قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

غير مؤلمة ولا تمنح فرصا أخرى للحياة.. لماذا ينتحر الشباب تحت عجلات المترو؟


خلال الأيام الماضية، تداولت وسائل الإعلام أخبارا تتعلق بانتحار شابين وفتاة، كل منهم بمفرده، وعلى فترات متباعدة، اتفقوا على نفس طريقة الانتحار، بأن يلقوا بأنفسهم أمام عجلات قطار مترو الأنفاق، فلقى شاب مصرعه منتحرا بإلقاء نفسه أمام قطار مترو الأنفاق، بمحطة أحمد عرابي، في الخط الأول "حلوان- المرج"، وحتي الآن لم يكشف عن هويته.

وشهد نفس الشهر، قيام شاب آخر، يبلغ من العمر 17 عاما، بإلقاء نفسه أمام عجلات محطة مترو المرج القديمة، ولقي مصرعه علي الفور، ومطلع نفس الشهر شهد انتحار فتاة أمام عجلات المترو بمحطة "مارجرجس".

وفي أواخر عام 2017، انتحر شاب في محطة الأوبرا بنفس الطريقة، وفي شهر مارس 2017 انتحرت فتاتان تحت عجلات المترو إحداهما في محطة الدقي والأخرى بمحطة طرة.

كما شهد عام 2016، العديد من حالات الانتحار تحت عجلات المترو، بينهم 3 حالات في أقل من 72 ساعة في أواخر شهر يناير، وفي بداية ومنتصف عام 2015 انتحر شابان بنفس الطريقة.

3000محاولة انتحار سنويابمصر

وتكشف أحدث الإحصاءات منظمة الصحة العالمية، أن هناك 88 حالة انتحار من بين كل 100 ألف بمصر، وكل من السودان ومصر والمغرب وتونس والجزائر تتصدر قائمة الدول العربية التى تسجل أعلى معدلات حوادث الانتحار لكل 100 ألف شخص، فيما صنفت السعودية أسفل القائمة، وفى مصر هناك 3000 محاولة انتحار سنويا لمن هم أقل من 40 عاما.

وخلال عام 2015، تجاوز أعداد من حاولوا الانتحار 500 ألف، وبعام 2016 كانت مصر تحتل المركز 96 على مستوى العالم من حيث عدد المقبلين على الانتحار، وفقًا لإحصائية منظمة الصحة العالمية.
%22من طلبة الثانوية يفكرون فيالانتحار

لا توجد إحصاءات رسمية عن الانتحار بمصر، ولكن كشفت دراسة لوزارة الصحة خلال العام الحالي، أن 21.7% من طلبة الثانوية العامة يفكرون في الانتحار.

وطبقا للبيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، فإن الانتحار ثاني أهم سبب للوفاة بين من تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما، تستأثر البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بنحو 78% من حالات الانتحار في العالم، ويعتبر ابتلاع المبيدات، والشنق والأسلحة النارية من بين الأساليب الأكثر شيوعا للانتحار على مستوى العالم.
من المعرضون؟

فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن أكثر الأشخاص المعرضين للانتحار، هم مرضى الاضطرابات النفسية، وهناك العديد من حالات الانتحار التي تحدث فجأة في لحظات الأزمة نتيجة انهيار القدرة على التعامل مع ضغوط الحياة، مثل المشاكل المالية، أو انهيار علاقة ما أو غيرها من الآلام والأمراض المزمنة، وتقترن أيضا بالكوارث والعنف وسوء المعاملة أو الفقدان والشعور بالعزلة، بقوة بالسلوك الانتحاري.

ما رصده "صدي البلد" من اختيار ضحايا الانتحار، لمترو الأنفاق كوسيلة للموت، تطرح تساؤلات حول، لماذا يفكر الشباب في "مترو الأنفاق" كوسيلة للانتحار، وهل هناك طرق لمواجهة ومقاومة الانتحار؟.

أسباب اختيار المترو

يفسر أسباب إقبال الشباب على فكرة الانتحار أمام عجلات المترو دكتور عادل مدني، رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر، حيث يقول إن هناك نوعين من المقبلين على الانتحار، من يخطط لتلك الفكرة كأن يفكر في الانتحار عن طريق الشنق أو شراء السم، حيث تجهيز المستلزمات، وهؤلاء لديهم تفكير مسيطر عليهم، ويعانون من فترة طويلة من فكرة الانتحار ويجدوا أنه الحل.

وهناك نوع آخر من المنتحرين، وهم غير المخططين أو من يأتي لهم الشعور فجأة ويرغبون في أن تكون الوسيلة أكيدة غير قابلة لفرصة أخرى للحياة وأن تكون غير مؤلمة، وهؤلاء يفكرون في الانتحار أمام عجلات القطار أو المترو، أملا في الانتحار الاكيد بدون ألم.

