أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، أن الكذب من الكبائر، ومن الأمور التي نهىعنها رسول الله –صلى الله عليه وسلم- نهيًا تامًا، سواء أكان كذبا مفردا، أو كذبا كمنهج.
وأوضح «جمعة»، عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن هناك من المناهج ما هو كاذب، وما هو يعتمد عليه الكذب في ذاته، مستشهدًا بما قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «لا يزال الرجل يصدق ويتحرىالصدق حتى يكتب صديقا، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرىالكذب، حتى يكتب كذابا».
وتابع: "يقال.. الصدق منجاة ولو اعتقد فيه هلاكك، والكذب مهلكة ولو اعتقدت أن فيه نجاتك".
وحكى المفتي السابق قصة طريفة عن الشيخ علي الخواص، وكان من الأتقياء، وكان يعيش في القرن العاشر الهجري، وهو أستاذ الشيخ الشعراني، وكان الشيخ علي الخواص يعمل صانعا للحصير من الخوص، فجاءه شخص كان قد هرب من أناس يجرون وراءه يريدون قتله أو أذاه، فوصل عند الشيخ علي الخواص.
واستطرد: "فقال له خبئني عندك، فقال له: اختبئ في هذه الحصيرة .. فلفه في الحصيرة وأوقفه، وجاء الناس فقالوا: هل جاء هنا شخص قد مر عليك؟ فقال: نعم. قالوا: وأين ذهب؟ قال: في هذه الحصيرة، فظنوا أنه يسخر منهم، وانصرفوا، وعندما خرج الرجل قال له: كدت أن تهلكني وأن تسلمني لهم، فقال: يا بني، صدقي نجاك، فلو أنني قلت لهم لم أراه، وهم يرونك قد جئت من هذه الناحية سوف يفتشون المحل ويجدونك .. فأنا قد قلت الصدق، وأنا أعتقد في الله أنه سينجينا كما قال رسول –صلى الله عليه وسلم-.