في كتاب "البلاد في الأمثال": قالوا ترمس إمبابة أحلى من اللوز.. قال دا جبر خاطر للفُقرا"

"البلاد فى الأمثال الشعبيّة"..هو أحدث كتب الباحث التاريخي سامح مقار، وهو يتناول بالتفسير والتحليل أشهر الأمثال العامية المصرية التي ورد فيها ذكر الأقاليم والبلدان.
ومن بين الأمثال التي ذكرها الكتاب: "قالوا ترمس إمبابة أحلى من اللوز، قال دا جبر خاطر للفُقرا"، "العروسة فى صندفا وأهل المحلة متحففة"، والتحفيف هو نتف النساء لشعر وجوهن بالعَسَل المُسوَّى أو اللبان، أما "صندفا" فهى قرية قريبة من المحلة.
ومعنى المثل، أن العروس فى صندفا، فلماذا تتحفف وتتزين نساء المحلة؟ والمثل يدل على عشق النساء للتزين وتحينهن أى فرصة لذلك، حتى أنهنّ قد يصنعن تلك الفرصة بأنفهسن كنوع من الحجة للتزين.
ما تزغرطوش يا ولاد جَنجَرة، دى الداهية تحت القنطرة"، جنجرة هى بلد بالشرقية، قيل إنهم زوجوا امرأة منها لرجل فى بلدة بعيدة وكان قبيح المنظر وقذر الثياب وبلغ من العمر أرذله، ولم يكن أهل جنجرة قد رأوه من قبل. فلما ذهبوا بالعروس فى موكبها أظهروا السرور والفرح وغنوا وزغردت نساؤهم وبناتهم. وعندما خرج العريس للقائهم كالعادة وقف متسترا تحت قنطرة قريبة من البلدة، فلما رآه واحد من أهل العروسة ورأى أنه قبيح قال هذه العبارة وصار المثل يضرب لعدم إظهار الفرح قبل التحقق من الشىء.
وكان العريس فى الماضى يرتدى الرداء الملوكى ويضعون على رأسه تاجًا فيبدو كملك. وكانت العادة أن يصيح الشعب من النساء قائلين "ملك ملك ملك ملك" ولما كانوا يتكلمون القبطية، وكانت كلمة "ملك" بالقبطى هى ourw "أورو" فكانوا يصيحوا "أورو أورو أورو أورو"، ومع سرعة تكرار اللفظة أصبحت "رو رو رو رو" ، ومع الزمن نسيت الناس المعنى الأصلى وظنتها أصوات رمزية للتعبير عن الفرح فأخذوا يطوروا فى شكلها وسرعتها وخاتمتها الحراقة.
وإلى الآن، لو تأملت فى ستى وستك وهن يزغردن ستجد أن زغرودتهن مختلفة عن بنات اليوم؛ فهُن يقلن: "رو رو رو رو" وليس كهذا الجيل.
ومازال الأقباط إلى الآن يدعون الفرح "إكليل" والخطوبة "نص إكليل" ويضعون الأكاليل على رأس العروسَيْن فى الزواج لتشبيه العريس بالملك والعروس بالملكة. أما أصل كلمة ملك "أورو" القبطية فهو الأفعى المصرية القديمة "يوريا" وكانت تسمى "يعرت". وهى أفعى فرعونية توضع على رأس المَلِك وترمز للمُلك والسلطان ، وقد تحولت فى القبطية ourw "أورو" بعد إزالة تاء التأنيث وتعنى (أفعى، صل، ملك الحيات، حية سوداء) وقد أخذتها اليونانية (أوريئوس) ومنها أخذتها العربية أيضاً. وقد أخذتها عنها الإنجليزية uraeus لتعبر عن نفس الأفعى.
ومن الأمثال التى وردت بها لفظة زغرودة المثل "الزغاريط بالمحبة والنقوط بالغرض" وهو كناية عن المحبة فى فعل الشىء، كما نجد المثل "الزغاريط تبقى على راس العروسة" للكناية عن عمل الشىء فى الوقت المناسب وليس قبل أوانه.