وكشف: "الراغب في الانتحار، هو شخص لديه حالة اكتئاب شديدة وأفكار انتحارية مسيطرة عليه، وأغلب الشباب يبحث عن الانتحار لمجرد الفراغ، يجد نفسه في البيت بلا عمل، أو هدف، يقرر التخلص من الحياة، وجميعهم مرضى نفسيون ومصابون بالاكتئاب الحاد، ولكنهم لا يدركوا مرضهم ولم يحاولوا السعي للعلاج النفسي".

أسباب الانتحار

"أسباب الانتحار قد تكون ناتجة عن عنف أسري أو تعثر إقتصادي أو صعوبة زواج أو صعوبة إيجاد فرص عمل، أوالخواء الثقافي والديني، وكثرة الاخبار السلبية والشائعات وإحباط مواقع التواصل، وانتشار اليأس والانسحاب من الحياة، مع عجز الشخص عن تحقيق ذاته"..حسب قول أستاذ الطب النفسي.

آليات وحلول

وحول أليات منع الشباب من الأقبال علي الانتحار، دعا دكتور هاشم بحري، خلال تصريحات صحفية، بضرورة تلقي هذه الحالات للعلاج المناسب وهو التحدي الأكبر في دول العالم الثالث بشكل عام، لأن التعامل مع المرض النفسي فيها محفوف بمخاطر نظرة اجتماعية توصم المريض النفسي بالمجنون، وهو ما يؤدي لإهمال العلاج الطبي وبالتالي تدهور الحالة لحد التفكير في الانتحار لأنها لم تتلق الدعم النفسي والإيماني والعلاجي المطلوب.


دور الأسرة

"على الأسر ملاحظة أبنائهم ومتابعتهم وإكسابهم القدرة على مواجهة المشكلات والتغلب عليها، ومحاولة تحسين مستويات المعيشة، وعلي الدولة السعي لمواجهة ظاهرة البطالة وتحسين أحوال التعليم، لحل المشكلات التى تجعل المواطنين يفقدون الرغبة فى الحياة، إضافة إلى دور المدرسة والجامعة التي يجب أن تضم مرشدين نفسيين حقيقيين".. حسب قول أستاذ الطب النفسي.


تقارير محلية

وبحسب مركز السموم التابع لجامعة القاهرة، فقط أصدر تقريرا عام 2016 يفيد بأن مصر تشهد نحو 2400 حالة انتحار باستخدام العقاقير السامة سنويا. وأعلن مركز المصريين للدراسات الاقتصادية والاجتماعية تقريرا، يفيد بأن مصر شهدت 4 آلاف حالة انتحار بسبب الحالة الاقتصادية، خلال مارس 2016، وحتى يونيو 2017، وأن هناك 2500 حالة انتحار في مصر سنويا.

الخط الساخن للانتحار

جدير بالذكر أن خدمة الخط ساخن لمكافحة الانتحار، أسسته مؤسسة " بى فريندز" الدولية فى القاهرة، لتوفير الدعم النفسى والمساندة للمنتحرين المحتملين، وعمل لمدة عام كامل وتوقف عام 2003، لكونه يعتمد على التطوع والتبرع، ولكن نقص التبرعات أدىلإغلاقه.

وأعلنت الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، التابعة لوزارة الصحة، أنه سيتم البدء فى تشغيل خدمة الخط الساخن للاستعلام عن الخدمات المقدمة، والشكاوى وذلك عن طريق رقم (08008880700) عبر خطوط الهاتف الأرضى، حيث تبدأ الخدمة من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الثامنة مساءً طوال أيام الأسبوع، ومنه خدمة مقاومة المنتحرين المحتملين.


الوقاية من الانتحار

فيما كشفت منظمة الصحة العالمية، خلال تقريرها لعام 2018، أن الانتحار من الأمور التي يمكن الوقاية منها، وهناك عدد من التدابير التي يمكن اتخاذها لمنع الانتحار ومحاولات الانتحار، منها الحد من فرص الوصول إلى وسائل الانتحار (مثل مبيدات الآفات، الأسلحة النارية، وبعض الأدوية)، وإعداد وسائل الإعلام للتقارير بطريقة مسؤولة، والتشخيص والعلاج والرعاية المبكرة للمصابين باضطرابات نفسية أو الاضطرابات الناجمة عن تعاطي مواد الإدمان والآلام المزمنة والاضطرابات العاطفية الحادة، مع تدريب العاملين الصحيين غير المتخصصين في تقييم وإدارة السلوك الانتحاري، وتوفير رعاية المتابعة للأشخاص الذين أقدموا على الانتحار وتوفير الدعم المجتمعي لهم.