حكاية مسجد بناه الباشا المقتول..المبنى معلق وسبيله لم يعد موجودًا..صور

كشف الدكتور محمد عبد اللطيف، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق حكاية مسجد المحمـودية،ويقع فى ميدان الرميلة أمام باب العزب،وهذا الميدان يعتبر من أهم البقاع بمصر بما مر بهما من أحداث سياسية واجتماعية خلال تاريخ مصر الإسلامى.
وقد بلغ شأنًا عظيمًا بوجه خاص فى العصرين المملوكى والعثمانى ، ويلاحظ أن مسجد المحمودية قد أخل بالحد الشمالى لميدان الرميلة إذ أنه تعدى على أرض الميدان ، ويؤيد ذلك وثيقة السلطان محمود والتى لم تذكر أن الأرض المقام عليها المسجد كانت ضمن أوقافه.
أما باب العزب فهو الباب المطل على ميدان الرميلة، وهو الاسم الذى عرفت به منطقة سوق الخيل فى العصر العثمانى،وهذا الباب أعيد بناؤه فى منتصف القرن الثامن عشر على يد الأمير رضوان كتخدا قائد العزب الذى توفى سنة 1168هـ/ 1754م.
ومسجد المحمودية من إنشاء والى مصر محمود باشا عام 975 هـ/ 1567م،وهذا الرجل تولى حكم مصر فى الفترة من 973 – 975 هـ/ 1565 – 1567م ، وقد بدأ حكمه فى مصر فى السنة الأخيرة من عهد السلطان العثمانى سليمان القانوني، ثم استمر فى بداية حكم السلطان سليم الثانى ، وكانت نهايته بالقتل وعرف بإسم محمود باشا المقتول ولم يعرف من قاتله ، وقد دفن فى قبة هذا المسجد.
ويعتبر مسجد محمود باشا من المساجد المعلقة،إذ يتم الصعود إليه عن طريق درجات من الواجهة الجنوبية الغربية،والمساجد المعلقة كانت معروفة فى الإسلام قبل العصر الفاطمى،خاصة أن السنة تبيح إقامة المساجد فوق الأبنية ولا تجيز إقامة الأبنيـة فـوق المسـاجـد، ويعـتبـر مسجد الصالح طلائع"555 هـ/ 1160م"من العصر الفاطمى هو أول مسجد معلق فى عمارة القاهرة.
ويشتمل مسجد المحمودية على أربع واجهات مبنية بالحجر،ويتكون من مربع طول ضلعه 20 مترا تقريبًا،ويوجد بالناحية الجنوبية الغربية للمسجد سبيل للشرب،ولم يبق منه سوى حوائط الصهريج وجزء من سقفه.
كما اشتمل المسجد على قبة ضريحية تتقدم إيوان القبلة،وذلك على غرار مدرسة السلطان حسن التى تتجاور مع مسجد المحمودية، ويشترك كل منهما فى الإطلال على ميدان صلاح الدين.