الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أكتب لكم من نيويورك


أكتب لكم من الأمم المتحدة .. الدورة 73 .. وللعام الخامس على التوالي يشارك الرئيس السيسي في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بشكل مشرف.. الموضوعات كثيرة والقضايا ساخنة فدائما مصر تكسب احترام العالم، ولها مكانة خاصة تجعل الجميع يحترمها ويستمع إليها باهتمام كبير .. فهي تناقش موضوعات أساسية ومؤثرة ومهمة وأبرزها رصد الإصلاحات الاقتصادية وجذب الاستثمارات، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والعربية وأهمها القضية الفلسطينية لما لها من أهمية كبيرة بالمنطقة، والدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية هى قضية العرب الأولي، وملف القارة الأفريقية.

ولأن هناك اهتماما دوليا بالقارة السمراء التى تشرف مصر برئاسة اتحادها الفترة القادمة فلابد من إيضاح خطة مصر في تطوير القارة وتنمية شعوبها معتمدة على مواردها وعقولها، وأن السبيل الوحيد لوقف الهجرة غير الشرعية نحو الغرب تبدأ أولا من تشجيع الاستثمارات وفتح فرص عمل لأبناء هذه القارة.

منذ وصولنا فجر أمس إلى نيويورك، ووقعت عينى على لافتة تحمل رقم الدورة 73 وأنا أشعر بالتفاؤل، بأنه مهما بلغت المشقة فلابد أن تتوج بنصر في النهاية، الرحلة استغرقت 15 ساعة طيران، مجهود ومشقة وإجهاد، لكن حفاوة الاستقبال والترحيب من الجالية المصرية التي احتشدت من كل مكان لتستقبل الرئيس السيسي رافعة أعلام مصر ولافتات تحمل صورة الرئيس مرددين شعارات وطنية وأغنية تسلم الأيادي جعلتنا جميعا نشعر بالفخر بمصر وبالمصريين وبرئيسنا، فذهب التعب وضاع الإرهاق ودب النشاط في قلوبنا جميعا، وبدأنا نعيش الأجواء الاحتفالية لاجتماعات الأمم المتحدة.

فالشوارع مليئة بالوفود المشاركة من كل الجنسيات.. ازدحام مروري رهيب يفوق ازدحام القاهرة.. حركة سريعة ونشاط .. الجميع يسرع الخطي يبحث عن قاعات الاجتماعات ويعد الأوراق، ويجهز الكلمات، وأماكن الجلوس، ومع كل هذا ورغم الزحام والأعداد الهائلة من الزوار، إلا أن المدينة مثل كل عام تفتح ذراعيها لاستقبال الجميع في ترحاب شديد ونظام وترتيب وخبرة في تحويل حدث كبير إلى سياحة وثقافة وسياسة يجعلك تشعر أنك فى مركز الكون وتتأقلم سريعا مع الأجواء، وتشعر أنك واحد من أهل المدينة ولست غريبا.

وهي ليست المرة الأولي التي أشرف فيها بمرافقة الوفد الرسمي رفيع المستوى المرافق للرئيس السيسي إلى نيويورك ليخاطب العالم من على منبر الأمم المتحدة، فهي المرة الخامسة منذ توليه الرئاسة، لكن الاختلاف في نوعية الملفات وطريقة عرضها والمكانة التي تعلو يوما بعد يوم ، شتان الفارق يوم ذهب الرئيس أول مرة وهو يقول للعالم أن مصر عادت لشعبها وعادت حضنا وسكنا لكل مواطنيها، بعد أن تعرضت لمحاولة اختطاف من جماعة ركبت عقل الإدارة الأمريكية السابقة، فهذه المرة مصر تذهب وهى ترأس مجموعة الـ 77 بعد شهور من رئاستها مجلس الأمن ومنظمة الوحدة الأفريقية، وقد أصبحت أكبر واحة للأمن، وثاني أكبر اقتصاد فى أفريقيا، وتستعد لرئاسة الأتحاد الأفريقي في دورته القادمة وجاهزة بعقل مستنير وقلب مضيء للمشاركة في تفكيك الأزمات الدولية التي تناقشها الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثالثة والسبعين.

وأعتقد أن لقاء الرئيس السيسي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيكون له طابع خاص هذه المرة، وأنه سيناقش القضية الفلسطينية بشكل أساسي، خصوصًا أن السيسي تقدم من قبل بعدة طلبات ومقترحات بحل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية وأن يتم إقامة دولة فلسطينية على أن تكون عاصمتها القدس الشرقية، وأعتقد أيضا أن هذه القضية ستكون محور مهم في مباحثاته وخطاباته بفعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة، باعتبارها القضية الأبرز بالمنطقة.

نحن هنا ننتظر خطاب الرئيس السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، فهو دائما يعبر عن رؤية مصر في مختلف القضايا الدولية والإقليمية، كما يوضح شكل خطة عمل الرئيس السيسي في الفترة القادمة، وبالتأكيد أبرز الموضوعات هو الحرب التي تواجه فيها مصر الإرهاب نيابة عن العالم في سيناء والجهود المبذولة في القضاء عليه بشكل كامل من المنطقة، والموضوعات الخاصة بالتنمية .. والهجرة غير الشرعية.

والدورة هذه المرة مليئة بالملفات الساخنة، أهمها على الإطلاق فضح السياسات القطرية الداعمة للإرهاب فى المنطقة، وهو الدور الذى سيقوم به الرباعى العربى «مصر والسعودية والإمارات والبحرين»، فدعم قطر للإرهاب أحد الملفات المهمة، التى ستكون حاضرة بقوة ليس فقط فى كلمات دول الرباعى العربي، وإنما فى كل تحركاتهم ولقاءاتهم داخل أروقة الأمم المتحدة، ولن يقتصر الأمر على الرباعى فهناك دول أخرى عانت من الإرهاب القطرى، وتتحرك في مجلس الأمن فى نيويورك لكشف الفضائح القطرية.

أشعر أنني أمام أجواء مختلفة جدا ومتشوقة لسماع كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، فهو يحرص دائمًا على مخاطبة العالم والتواصل معه من على منبر الأمم المتحدة، ويركز على القضايا العربية، الأوضاع في سوريا والعراق واليمن وليبيا، ويطالب دائما بالالتزام بالشرعية الدولية وتنفيذ توصيات الأمم المتحده، خاصة أن دول المنطقة تعاني من تفشي ظاهرة الإرهاب، واحتضان بعض الدول للمنظمات الإرهابية أو التحريض على الإرهاب ودعمه المادي أو المعنوي، ملفات ساخنة ومعارك دبلوماسية وتحديات تنتظر الدبلوماسية المصرية.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط