الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شيماء عويضة تكتب :قراءة في دخول الإسلام مصر

صدى البلد

منذ دخول الإسلام مصر والمسلمون والمسيحيون نسيج واحد‘ جسد واحد ‘بقلب واحد‘ يد واحدة في أرض المعارك وأكبر مثال على ذلك ما حدث في حرب أكتوبر 1973م وثورة 25 يناير أيضًا التي كانت مثالا عظيما علي تلاحم أبناء الوطن مسلمين ومسيحيين.

عندما دخل عمرو بن العاص رضي الله عنه مصر‘كانت محتلة بيد الرومان‘وكان الرومان في ذلك الوقت يضطهدون الأقباط ويجبرونهم علي تغيير مذهبهم‘ويفرضون عليهم الجزية الباهظة ‘وكان المقوقظ في ذلك الوقت واليا وبطريرك علي مصر‘فقام بنفي الانبا بنيامين لكونه معارضًا للاحتلال الروماني لمصر ‘فعندما دخل عمرو بن العاص‘وعلم بذلك‘فأطلق عهدا يقول فيه الموضع الذي فيه بنيامين بطريرك النصاري القبطي‘له العهد والأمانة والسلامة من الله‘فليحضر آمنا مطمئنا ويدير سياسة طائفته‘وقام بنشر هذا المنشور لعل الانبا بنيامين ‘يقرأ أو يعلم عن هذا العهد‘ فعندما سمع رجع الي الاسكندرية بفرح عظيم‘ بعد غيبة ثلاث عشرة سنة.

كان اختلاف عقيدة المصريين عن عقيدة الروم سببا في اضطهادهم من قبل الامبراطورية الرومانية‘فحاول الروم فرض مذهبهم الكاثوليكي علي الأقباط لتغيير مذهبهم الأرثوذكسي.

فنفر الأقباط منهم‘وثبتوا علي عقيدتهم‘فظل الروم يفرضون عليهم مختلف الأنواع من الجزية‘لدرجة وصلت انهم كانوا يفرضون عليهم نوع من أنواع الضرائب تسمي ضريبة دفن الموتي نقلا عن كتب الأقباط المسيحية.

ذكر يعقوب نخلة روفيليه في كتابه الأمة القبطية‘ التي طبعت الطبعة الأولى سنة 1898م وجدد في عام 2000م بمطبعة التوفيق تحت إشراف مؤسسة مار مرقص بدراسات التاريخ القبطي.

يقول أنه بعد الفتح‘وتأمين البطريرك بنيامين‘ استعان عمرو بن العاص بالاقباط في تنظيم أحوال البلاد‘ وفرض الجزية‘ فأوكل إليهم تحديد مقدار الجزية‘بحيث لايكون هناك ثقل علي الأقباط.

ويقول ايضا انه اختص الأقباط بمسك الدفاتر والدواوين ‘فكان خراج مصر في ذلك العام 12 مليون دينار مقابل 18 مليون دينار ‘كانت تجمع أيام الروم.

اما عن محاولة رفع الجزية‘فكانت بسبب دخول الكثير من المسيحيين في الإسلام‘فحاول أحد ولاة مصر ذلك ‘فزجره عمرو بن العزيز ‘وقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم‘بعث داعيا وليس جابيا ‘فرفض مسألة تكثيف الجزية‘حتي لايشعر الأخوة الأقباط أنهم امام خيارين‘اما الدفع او الدخول في الإسلام.

والجدير بالذكر ان الإسلام لم يصبح الدين الأكثر شيوعا‘ الا بعد ثمان مائة سنة من الفتح‘ فعندما رأي اهل مصر الأقباط وأهل الشام النصاري‘ مافعله الفرنجة اللذين كانوا يحملون اسم الصليب بهتانا‘ من قتل ونهب وسرقك وحرق وجرائم‘انتقل الكثير منهم الي الإسلام‘وعندما أراد الفرنجة غزو البلاد العربية‘ارسلوا الي اقباط مصر ونصاري الشام‘ان يتحدوا ويقفوا معهم حتي يستردوا البلاد‘لأنهم أصحاب دين واحد‘فرفض بابا مصر في ذلك الوقت‘ان يقف معهم‘ ورفضت ايضا مرجعية الشام الوقوف معهم ‘فعاقب الصلبين (الأدق: فرنجة) اقباط مصر وذلك بعد احتلال الصلبين الاروبين بيت المقدس‘بمنعهم من الحج وقالوا لهم انتم ملاحدة بسبب اختلاف العقيدة ‘ولكن في الحقيقة بسبب أنهم رفضوا خيانة بلادهم وخيانة إخوانهم المسلمين.

بعد دخول عمرو بن العاص مصر‘ساعد في اعادة الكنائس المغتصبة الي الأقباط مرة أخرى‘وإعادة بنائها وترميمها‘وسمح لهم ببناء الكنائس وسط مدينة الفسطاط وكانت مدينة جديدة‘ساعد الأقباط عمرو بن العاص في بنائها‘ وحين ذاك لم يكن تم بناء مسجد للمسلمين وكانوا يصلون في الفضاء ‘كما انه عمل علي بناء المساجد بجانب الكنائس والاهتمام بالاعياد المسيحية والاحتفال بها.