(نيويورك تايمز): هجمات وعنف في نيبال مع توجهها إلى انتخابات تاريخية

شن مسلحو الحزب الاشتراكي في نيبال (ماوست) عشرات الهجمات والتفجيرات التي استهدفت السياسيين والمدنيين قبل أيام من الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في البلاد غدا الأحد، في محاولة لمنع إقامة الاقتراع.
ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية -في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت- عن أوم بركش بان زعيم الحزب السياسي المنشق الذي يقود الهجمات، قوله: "نريد أن تلغى هذه الانتخابات".
وأشارت الصحيفة أن الانتخابات التي ستجري هذا الشهر على مرحلتين ستعمل على شغر مئات من المناصب على المستوى المحلي والإقليمي فيما أطلق عليها المراقبون السياسيون أكبر ممارسة ديمقراطية تشهدها نيبال على الإطلاق.
وأوضحت الصحيفة أن نيبال، الدولة غير الساحلية وتقع بين الصين والهند، كافحت للحفاظ على الاستقرار خلال العقدين الماضيين، ففي 2006 انتهى تمرد قاده المتعاطفون مع الماوست بعد أن وافق المتمردون على اتفاق سلام وتحولت الدولة من الملكية إلى الديمقراطية، لكن بعد نزاع أسفر عن مقتل أكثر من 17 ألف شخص خلال 10 أعوام.
وأكدت أن النزاع السياسي كان سببا لتأخير تبني دستور في نيبال حتى سبتمبر 2015، وخلال هذه الفترة شهدت البلاد سلسلة من الزلازل المدمرة التي هزت البلاد وأودت بحياة نحو 9 آلاف شخص ودمرت مئات الآلاف من المنازل.
وذكرت (نيويورك) أن نيبال واجهت صعوبات في إعادة الإعمار بعد الزلازل، ترجع جزئيا إلى تغير كبار مسؤولي البلاد بشكل سريع وهو ما يؤدي إلى عدم استقرار مزمن، موضحة أن نيبال قادها 10 رؤساء للحكومة في أقل من 10 سنوات.
وقالت إنه رغم عدم الاستقرار والعنف إلا أن التصويت يعتبر نقطة مضيئة محتملة في تاريخ البلاد، مشيرة إلى أن نيبال عقدت هذا العام لأول مرة منذ عقدين انتخابات محلية، وحاليا يستعد المصوتون لملء أكثر من 800 مقعد في البرلمان النيبالي ومؤسسات الدولة.
وقبيل الانتخابات، شكل كيه. بي. شارما أولي وبوشبا كمال دهال، رئيسي الوزراء الأسبقين اللذين ينتميان لأحزاب اشتراكية، تحالفا فيما بينهم.
وأضافت أن تبديل الولاء أمر شائع في نيبال لكن التحالف فاجأ البعض لأن دهال كان قد تحالف مع رئيس الوزراء الحالي شير بهادور ديوبا، ورئيس حزب كونجرس نيبال الديمقراطي، خلال الانتخابات المحلية التي جرت هذا العام.
وفي مقابلة أجرتها الصحيفة مع قائد الماوست أوم بركش بان، قال إن الهجمات التي نظمها حزبه هذا الشهر هي احتجاجا على قادة مثل دهال الذي كان قائدا لتمرد الماوست، الذي انتهى في 2006، مضيفا أن دهال ابتعد عن الأفكار الثورية من أجل إغراء المصوتين.
وأضاف أنه "حاليا، استراتيجيتنا هي استهداف القادة السياسيين" مضيفا أن آلاف من أعضاء حزبه الاشتراكي يريدون استبدال نظام الحكومة البرلماني بنظام اشتراكي ملتزم بـ"السلام والرخاء والمساواة والسيادة".
وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى الآن اقتصرت هجمات الماوست على المناطق التي تحد العاصمة كاتماندو التي يعيش بها بضع ملايين الأشخاص، موضحة أن رئيس الوزراء ديوبا أكد أنه اتخذ خطوات أمنية إضافية، كما نشر وزير الداخلية النيبالي 300 ألف ضابط أمني قرب مواقع الاقتراع.