تمكنت لجنة المصالحات العرفية المشكلة من الأزهر والأوقاف بمركز صدفا وبالتنسيق مع أجهزة الأمن من إنهاء أقدم خصومة بين أبناء العمومة من عائلة "خليفة" ببندر صدفا، وذلك بتقديم أحد المتهمين الكفن رمزا للعفو والتسامح، وذلك بحضور أكثر من ألفي مواطن من أهالي صدفا والقرى المجاورة وعمد ومشايخ الأوقاف.
بدأت مراسم الصلح بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم قام أعضاء لجنة المصالحات الممثلة في الشيخ عبد المنعم جاد الحق وعلم الدين سيد والعميد سيد الصدفي يتوسطهم المدعو علي محمد خليفة بحمل الكفن وتقديمه إلى نجل عمة ولي الدم أيمن فتحي محمد، نجل المتوفى، وسط تكبير من الحاضرين.
وطالب الشيخ عبد المنعم جاد الحق، المفتش بالأزهر عضو لجنة المصالحات، بحل الخلافات والأزمات دون الاستماع إلى الوشاة والمفسدين حتى ينصلح حال مصر.
وأضاف جاد الحق: "أنتم من يحدد مصير الأمة ومصير مصر"، موضحا: "إننا أصبحنا بارعون في التفنن في إيجاد الكراهية بيننا ونضيع أوقاتنا وأعمارنا في خلافات عيب علينا أن نذكرها وعلينا أن ننظر إلى من حولنا، فالجميع لا يريد أن تكون مصر على الخريطة، واعلموا أن الأفكار الضيقة والنزاعات الحزبية والقبلية من الخصومات الثأرية سبب هدم مصر ويجب أن نتخلى عن العصبية القبلية"
وأضاف أن "أهالي الصعيد هم حماة مصر والوضع يحتاج لأن نتكاتف بتسوية النزاعات التي نتجت عن اختلافات وهمية، ويجب أن نترك لأبنائنا أشياء جميلة بدلا من التغني بما صنعه الفراعنة، واعلموا أن العفو والتسامح من شيم الكرام".
وفي السياق نفسه، هاجم عضو لجنة المصالحات من يرهبون المواطنين باسم الدين بعد الثورة، مؤكدا أن الدين الإسلامي يسر وسماحة حتى مع غير المسلمين، مشيرا إلى أن "من يفتون بأن أموال غير المسلمين محرمة لا يستندون لشرعية إسلامية لان الإسلام عامل غير المسلمين بالسماحة".
ترجع وقائع الخصومة إلى نشوب خلافات على أراض زراعية منذ 25 عاما تقريبا ونتج عنها وفاة أحد أولاد فتحي خليفة على يد نجل عمه من أبناء محمد خليفة.