الذين أعدوا عدة وسائل تمكنهم من الهرب فكان أحدهم قد أعد حبلا من نافذة بالطابق الثاني إلي الأرض حتي يتمكن من النزول عليه إلى الأرض إلا أنه نزل منه ليفاجأ بقوات الأمن المركزي فتسلقه مرة أخرى صعودا ليجد الضباط في انتظاره.. وهرب متهم آخر بالقفز علي أسطح المنازل المجاورة فطارده الضباط حتي قفز من الطابق الثالث وسقط مصابا في القدم وتم ضبطه وألقي القبض علي باقي المتهمين بينما نجح زعيم العصابة خالد السنوسي وشقيقه سامي شطة في الهرب من مخبئهما بسوهاج وتبين أن الزعيم يرتدي ملابس رجال الأعمال ويدعي أنه مقاول كبيرلإخفاء جرائمه ونفذ بمعاونة عصابته 8 جرائم علي الطريق الإقليمي بمحافظات القاهرة والجيزة والقليوبية والفيوم والبحيرة منها 3 جرائم بمدينة الشيخ زايد.
«الصيد الثمين»
وأعادت القوات 4 سيارات نقل وملاكي استخدمها المتهمون في جرائمهم وألقت القبض علي تاجر حديد يقوم بشراء حصيلة سرقات العصابة وأقر أنه اشتري منهم 240 طن حديد علي مرات متتالية، حيث كان يقوم بشراء الطن بمبلغ 6 آلاف جنيه بدلا من 10 آلاف جنيه، وقرر أن زعيم التشكيل أوهمه أنه مقاول كبير .. عادت مأمورية "نص الليل" بالصيد الثمين من أخطر المسجلين خطر وأسلحتهم المستخدمة بجرائمهم وبعرضهم علي النيابة العامة أمرت بحبسهم علي ذمة التحقيقات وأمرت بسرعة ضبط وإحضار الشقيقين الهاربين واللذان أعدت مباحث الجيزة الأكمنة اللازمة لضبطهما.