قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

من المدابغ لأوروبا.. "أمعاء الخرفان" نصدرها "هانج" ونستوردها خيوط جراحية ومأكولات جاهزة.. فيديو وصور


تواجه الصناعات اليدوية الصغيرة فى مصر تحديات كبيرة ، خاصة النادرة منها ، وتحتاج إلى دفعة قوية لتنشيطها لإعطاء دفعة قوية للاقتصاد، حيث إنها تعتبر الركيزة التي يتم من خلالها خلق فرص عمل بصورة واسعة للشباب وخفض نسب البطالة والارتقاء بمستوى الدخول، وزيادة الناتج المحلي وتحفيز الصادرات ،ومن بين هذه الصناعات ، ورش الأوتار بالمدابغ، ويقوم فيها العاملون بتجهيز أمعاء الخراف للتصدير للخارج من أجل صناعة الخيوط الجراحية، والمأكولات الجاهزة بدول أوروبا.فبين مئات المدابغ، التي تقع خلف سور مجري العيون بمنطقة مصر القديمة، يقبع مئات العاملون بمهنة " الوتار " أو عامل تجهيز الأمعاء، كاميرا صدي البلد، قابلت عبد المنعم زينهم، صاحب ال 56 عامًا ليسرد لنا تاريخ هذه المهنة، وما طبيعة العمل بها

ويحكي عبد المنعم، الذي يعتبر من أقدم العاملون بهذه المهنة، نظرًا لعمله بها منذ نصف قرن تقريبًا، تاريخ دخول المهنة في مصر، فيقول : أن هذه المهنة يتعدى عمرها المائة عام في مصر، ومع ذلك لا يعرفها إلا القليل، ويشير ان اليهود هم أول من أدخل هذه المهنة مصر، وبدأوا من هنا بالمدابغ وبعد فترة انتقلوا بالمهنة إلى محافظة الاسكندرية لسهولة التصدير عبر البحر.

ويضيف ان هذة المهنة كانت مزدهرة في مصر منذ 25 عامًا، فكانت شركة النيل المصرية للأدوية كانت تصنع الخيوط الطبية منها، وكانت تأخذ منها " الهانج" الواحد ب12 قرشا تقريبًا، والهانج هو أمعاء الخروف بعد تجهيزها للصناعة، التي نقوم نحن بها، ولكن الوضع اختلف مع اختلاف الزمن في المهنة قلت بعد ضعف الذبح عن السنوات الماضية بالإضافة إلي إرتفاع سعر أمعاء الخرفان من المدابح إلي 30 جنيها في "الطاقة " الواحدة، والطاقة هي أمعاء الخروف قبل تجهيزها، ويخرج من ال1000 طاقة، 200 هانج فقط بعد إخراج التالف منها.

وينوه زينهم أن، هناك عدد من المصانع تعمل في هذة المهنة بالاسكندرية، ولكنها تعمل لدول عربية، فهي تستورد " الطاقة " وتقوم بتجهيزها وترسلها لهم مرة آخري عبارة عن " هانج" جاهز للتصنيع، وبعد ذلك تقوم هذة الدول بتصدير هذة الامعاء، إلي دول اوربا ويتم إستخدمها هناك، في صناعة، الخيوط الطبية، ومضارب التنس، والمأكولات الجاهزة مثل السجق، ثم تصدر لنا مرة آخري.

ويوضح " عبد المنعم" طريقة تجهيز الأمعاء ،فيقول : ان تجهيز الأمعاء ، يبدا بتنظيفها من الدهون، و غسلها في الماء ،ثم التخلص من الغشاء الخارجي بسكين حادة، ثم الغشاء الداخلي ، ثم يتم تحديد قطر الوتر وجودة الأمعاء وطولها بدرجات منها الاولى، وغالبًا ما تستخدم في المأكولات ومنها الثانية التي تستخدم في المضارب والخيوط، والاخيرة تباع في السوق المحلي، ويقاس سمك الأمعاء، بالاستخدام الآلة الوترية ثم يقوم العمال بتلميع الأوتار وضبطها إلى القطر المطلوب من قبل المستوردين.

وطالب الدولة بتوفير، هذه الأمعاء لهم من قبل المذابح مجانًا، وهم سوف يقومون بإعدادها وتجهيزها، وتسليمها للدولة وتتصرف بها كما تشاء متسائلًا " ليه بنخدم دول تانية لما ممكن تخدم انفسنا".