قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الحكم من أول جلسة.. كيف ينساق الأهالي وراء وهم البشعة؟


"الحكم من أول جلسة".. اتصلواحجز مكانك لكشف الكذب وفض المنازعاتوالوصول للحقيقة وجرائم القتل والشرف، كان هذا ما ورد عبر أحد إعلاناتالحوائط بالطريق الدائري، مرفقا بأرقام هواتف للتواصل مع احد الاشخاص الذي يطلق علي "مبشع" ويتولىكشف الكذب بما يعرف بالبشعة".

إعلان إلكتروني

الإعلان عن ما يعرف بالبشعة لا يتوقف علي حوائط الطرق، ولكن أيضا أصبح للقائمين عليها "صفحات إلكترونية" ومواقع باليوتيوب، لنشر فيديوهات إجرائها وإقناع المواطنين بصدقها وقدرتها على الوصول للسارق والقاتل والخائن، ويرفق بها ويزعم مروجوها أن القائم عليها شيوخ اشتُهروا وورثوا تلك المهنة عن قبائلهم السيناوية وأجدادهم.

ويزعموا جديتها فى حل النزاعات والصراعات، بعيدًا عن ساحة المحاكم والقضايا، ولحل النزاعات السرية بالأخص مثل مشاكل الخيانة الزوجية، ولا تصلح للإعلان عنها بالمحاكم، حسب تقاليد بعض العائلات.

فيديوهات للطريقة

وحسب ما ورد ببعض الفيديوهات، يجلس "المبشع" على الأرض حول النار المشتعلة، ويمسك بمقبض خشبى يمتد طرفه الآخر لينتهى بقطعة حديد تقبع فى وسط النار، ويقوم بإشعال القطعة الحديدية، بتسجيل أسماء الحضور داخل محضر قبل بدء العمل، ونوع التهمة داخل المحضر، وينصحهم بالاعتراف قبل البدء، وينادى على كل شخص منهم ويبدأ فى تمرير قطعة الحديد على لسانه، ويطلب منه أن يلحسها 3 مرات، ويطلب من كل شخص عقبها تناول كوب ماء والتمضمض به، ثم إخراج اللسان بعد ذلك.

طريقة البشعة

وإذا لم يتعرض لحرق اللسان، يعني أنه بريء، ومن يتعرض لسانه، فهو المتهم، ويمت إلزامه بالحكم والعرف، ودفع تكلفة عمل "البشعة"، "النار متصبش مسلم، واللى سارق لسانه هيتحرق"، هي الكلمة التي يعتمد عليها عمل "المبشع" ويرددها مرارا ًخلال الجلسة وأمام المتهمين، قبل لعق القطعة الحديدية، ويتعدد أماكن إجراء البشعة ما بين السويس والإسماعيليةوأحيانا سيناء، ولكن أغلبية "المبشعين "منالإسماعيلية.

النصب على الأهالي

ومؤخرًا، امتهن بعض النصابين تلك الوسيلة، وعملوا بها لتحقيق مزيد من الأموال، عبر خداع الراغبين والنصب عليهم، فعند التواصل مع أحد المدعين والمعلنين عبر مواقع التواصل، وادعاء أن هناك مشكلة تتعلق بسرقة مبلغ مالي، والرغبة في إجراء البشعة، رفض مدعي "البشعة" الحضور للمنزل.

وأكد أنه لابد من حضور جميع الأطراف، وعندما عرضنا عليه رغبتنا في أن لا يتم اتهامنا رد قائلا: "تكلفة البشعة 3 آلاف جنيه، ولو عاوز نضبط حسب رغبته محتاجين 30 ألف قبل إجراء البشعة، وإحنا كلمتنا لها وزن زي القاضي كدا بالضبط، والمياه اللى بيشربها المتهم مقرى عليها أذكار وطلاسم".

وحول المقبلين علي الاستعانة بالمبشعين "مش بس الفلاحين، لكن من القاهرة والجيزة ومشاهير، وأطباء، ومهندسون، لا يملكون دليلًا أو شاهدًا على الجريمة ويطلبون مساعدتنا فى الوصول إلى الجانى".

تاريخ البشعة

وانتشرت البشعة فى فلسطين، في البداية، ثم الأردن وقبائل شرق الأردن، وسوريا، ومصر وبالاخص سيناء، وأشهر القبائل التي تعلم بها بنى عطية، والحويطات وعنزة، والحجاز، وعُمان، وحضرموت ووسط عربان الشرقية، وكان أشهر المبشعين المصريين "العيادى والجريرى".


شيوخ البشعة

وحول طرق قدامى المبشعين داخل سيناء، يقول الشيخ سويلم. ع، أحد المبشعين، أن البشعة لدىالقبائل، تمارسها قبائل معينة، بالوراثة عن طريقة الفراسة والحنكة والخبرة من خلال معرفة ملامح وجه المتهم أثناء تسخين قطعة الحديد، وقراءة آيات من القرآنوالأذكار، ويلعب العامل النفسى دوره ويرتبك المتهم، ويعترف بتهمته.

صفات المبشع

"أغلبهم رجال دين ولهم سمعة طيبة وسيرة حسنة، وورثوا المهنة عن أجدادهم، وأشهرهم في مصر قبيلة "العيايدة" هى المتواجدة فى مصر فى سيناء، والإسماعيلية، والسويس، والشرقية، ولها أفرع فى دول عربية، أما غير هؤلاء فنصابون ودجلون وسارقون لأموال الغلابة، بدعوى كشف الغيب ومعرفة الجانى وجنى أموال منهم بالباطل".. حسب وصف "سويلم".

ظلم ورشوة

وكشف: "مؤخرًا أمتنعت بعض القبائل عن اللجوء لها، خشية التعرض لظلم أو رشوة، يؤدي لعدم العدل في الحكم عرفى والتعرض للظلم وخصوصًا بعدما جرَّمها الشرع".