الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اسلام الغزولي يكتب : استباق أزمات الأمطار

صدى البلد

انفجرت فاجعة السيول وموسم هطول الأمطار فى المنطقة العربية باكرا هذا العام، فقد حاصرت السيول المميتة عدة مدن وعواصم عربية وكبدتها خسائر فادحة، على رأسها الأردن الشقيق والكويت، والسعودية وليبيا والجزائر، وراح ضحيتها عشرات الأشخاص وبلغت الخسائر المادية والممتلكات ملايين الدولارات، كذلك بدأ فى جمهورية مصر العربية موسم سقوط الأمطار هذا العام بأمطار على مدينة الإسكندرية ومدن الساحل الشمالى وسواحل البحر الأحمر ووصلت حتى منتصف مدن ومحافظات الدلتا أيضا، وعلى ما يبدو فإن الحكومة تلقت هذه الأنباء المفجعة بكثير من الاستنفار والقلق، الذي بدا جليا فى كافة وكالات الأنباء التى تناولت الموضوع، وقد أكدت الحكومة قى كل مناسبة أنها أتمت استعدادها بكامل أجهزتها المحلية لهذا الموسم قبل أن يبدأ بشهرين كاملين.

ولأول مرة تظهر سيارات شفط المياه من الشوارع وصور فتح وتنظيف البالوعات بالتزامن مع أنباء الطقس فى نشرات الأخبار، وقد بدا جليا أن هذه الإجراءات الاحترازية تتم لحظة بلحظة، وتعكس اهتماما حقيقيا من الحكومة لطمأنة المواطنين والسعي للسيطرة على موسم هطول الأمطار.

أعتقد أن هذه التغيرات المناخية الحادة، والمفاجئة، بالإضافة إلى دروس العام الماضي القاسية التى تسببت فى تلفيات ضخمة، بمحافظة القاهرة وخاصة ما حدث بالقاهرة الجديدة وأدت إلى قطع الطرق لأكثر من خمس ساعات كاملة، تؤرق الحكومة وقد دفعتها دفعا لتطور أدائها واللجوء إلى منطق استباق الأحداث وإدارة الأزمات بشكل علمي ومدروس.

وقد كشفت متابعة تعامل الإدارات المحلية مع السيول العام الماضى عن مفارقة، ألقت الضوء على بعض المشكلات التي عانت منها منظومة التعامل مع الأمطار فى كافة أرجاء الدولة المصرية، إذ فى الوقت الذى غرقت فيه أحياء جديدة مثل القاهرة الجديدة وطريق محوري مثل الطريق الدائرى، فإن المحافظات المعتادة على هطول الأمطار بكثافة استقبلت موجات مطيرة أشد حدة وكثافة، واستطاعت الإدارات المحلية التعامل والسيطرة على الوضع بالكامل دون أي خلل يذكر، وقد كشفت هذه المفارقة عن بعض المشكلات الإدارية التي تعيق التحرك السريع والفعال فى حالات الكوارث الطبيعية والمخاطر - لا قدر الله - وألقت قصة غرق القاهرة الجديدة الضوء على التباين الحاد بين تعامل كل منطقة، وتضارب الأدوار الذى دفع بأجهزة الحكومة إلى إلقاء اللوم على بعضها البعض دون تحرك فعال، وظهرت حقائق الأمور فليس هناك شبكات تصريف الأمطار ولا آليات لتخزين مياه الأمطار للاستفادة بها فى وقت لاحق، وهو ما أدى إلى إصابة الجهاز الإداري بالشلل التام، وبالتالي تأثرت الدولة والمواطنين وتعاظمت الخسائر والأضرار منها.

أنباء هذا العام تشير إلى وجود تنسيق بين كافة أجهزة الدولة المعنية، وأتمنى أن تؤتى ثمارها فى مواجهة موسم مطر يبدو عنيفا، وهو اختبار حقيقى لكافة الأخبار التى تذيعها أجهزة الحكومة عن أنباء استعدادها للمطر.