لم تكتفِ دولة الاحتلال الإسرائيلي بسرقة أرض فلسطين، وتهجير شعبها من بيوتهم، بل وصل بها الأمر إلى أن تنسب إليها كل ما على الأرض الفلسطينية من تاريخ وتراث، وتقدمه للعالم على أنه جزء من الهوية الإسرائيلية.
مؤخرًا تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، أخبارًا تفيد بأن دولة الاحتلال الإسرائيلي بدأت منذ فترة في نسب الأكلات الفلسطينية التراثية لنفسها، وذلك على الرغم من تشبث الفلسطينيين بأكلاتهم الشعبية التي تربطهم بالأرض والقضية، واهتمامهم الدائم بعرضها في المعارض التي تقام على الصعيد المحلي والعربي والتي تلقى إقبالًا كبيرا.
تحاول إسرائيل التي لم تكتفِ بسرقة الأرض العمل بكل ما أوتيت من قوة، لسرقة كامل التراث الفلسطيني ونسبه إليها ومن الأمثلة سرقة الزي الفلسطيني والأكلات القديمة، لتبرز للعالم أنها دولة تعيش على هذه الأرض منذ القدم، وتكذيب رواية الفلسطينيين أصحاب الأرض.
ففي حادثة شهيرة وقعت عام 2017، قدم وفد إسرائيلي أكلة "الشكشوكة"، فلسطينية الأصل، للأمين العام للأمم المتحدة السابق، بان كي مون، خلال الاحتفال السنوي التقليدي بمناسبة ما يسمى بـ"عيد الاستقلال"، وهو اليوم الذي يعرف بذكرى النكبة.
وادعت حينها وزارة السياحة الإسرائيلية، أن الشكشوكة طبق شعبي إسرائيلي، وأعلنت أنها ستصبح طبق الشهر، وطالبت أصحاب المطاعم بتقديمه بأسعار زهيدة لمدة شهر كامل، إضافة إلى وضع الطبق المسروق ضمن كتاب للمأكولات التراثية اليهودية، وزع داخل المطاعم الكبرى في أوروبا.
ويعتبر "المسخن" أحد أشهر أطباق المطبخ الفلسطيني، وينال اهتماما لدى الفلسطينيين ويفتخرون بأنه من الأكلات التراثية التاريخية التي بقيت حاضرة، ونفس الأمر بالنسبة لطبق "المفتول"، المعروف بنكهته الفلاحية، بإضافة اليخني والقرع، فجميع تلك الأطباق تعرّضت إلى السرقة.
إذ تشارك إسرائيل في المهرجان السنوي للمفتول بمدينة سان فيتو لوكار الإيطالية، وكانت قد فازت بالجائزة الأولى لأحسن طبق مفتول في العالم على مسمع من الدول المشاركة.