الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عاش هنا يوثق كواليس إشهار لويس جريس إسلامه من أجل سناء جميل بعد نطقها الشهادتين

لويس جريس وسناء جميل
لويس جريس وسناء جميل

فى محافظة القاهرة وتحديدا فى 22 شارع متحف النيل-المنيل-القاهرة، عاش الكاتب والناقد الراحل لويس جريس، زوج الفنانة سناء جميل، الذى وثق جهاز التنسيق الحضارى منزله، من خلال وضع لافتة على باب العقار، توضح تاريخ الميلاد: 27/07/1928 مكان الميلاد: مركز أبوتيج، بمحافظة أسيوط، وتاريخ الوفاة: 26/03/2018.

يأتى ذلك في إطار مواصلة مشروع "عاش هنا"، أحد أهم المشروعات التي يشرف عليها جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة، جهوده في توثيق المباني والأماكن التي عاش فيها الفنانون والسينمائيون، وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية، التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث.

ولد لويس جريس في مركز أبوتيج، بمحافظة أسيوط، حصل على بكالوريوس الصحافة والأدب من الجامعة الأمريكية 1955 - دبلوم دراسات عليا من جامعة ميتشجان 1958، عمل محررا بمجلة صباح الخير عام 1961 - ثم مراسلًا لمجلتي "روز اليوسف" و"صباح الخير" من الأمم المتحدة 1971- 1972، كما شغل منصب العضو المنتدب لمؤسسة روز اليوسف في الفترة من 1972-1980، ورئيس تحرير مجلة صباح الخير في الفترة من 1982-1989 - عضو المجلس الأعلى للصحافة.

والصحفي الراحل هو زوج الفنانة الراحلة سناء جميل، وتزوجها بعد قصة حب، واستمر الزواج بينهما 40 عامًا حتى توفيت في 22 ديسمبر 2002، حيث تزوج الكاتب الكبير لويس جريس من الفنانة سناء جميل فى منتصف الستينيات.

وللمفارقة أن لويس جريس فى الأساس وقبل أن يتزوج سناء جميل لم يكن يعلم أنها مسيحية، وإنما العكس هو الصحيح فقد كان على يقين أنها مسلمة، حيث كانت تجمعهما صداقة قوية قبل الزواج لم يجرؤ خلالها أن يسألها عن ديانتها، خاصة أنها كانت فى كل كلامها معه تقول له "والنبى يا لويس تجيبلى كذا أو والنبى متنساش تكلم فلان"، مما أكد له أنها مسلمة، ورغم ذلك لم يستطع أن يمنع نفسه من الوقوع في حبها والذى وصل لدرجة العشق، ولكنه بالطبع لم يحلم بالزواج منها لذا كانت سعادته لا توصف عندما علم بالصدفة أنها مسيحية فعرض عليها الزواج فورا قائلا لها "منذ هذه اللحظة أنتِ السند لقلبى وروحى وحياتى حتى آخر العمر"، وقد كانت هكذا فعلا حتى أنه لم يستخدم عصا يتكئ عليها إلا بعد وفاتها عندما شعر بعدم القدرة على الحركة بشكل طبيعى فقال له طبيبه: "كنت تتكئ نفسيا على سناء وبعد رحيلها صرت بحاجة إلى عصا ومنذ رحيلها عنه كان يبدو دائما فى حالة ترقب وانتظار للرحيل للقائها فى العالم الآخر".

وقد تعرض لويس جريس لمفاجأة مدوية خلال رحلة زواجة بمحبوبته سناء جميل بعد أن أخبرته أنها أشهرت إسلامها وأنه لم يعد يصح أن يكونا زوجين إلا بعد أن يشهر إسلامه هو أيضا، وهو ما لم يتردد فيه المحب العاشق، حيث تعود أحداث هذه الواقعة إلى عام 1972 عندما تلقى لويس جريس اتصالا تليفونيا من زوجته سناء جميل وكانت وقتها فى ليبيا لتصوير دورها فى فيلم "الرسالة"، حيث قالت له فى المكالمة: "لويس إحنا مش ممكن نعيش مع بعض تانى، أنا أشهرت إسلامى" فاندهش الزوج وقال لها: "كيف حدث ذلك؟"، فأجابته: "وأنا أصور شخصية سمية بنت الخياط أول شهيدة فى الإسلام أشهرت إسلامى أمام الكاميرا ونطقت الشهادتين فأكد لى عبد الله غيث إنى صرت مسلمة ولا يصير لى أن أبقى زوجة لرجل قبطى"، وبالرغم من أن الفنان القدير عبد الله غيث والذى كان يلعب دور البطولة أمامها أراد أن يداعب سناء جميل ويضحك معها، خاصة أن الجميع كان يعلم بقصة الحب الكبيرة التى تجمعها بزوجها، إلا أنها اقتنعت بكلامه حتى صارت تبكى لكونها مضطرة لأن تنفصل عن حب عمرها.

ولم يستسلم الزوج المحب لكلام زوجته ورغبتها فى الانفصال فقال لها: "اهدأى يا سناء سأجد حلا"، وبعد يومين اتصل بها مرة أخرى ليبلغها أنه هو أيضا أشهر إسلامه ونطق الشهادتين أمام الكاتب الكبير دكتور مصطفى محمود الذى داعبه قائلا: "إطلع من دول يا خلبوص تلاقيك عايز تتجوز بنت حلوة صغيرة"، ولكن عندما علم بحقيقة قصة إسلام سناء من لويس أكد له أن نطق الشهادتين فى التمثيل وعن عدم يقين داخلى لا يعنى دخولها الإسلام، فأبلغ لويس حبيبته بكلام مصطفى محمود مؤكدا لها أنها مازالت مسيحية.

كان سناء ولويس نموذجا مثاليا لقصص الحب الرومانسية والارتباط الذى يتفانى كل طرف فيه فى كيان الآخر، فكانت سناء تحلف باسمه دائما قائلة "وحياة لويس"، واستجاب الزوج العاشق لرغبتها فى عدم الإنجاب والتفرغ للفن، وكان كل منهما محور حياة الآخر، ومتكأه الذى يستند عليه.

من أبرز أعماله الأدبية قصص قصيرة، منها: حب ومال - هذا يحدث للناس -كما ترجم إلى العربية مسرحية "الثمن" لآرثر ميللر.

يشار إلى أن مشروع "عاش هنا" يتم بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الفنية، ويستعان خلاله بالمُهتمين بتوثيق التراث الثقافي والفني في مصر لتدقيق المعلومات والبيانات التي يتم تجميعها.