في مثل هذا اليوم الموافق 13 يناير من عام 1946 رحلت عن عالمنا صفية مصطفى فهمي زوجة زعيم الأمة المصرية سعد زغلول قائد ثورة 1919، وهي ابنة مصطفى فهمي باشا الذي يُعد من أوائل رؤساء الوزارة في مصر.
أطلق عليها الجميع لقب، أم المصريين، لعطائها المتدفق من أجل قضية الوطن العربي، والمصري خاصة بعد أن خرجت، صفية زغلول، على رأس المظاهرات النسائية في مصر من أجل المطالبة بالاستقلال، خلال ثورة 1919، حملت لواء الثورة، عقب نفي زوجها الزعيم سعد زغلول، إلى جزيرة سيشل، أفريقيا، ساهمت بشكل مباشر، وفعال في تحرير المرأة المصرية.
وبعد رحيل زوجها سعد زغلول، عاشت عشرين عاما لم تتخل فيها عن نشاطها الوطني، لدرجة أن رئيس الوزراء المصري وقتها إسماعيل باشا صدقى، وجه لها إنذاراً بالتوقف عن العمل السياسى، إلا أنها لم تتوقف عن العمل الوطني.
وتعد صفية زغلول، من الأوائل في الحياة الاجتماعية، والسياسية في مصر، وحتى في البلاد العربية، وكانت من ارقى السيدات المثقفات في ذلك العصر.
ولم تنجب صفية زغلول، من سعد زغلول، ولكن الشعب المصري من باب الوفاء أراد أن يعوضها، عن هذه المسألة والمهمة لها، كأنثى فلقبوها، بأم المصريين وهو اللقب الذي كانت تعتز به كثيرًا.
في حياتها، مع سعد زغلول تخوض صفية، معارك في مواجهة الإنجليز، أسفرت عن رصيد هائل من الشعارات والانجازات.
بعد ان أقصى الإنجليز، زوجها سعد زغلول خارج البلاد، أصدرت أم المصريين، بيانًا تمت قراءته على المظاهرات الكبرى التي أحاطت بـ بيت الأمة، بيت سعد وصفية وجاء في هذا البيان الذي قرأته سكرتيرة السيدة صفية :
وإن كانت السلطة الإنجليزية الغاشمة قد اعتقلت سعدًا ولسان سعد، فإن قرينته وشريكة حياته السيدة صفية زغلول، تُشهِد الله، والوطن، على أن تضع نفسها في نفس المكان، الذي وضع زوجها العظيم نفسه فيه من التضحية والجهاد من أجل الوطن، وأن السيدة صفية في هذا الموقع تعتبر نفسها أما ً لكل أولئك الأبناء الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية.
وبعد أن ألقت سكرتيرة صفية زغلول هذا البيان على المتظاهرين هتف أحد قادة المظاهرة قائلاً: تحيا أم المصريين، ومن يومها أصبح لقب السيدة صفية زغلول هو: أم المصريين، وبقي هذا اللقب مرتبطا بها إلى الآن، وحتى بعد رحيلها في منتصف أربعينيات القرن الماضي، أي منذ ما يقرب من ستين سنة.
وفي بيان صادر عن الجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات في مصر، تؤكد أن صفية زغلول المرأة المصرية كانت مساندة، ومناضلة مع زوجها في كل ظروف، ومحن حياته، وتحدّت الجميع وأعلنت بكل شجاعة أنها تعتبر نفسها أماً لكل المصريين الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية.
ومن أخبار السيدة، صفية زغلول:
إنه، في عام 1921 خلعّت صفية زغلول النقاب لحظة وصولها مع زوجها إلى الإسكندرية، فكانت أول زوجة لزعيم سياسي عربي، تظهر معه في المحافل العامة والصور دون نقاب.
كان سعد زغلول يمنحها الحرية الكاملة لثقته بها.
في عام 1924، عندما تولى سعد زغلول رئاسة الوزارة وتوالت الوفود إلي، بيت الأمة لتهنئته وزوجته رفيقة كفاحه ، قالت للجموع المحتشدة:
أن تقدموا لي، العزاء وليس التهنئة، أن سعد زغلول هو زعيم الأمة وهو الآن في مكان أقل بكثير، فما قيمة رئاسة الحكومة، مقابل زعامة الأمة.. لما استقال سعد زغلول من رئاسة الوزارة، استقبلته صفية زغلول مبتهجة قائلة:
هذا أسعد يوم في حياتي، مهمتنا الكفاح، وليست تولي المناصب.